x

ياسر أيوب أنطونيو بانديراس والأهلى والزمالك ياسر أيوب الثلاثاء 13-10-2015 21:18


لا يعرف النجم العالمى الكبير أنطونيو بانديراس أى شىء عن الأهلى والزمالك فى مصر.. ولم يكن يقصدهما وهو يتحدث أمس الأول فى دبى عن حكايته وعلاقته الشخصية بكرة القدم.. لكننى أدركت أنه بإمكاننا تأمل كلام هذا النجم والتفكير فيه والاستفادة منه أيضاً..

وقد كنت أحد الذين دعتهم شبكة «أو إس إن» لحضور حفلها الكبير فى دبى للإعلان عن كل هذا التغيير والتطوير والإضافات الهائلة التى ستلحق بشاشات هذه الشبكة فى الشرق الأوسط.. واختارت «أو إس إن» الإعلامى المصرى الشهير باسم يوسف لتقديم هذا الحفل.. وعلى المسرح أجرى باسم حواراً مع النجم أنطونيو بانديراس.. عن السينما والرقابة والإبداع والحب والمستقبل وكرة القدم.. سأله باسم هل يشجع ريال مدريد أم برشلونة.. فقال له أنطونيو بانديراس إنه لا يشجع إلا نادى مالاجا.. وكانت بالطبع إجابة لم تعجب أو تقنع باسم يوسف الذى هو مثلنا جميعاً لا نتخيل مواطناً مصرياً يشجع أى ناد آخر غير الأهلى والزمالك، ولابد له أيضاً من الاختيار بين ريال مدريد وبرشلونة.. فعاد باسم يسأل أنطونيو فى إلحاح عن النادى الذى يحبه غير مالاجا وهل هو الريال أم برشلونة.. فقال بانديراس بمنتهى الحسم والوضوح والحب إنه ليس مطالباً بتشجيع أى ناد آخر، وإنما يكتفى بنادى مالاجا الذى يلعب باسم المدينة التى ولد فيها وينتمى إليها بانديراس.. وسواء كان مالاجا نادياً كبيراً أو صغيراً..

ينتصر أو يخسر.. تسبقه وتلحقه شهرة عالمية أو يبقى نادياً لا يعرفه أحد خارج إسبانيا.. فأنطونيو بانديراس لا يعرف ولا يهتم بناد آخر لأنه لا الريال أو برشلونة يمثل بالنسبة له ذكريات العمر وانتماء المكان وكل مشاعر الحب والفرحة والحزن والأحلام.. وأظنها إجابة ستكون صادمة لكثيرين جداً فى مصر الذين لا يتخيلون ولا يقبلون أيضاً أن يكتفى أحدهم بتشجيع الإسماعيلى أو الاتحاد أو المصرى أو النادى الذى يمثل مدينته وأهله.. إنما لابد من الاختيار فى النهاية بين الأهلى والزمالك.. وهو واقع ليس كروياً فقط..

إنما هو منهج حياة.. كروية وسياسية واقتصادية واجتماعية.. أو زنزانة حقيقية سجن المصريون فيها أنفسهم طول الوقت لتبقى الخيارات أمامهم محدودة جداً والرؤية ضيقة جداً رغم هذا العالم الواسع والكبير.. ولا أعرف متى سنخرج كلنا من هذه الزنزانة وينتهى حبسنا الاختيارى الذى تتعطل معه قدراتنا وتتوقف طاقاتنا وتموت أحلامنا.. لكننى على الأقل احترمت أنطونيو بانديراس جداً تماماً مثلما سعدت بما قدمته شبكة «أو إس إن»، وأعلنت عنه فى ذلك الحفل.. فإلى جانب السينما والدراما والبرامج التليفزيونية الجديدة فى كل مجالات الحياة.. لكننى أتوقف أمام الرياضة.. بطولات ودورات كروية وأوليمبية وأحداث عالمية كبرى فى مختلف الألعاب.. وسعادتى كانت بسبب إدراكى أننا اقتربنا من كسر الطوق الرياضى الذى وضعته قناة الجزيرة القطرية حول رقابنا كلنا.. وأن تلك القناة مهما غيَّرت اسمها وشكلها لن تبقى طويلاً لاعباً وحيداً فى ساحة الإعلام الرياضى، ولا فى أى ساحة أخرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية