x

أسامة هيكل:«فى حب مصر» غير تابعة للنظام (حوار)

الأربعاء 14-10-2015 08:42 | كتب: إبراهيم الطيب |
المصري اليوم تحاور «أسامة هيكل» المصري اليوم تحاور «أسامة هيكل» تصوير : إسلام فاروق

قال الكاتب الصحفى أسامة هيكل، رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، ووزير الإعلام الأسبق، ومرشح، وعضو اللجنة التنسيقية لقائمة في حب مصر، إن القائمة لم تعقد صفقات مع حزب النور، ولم تجلس معه، ولو جلسة واحدة، لافتا إلى أن أعضاء بالقائمة اقترحوا ضم الحزب، طالما تعترف بهم الدولة، إلا أن هذا الاقتراح رفض بشدة من غالبية الأعضاء.

وتوقع «هيكل» في حواره مع «المصرى اليوم» أن يسيطر المستقلون على أغلبية البرلمان المقبل، مشيراً إلى أنه كان يتمنى أن تكون القوائم الانتخابية اثنتين إحداهما تمثل التيار المدنى، والأخرى تمثل التيار الدينى، معتبرا تعدد القوائم المدنية يفتت أصواتها لصالح التيار الدينى، وأنها لم تستوعب الدرس من انقساماتها الماضية التي أوصلت الإخوان للحكم.

وتابع: «لا يوجد إعلام محايد، هناك نوعان من الإعلام الأول إعلام تصدره الدولة لخدمة سياساتها وأهدافها السياسية، والآخر إعلام خاص يصدره رجل أعمال، أو شركه خاصة، وهدفه إما الربح، أو النفوذ، أو تأمين المصالح»، منوها بأن السماح بغلق الفضائية الخاصة، نتيجة الأزمات المالية، بمثابة تهديد للأمن القومى.. وإلى تفاصيل الحوار:

■ بحكم كونك مرشحاً وعضو اللجنة التنسيقية لقائمة في حب مصر.. ردك على اتهامكم بقائمة الدولة؟

ـ في حب مصر، القائمة الأكثر قوة، وتماسكا، ومن الطبيعى الهجوم عليها، لكن المؤكد أن معظم من هاجموا القائمة كانوا يسعون بشكل قوى جدا للانضمام إليها ولم يفلحوا فاهتموا بالهجوم عليها، ودعنى أؤكد لك أننا في القائمة قمنا بعمل لجان لأخذ الأفضل من حيث كل شىء، صحيح كانت هناك بعض المواءمات والتوازنات لعدم خسارة اتجاه معين.

■ معنى ذلك أنكم اخترتم أشخاصا غير مناسبين في سبيل المواءمة الانتخابية؟

ـ إذا كان هذا الشخص يعبرعن تيار وله شعبية وتواجد قوى وحقيقى نختاره، وفى القائمة حرصنا على ضم بعض الأحزاب والأحزاب الأخرى لم نستطع ضمها، لكن جميع الأحزاب عندما كنا نجلس معها كانوا يقولون إن لديهم شعبية جارفة وأن كل حزب أفضل من غيره، ونحن في القائمة حرصنا على أن يكون المقياس في الاختيار الوزن النسبى بالشارع، فمثلا هناك شخصيات مثيرة للجدل، لكن لها شعبية في مكانها، لذا قررنا الاستعانة بهم، مع الاتفاق معهم على مبادئ ورؤية موحدة لقائمة في حب مصر، ونحن نرى أننا القائمة الأقوى والأكثر تماسكا وانتبهنا مبكرا جدا لفكرة عمل قائمة موحدة قدر المستطاع للتيار المدنى، فمنذ أكثر من سنة نجهز لاختيار القائمة لأننا كنا مستشعرين الخطر القادم وأن مصر قد تقع مرة أخرى في خطر التيار الذي يستغل الدين لأغراض سياسية ليست بالضرورة خادمة للوطن.

■ لكن تم رصد صور لمرشح القائمة الزميل مصطفى بكرى وهو يوزع على أهالى دائرته «كراتين» تابعة للقوات المسلحة؟

ـ واقعة الزميل مصطفى بكرى باختصار، أنه اشترى هذه الكراتين من مجمعات القوات المسلحة ولم يخطرنا بذلك، وهو حر في تصرفه، وأنا شخصيا ضد تصوير الواقعة، فهو يقوم بشراء منتجات القوات المسلحة من المجمعات الخاصة بها على نفقته الخاصة ويقوم بتوزيعها، وهذه المنتجات متاحة بدليل أنه ليس مكتوب عليها غير مخصصة للبيع أو هدية من الجيش لمصطفى بكرى، ومن ثم هذا لا يعبر على الإطلاق عن دعم من أي نوع.

■ هل وصفكم بـ«قائمة الدولة» ترونه أمر إيجابيا أم سلبيا؟

ـ هل الاتهام بأننا قائمة الدولة، معناه أن الدولة هتزور لنا؟!..هذا غير صحيح، لأنه باختصار لم يعد هناك جهاز في مصر يجرؤ على التلاعب في الانتخابات، نحن قائمة الدولة بمفهومها القانونى، لكن لو قائمة الدولة بفكرة النظام، نحن مش بتوع نظام، لأنك ببساطة متقدرش تعمل حاجة رغم أنف الملايين، فهذا الزمن قد ولى وانصرف، ونحن قائمة دولة سيادة القانون، كما أن الناخب هو يحدد من سيختاره من المعروض وهو كتير جدا ولديه فرصه للاختيار، وأنا شخصيا كنت أتمنى ألا يتعدد المعروض، وأن يختار النائب بين تيارين فقط أحدهما يمثل التيار المدنى والآخر الدينى، وفكرة وجود الدين في العمل السياسى مرفوضة.

■ هل يمكن أن تعارض قائمة في حب مصر الرئيس والحكومة في البرلمان؟

ـ إذا أخطأ الرئيس والحكومة سنعارضها ونحاسبها، خاصة أن صلاحيات البرلمان كبيرة، وبالتالى حسن الاختيار هام جدا في ظل الصلاحيات الكبرى للبرلمان، والاختيار مسؤولية كبير، هذا في تقديرى أول انتخابات يعول عليها الناخب بشكل كبير جدا، ونحن نراهن على الوعى العام، والنظام الحالى لم تتكون له معارضة، وستظهر في البرلمان، الوعى العام في المجتمع المصرى، ودعنى أطلب من القوى المدنية عدم التناحر لأن دا مش وقت تناحر، الناس في الشارع بتحس بالخطر في الداخل والخارج والخريطة في المنطقة تتغير، من سنوات قليلة كان في دول اسمها سوريا والعراق وليبيا واليمن، الآن كله تمزق، والدول الأخرى في الخليج ليست بعيده عن الصراع والتقسيم، وفطنوا للخطورة فحصل اقتراب مع مصر للمصالح المشتركة وليس مجدعة مع مصر، وبالتالى مصر عليها مؤامرات كثيرة والشعب يعى ذلك، وتقديرى أن في حب مصر تعبير عن الوعى العام في الشارع.

■ هل صحيح أنكم عقدتم صفقات مع حزب النور بموجبها يخلى لكم بعض الدوائر؟

ـ لم نجلس مع حزب النور جلسة واحدة، ولم نعقد صفقات معه، وكانت هناك بعض الاقتراحات داخل القائمة تطالب بإدارجه طالما أن الدولة تعترف به، وسبق والتقى بهم رئيس الجمهورية، لكن الجميع رفض، لأنه مخالف للمبادئ الخاصة بالقائمة، ويجب أن نضع في الاعتبار أن حزب النور خصم قوى ومنظم أكثر من القوائم المدنية الأخرى، كما أن تعدد القوائم المدنية يفتت أصواتها لصالح التيار الدينى، لكن بشكل عام فإن الوعى العام ضد هذا التيار.

■ هناك بعض الفتاوى الدينية التي تطالب بتحريم التصويت لمرشحى حزب النور، هل تؤيد تلك الفتاوى؟

ـ أنا ضد صدور فتاوى بهذا المعنى، لأنه باختصار لابد أن نبعد الدين عن السياسية، وهل من المعقول أن فتاوى تحريم التصويت لحزب لنور لما تعجبنى وتيجى على هوايا أوافق عليها، بالعكس هذا الأمر مرفوض كمبدأ.

■ ما مصادر تمويل القائمة وهل تتوقع استخدام المال السياسى في الانتخابات المقبلة؟

ـ عدد من رجال الأعمال هم مصدر تمويل القائمة ومرشحون في القائمة، ولو في تبرعات ستكون بشفافية كاملة ونخطر اللجنة يوميا بالتبرعات وما ينفق منها، ونحن سبق أن اتفقنا على مبدأين أولا عدم مخالفة قواعد اللجنة العليا، والثانى أنه مهما تعرضنا لهجوم لن نرد الإساءة بإساءة أخرى، أما بالنسبة لاستخدام المال السياسى، فأنا مستاء من تصريحات بعض رجال السياسة أصحاب المال، الذي يتحدث عن رصده ملايين الجنيهات للمرشحين، رغم أن هذا الشخص كان سببا رئيسيا من أسباب 25 يناير، وهنا أقول إن المال السياسى عادة يلعب دورا.

■ لماذا تهاجمكم بعض القوى المدنية التي تتفق معكم في المبادئ والأهداف؟

ـ القائمة فيها مسيحيون وأحزاب عددها 10 أحزاب تضم غالبية القوى المدنية، والقوة الممثلة للقائمة متجانسة لحد كبير، أما بخصوص القوى المدنية إللى «زعلت»، كنت أتمنى أن تكون جميع الأحزاب في القائمة، لكن واحد مشكل حزب هو وابنه وكان عايز يدخل وبذل جهودا كبيرة، ولما لقى نفسه مش هيدخل بذل جهدا لانضمام ابنه، وللأسف لم نضمه، لأننا لما استطلعنا الشعبية الخاصة به كانت النتائج سلبية وأيضا استطلعنا موقف الحزب، اكتشفنا أنه هش وغير موجودة.

■ البعض يرى أن «فى حب مصر» ليس لها تواجد قوى لدى فئة الشباب، فكيف تتواصلون مع الشباب؟

ـ فيه الشباب غاية في الأهمية، لذلك قمنا بإنشاء موقع إلكترونى للتواصل وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والمؤسف أن الفئات العمرية أقل من 35 سنة، نجد أن الإعلام الإلكترونى الطريقة المثلى للتعامل معها، خاصة في ظل تراجع قراءة الصحف رغم كثافة السكان، تقريبا ثلث معدلات القراءة في ١٩٨٠ عندما كان عددنا 40 مليونا، السبب قنوات فضائية وبرامج التوك شو والإنترنت.

■ كيف ترى شكل البرلمان المقبل وتقسيمه من الناحية السياسية؟

ـ لا أنا ولا غيرى يقدر يتنبأ بشكل البرلمان، لكن معظمه سيكون من المستقلين، ولا أحد يعرف الاتجاهات داخل البرلمان، وللعلم فيه مرشحون إخوان اترشحوا في الانتخابات ووقفوا أمام اللجان ورفعوا شارة رابعة، وبالتالى هناك إخوان من الصف الثالث والرابع داخلين الانتخابات، رغم أنها جماعة إرهابية، تم السماح لشخص أفصح عن هويته الإخوانية أثناء الترشيح، وبالتالى لا بد من قرار أو قانون بمنع ترشح أي شخص ينتمى لجماعة إرهابية.

■ كيف استقبلت تصريحات الرئيس بأن الدستور تمت صياغته بنية حسنة، وهل أنت مع المطالبين بتعديله؟

ـ الدستور لازم يقوم على وحدة المجتمع، لكنه وضع بشكل فئوى للأسف، فالدستور عبارة عن مبادئ عامة اتفق عليها المجتمع، وأنا مع تعديل الدستور، ولكن بالممارسة، الناس تطلب من البرلمان تعديلا وفقا للعدد الدستورى ثلثى البرلمان، وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس فأرى أنه كان الأفضل أن ينأى الرئيس بنفسه عن الدخول في معركة الدستور الآن، هذا تقديرى، خاصة أننا دخلنا في معركة انتخابية، التوقيت فيها مهم في التصريح لو قبل الانتخابات كان هيبقى كويس.

■ هل مقابلتك للفريق شفيق في الإمارات كانت محاولة للوساطة بينه وبين السلطة الحالية، خاصة عقب تصريحاته الأخيرة؟

ـ سفرى لأبوظبى كان بدعوة من مركز الدراسات الاستراتيجية لدولة الإمارات، وكنت في مؤتمر هناك لإنشاء تحالف فكرى بين دول عاصفة الحزم، خاصة وأن هناك اتفاقا بين أكاديمية علوم الإعلام التابعة لمدينة الإنتاج الإعلامى، والمركز وهناك دعوات متبادلة بيننا وبينهم، وأنا هناك قابلت الفريق شفيق.

■ يفهم من ذلك أنك قابلته بالصدفة؟

ـ أنا أعرف الفريق شفيق منذ عام 1993 تقريبا وعلاقتى به جيدة، وأكن له كل التقدير والاحترام، وأنا في أبوظبى جلست معه وتحدثنا واتفقنا على فكرة واحدة وهى وجود قائمة مدنية موحدة لمنع الالتباس وكان متفقا معى، وأنا أتحدث معه اكتشفت أنه واقع في مجالات تأثير من المستبعدين من القائمة في حزبه، هو طبعا لا يريد انقساماً داخل الحزب الخاص به، لذا كان يطلق بعض التصريحات، وأنا أعذره في ذلك، وللعلم كنت أتمنى أن يكون معنا بالقائمة حزب الحركة الوطنية الذي يرأسه.

■ هل أنت مع عودته للقاهرة وممارسة دوره السياسى بمصر؟

ـ طبعا يرجع.. أما بالنسبة للأمور الخاصة بمنعه، فأنا في تقديرى أن الحاجات دى لازم تخلص.

■ ننتقل للحديث عن الإعلام، كيف ترى الممارسات الإعلامية التي يقوم بها بعض الإعلاميين حاليا؟

ـ في الحقيقة لست راضيا عن مستوى الأداء العام للإعلام، فهو لم يصبح أداة للتوعية وإنما أصبح سلاحا، واللى مش فاهم هيخسر كثير جدا، ومفيش إعلام محايد بنسبة 100%، لأن الإعلام نوعان: الأول تصدره الدول لخدمة أغراضها السياسية، والثانى: إعلام خاص يصدره رجل أعمال أو شركة لخدمة توجهاته، والهدف منه أن يكسب أموالا أو يحقق نفوذا أو لتأمين مصالح، وفى الحقيقة معظم الإعلام في مصر الآن «مبيجبش فلوس»، ودعنى أؤكد لك أننا قد دخلنا في مرحلة حروب الجيل الرابع.

■ ماذا تعنى بمرحلة حروب الجيل الرابع؟

ـ الموضوع خطر ولا مجال للمزح، هناك خناقة على عقول المواطن في الهواء، لأن هؤلاء يدركون أن الإعلام يساوى التأثير على هذه العقول، على سبيل المثال النيل سات بتاع الدولة فيه 600 قناة، ولكن عندما تقوم بعمل بحث على النيل سات تجد قرابة 1700 قناة، إذن من أين تأتى كل هذه القنوات؟!... في قمر تانى بجوار النيل سات يسمى «يوتل سات» وهو قمر فرنسى يدور في نفس المدار الخاص بقمر نايل سات وهو 7 درجات غرب، وله مراكز تشغيل في العديد من دول العالم، وجماعة الإخوان الإرهابية بيشتغلوا عليه، فتجد 7 قنوات تابعة للإخوان- غير قناة الجزيرة- شغالة على هذا القمر، وبالرغم أن الدولة والمجتمع قد اتفقا على أن هذه الجماعة، فصيل إرهابى، إلا أن هناك أفرادا من مصلحتهم تغذية هذا التيار رغم أنف الدولة المصرية، ويقومون بالتأثير على عقول بعض المواطنين، ومن ثم فإن مفهوم الدولة المصرية قد تغير وتمت إضافة عنصر جديد إليه اسمه الفضاء، حيث توجد خناقة على عقل هذا المواطن على بعد آلاف الكيلومترات، بهدف إحداث انقسام في المجتمع.

■ ما هو الدور الذي يجب أن يقوم به الإعلام المصرى لمواجهة هذه الفضائيات المسمومة؟

الإعلام المصرى، عبارة عن قنوات خاصة تعمل في نطاق محلى، ومتمسكة بالاستمرار في ذلك، والآخر هو الإعلام الرسمى للدولة وهو ضعيف ومشكلته كبيرة جدا وحلها سهل لكنها تتطلب إرادة.

■ تقصد أنه يجب أن يتم الاعتماد على الإعلام الرسمى بشكل أكبر في هذه المواجهة؟

ـ الإعلام الرسمى للدولة به 23 قناة رسمية، و76 إذاعة، والسؤال: هل نحن بحاجة لهذا الجيش من القنوات؟.. نحن بحاجة لقناة أخبار بمواصفات معينة وأن تكون على النطاق الإقليمى والدولى، فإذا أردنا مخاطبة أي دولة اوروبية نخاطبها بلغتها ويكون الخطاب عقلى لأنهم يفكرون بعقلانية، بخلاف الخطابات العاطفية التي يتقبلها العقل العربى وتستخدمها الدول الأوروبية في مخاطبتنا.

■ إذن أنت تطالب بضرورة وجود إعلام يستهدف فئة بعينها والتحرر من الإعلام العام؟

ـ فكرة الإعلام العام قد انتهت ولابد من وجود فئة مستهدفة ومحددة تصل إليها الوسيلة الإعلامية، نحن نحتاج 4 قنوات، من كل هذا الجيش الكبير من القنوات الموجودة، فنكتفى بإذاعة القرآن الكريم، وصوت العرب، والبرنامج العام والشباب والرياضة، هذه الإذاعات والقنوات الدولة لن تستغنى عنها بل ستنفق عليها، يكفى أن تعرف أن 221 مليون جنيه هي قيمة مرتبات العاملين باتحاد الإذاعة شهريا، بالإضافة إلى 23 مليار جنيه ديونا على الاتحاد، أما باقى القنوات، أشغل معها بشكل مختلف ممكن من خلال الشراكة مع القطاع الخاص، بحيث تكون مهمتها هي جلب الأموال فقط، أما للقنوات المتشابهة فيتم إغلاقها، والقنوات الإقيليمية نقتطع ميزانيتها من الاتحاد وتذهب للمحافظات، وتتم إدارتها من خلال المحافظة والإقليم التابع لها لأنهم الأكثر علما بقضايا وعادات مجتمعهم، دون مساس بالميزانية.

■ كيف تقيم أداء الإعلام الخاص في ضوء المشهد الراهن؟

ـ القنوات الخاصة، عبارة عن أمرين لا ثالث لهما، أما صريخ وزعيق ورفض لكل حاجة، أو تصفيق وتهليل لكل حاجة، بمعنى أنه لا يوجد وسط، البعض شايف أن الصوت العالى هيجيب نتيجة وهذا لابد من التصدى له وتغييره، صحيح أنه من المهم أن يكون لكل حاكم معارضة توضح له، لكن هل المعارضة تعنى رفض كل ما يقال؟!

■ لكن هذه الفضائيات تمر بأزمة مالية واضحة تهددها بالإغلاق؟

ـ بالفعل اقتصاديات الفضائيات المصرية في خطر، وهناك قنوات كبيرة قللت العدد وخفضت النفقات بشكل كبير، وفى تقديرى أن غلق الفضائيات الخاصة خطر على الأمن القومى، والسماح لهم بالتوقف بسبب الأزمات الاقتصادية خطر على الأمن القومى.

■ هل تعنى أن تتدخل الدولة بدعم تلك القنوات لعدم توقفها؟

ـ أيا كان شكل التدخل، ورغم تحفظى على أداء هذه القنوات الخاصة، إلا أن غلقها خطر على الأمن القومى، لأنها قللت نسب المشاهدة للقنوات المضادة مثل قناة الجزيرة، حيث انصرف الجمهور عن هذه القنوات المضادة إلى القنوات الخاصة، وبالتالى عندما تغلق هذه الفضائيات سوف يتوجه المشاهد إلى قنوات أخرى مثل الجزيرة وسكاى نيوز وغيرهما، إذا وضعنا في الاعتبار أن الإعلام الرسمى في حكم الغائب، وبالتالى غلق القنوات الخاصة خطر على الأمن القومى المصرى ولابد من إيجاد طرق لإنقاذها.

■ في رأيك ما الأسباب التي دفعت تلك القنوات للدخول في أزمات مالية طاحنة؟

ـ فكرة المذيع إللى بياخد 8 – 10 ملايين جنيه هتختفى خلال الأيام المقبلة، الناس هتتجه للمذيع الشاب الأقل أجراً في الأيام المقبلة، ومعظم القنوات مشكلتها المالية في ارتفاع أجور هؤلاء النجوم الذين يتقاضون الملايين، وهذا سينتهى في الفترة المقبلة، وهذه القنوات لازم تعرف أن فكرة التوك شو انتهت والناس تشبعت منها، ويجب إخراج أفكار أخرى وتقديم نماذج من الشباب وعمل لقاءات مع الناس في الشارع وأشياء من هذا القبيل، على سبيل المثال ليه الناس راحت مسرح مصر مع أشرف عبدالباقى، واستطاع جذب عدد كبير من الجمهور له، معنى هذا أنه لازم تكون مبهرا ومتجددا ومختلفا فيما تقدمه لأن الناس زهقت من التوك شو وكمان طريقتهم بقت وحشة في التقديم والخناقات، للأسف الاسترخاص بقى موجود في الشاشة المصرية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية