x

أشرف شحاته «اختفاء ناهز عامين».. وزوجته: «الأمن الوطني يحتجزه» (فيديو)

الإثنين 12-10-2015 21:58 | كتب: صفاء سرور |
صورة لأشرف شحاته، عضو حزب الدستور المختفي منذ 22 شهر وزوجته مها المكاوي. صورة لأشرف شحاته، عضو حزب الدستور المختفي منذ 22 شهر وزوجته مها المكاوي. تصوير : آخرون

«بطالب رئيس الجمهورية، ووزير الداخلية بالكشف عن مكان أشرف، وبتمنى مقابلتهم، يمكن أعرف ليه مختفي وولاده محرومين منه؟ بيتقال لنا (أشرف شحاته خط أحمر)، ليه؟ إيه جريمته؟ قلبي بيقولي إنه بخير».. أطلقت السيدة مناشدتها لرأس الدولة وللمسؤول الأول عن الجهاز الأمني، بعد أن طالها التعب دون اليأس من البحث عن زوجها المختفي منذ 22 شهرًا، ارتبكت فيها أحوال أسرة غاب عنها ربّها وأصبح بيت عائلة هذه السيدة في كرداسة ملاذًا لها ولأولادها.

حتى صباح يوم 13 يناير 2014، كانت مها المكاوي تعيش حياة طبيعية، كزوجة وأم، في بيتها بالهرم مع شريك حياتها منذ 21 عام رأفت شحاته، المحامي ورجل الأعمال ذي الـ48 عام، بل وتمارس عملاً سياسيًا باعتبارها عضو مؤسس في حزب الدستور، إلى أن خرج في صباح ذلك اليوم الزوج، رأفت أو أشرف كما اشتهر وسط العائلة، لمباشرة عمله في المدرسة التي يمتلكها بطريق كرداسة، ولم يعد.

«اليوم ده كان إجازة مولد النبي، وأشرف كان عنده مقابلة في المدرسة مع ناس لإنهاء تراخيصها، وجاله تليفون وهو قاعد معاهم، فاتمشى شوية في المدرسة وهو بيتكلم وخرج من بابها الخلفي وماحدش شافه خالص غير مرات الغفير، اللي قالت لنا إنه مادخلش تاني» تتذكر الزوجة ما وقع، وتطالب بلقاء وزير الداخلية «فيه معلومات إحنا شبه متأكدين منها، بس للأسف مش هينفع تتداول إعلاميًا، ولو قابلت وزير الداخلية، نقدر نتكلم فيها».

صورة لأشرف شحاته، عضو حزب الدستور المختفي منذ 22 شهر وزوجته مها المكاوي.

تعود مها بذاكرتها لوقائع الاختفاء، وتحكي عن الصدمة التي انتابتها «حاولنا نتصل بكل تليفوناته لقيناها مقفولة، ماكنش فيه شك خالص، كانت الصدمة في الأول، أشرف مش من عادته مايقولش رايح فين»، وعن بحثها عنه «في كل مكان» بين الأقارب والأراضي الزراعية المحيطة بالمدرسة والمستشفيات والمشرحة، «تاني يوم قدمنا بلاغ في مركز كرداسه (115 إداري)، وتقريبًا ماحصلش فيه أي تحقيقات».

«كل ما أقابل حد من الداخلية يقول لي شوفيه جايز سافر بره مصر»، تذكر مها الردود «المتكررة» من مسؤولين في الجهاز الأمني التي تقول إنها جائت في إحدى المرات على لسان مسؤول في جهاز الأمن الوطني «قال لي (جوزك مش عندنا، ماشوفناهوش خالص، شوفيه جايز يكون سافر بره مصر»، كان الرد «غير مقنع» للزوجة واستلزم الأمر شهورًا امتدت إلى ديسمبر الماضي، لتقرر استخراج شهادة تحركات، عرضتها على «المصري اليوم».

«اتكتب لي في الشهادة (المذكور خارج البلاد)، بدون أي بيانات، لا سفر فين ولا وصول فين، ولا أي أختام، مجرد العبارة دي مكتوبة بالقلم الجاف وبتفيد إنه خارج البلاد»، وهو ما دفعا للتأكد من أن زوجها «قيد التحفظ لدى أجهزة الأمن» نافية أي احتمالات أخرى «لو جوزي حب يريح بعيد عن البيت مش هيقعد سنة و10 شهور، ولو اتخطف، ليه الخاطفين ماتصلوش بينا علشان الفلوس؟ اللي يمنع أشرف إنه يتصل بينا ويطمن على الأولاد، الشديد القوي، اللي هو الأمن».

أشرف شحاته وزوجته في إحدى الفعاليات

وتؤكد مها أن تاريخ زوجها وقناعاته الفكرية لا يمكن أن تشكل تهديدًا للأمن «كعائلات كبيرة في الأرياف، كان بيتعمل لنا كارنيه الحزب الوطني لتخليص المصالح، وأشرف والده وأخوه كانوا أعضاء في الحزب الوطني، ومالناش أي عداء مع الدولة نهائي إطلاقًا، وبعد الثورة انتمى لحملة البرادعي، وبقى عضو مؤسس في حزب الدستور، لكن غير نشط، فمفيش خلفية سياسية تهدد أمن الدولة، لصالح مين أشرف (متكرتن) عليه؟ اتقالت لي كده (أشرف متكرتن عليه)».

تقدمت مها، ببلاغ للنائب العام في نوفمبر 2014، ولكن «مفيش رد، رسمي أو غير رسمي»، وهو ما حداها الآن لطلب المساعدة «أتمنى إن الداخلية تساعدني، ولو ليه قضية يتحاكم»، لتعاود التحدي من جديد «أتحدى أي حد يقول لي إن عليه قضية أو إنه إخوان، إحنا شاركنا في اعتصام ضد دستور الإخوان، ووزعنا استمارت تمرد في قلب ناهيا (معقل الجماعة)، وشاركنا في 30 يونيو»، كما استعرضت مساندة حزب الدستور لها «بمؤتمر صحفي وثلاث بيانات»، دونما طائل.

تقول زوجة رأفت شحاته إنها حاولت مرارًا مقابلة الوزير، فلا تجد نفسها إلا أمام مساعديه، «يعني حتى من باب المسؤولية وإننا مواطنين مصريين، المفروض أمننا وسلامتنا في إيديك، أقعد اسمعني وبلاش ترد عليا في نفس القعدة»، توجه السيدة عباراتها الغاضبة للوزير، نافية أي نية لاستعداء النظام «نفسي حد يرد عليا، مش عايزه أقاضي ولا أعادي حد، اتطمن بس عليه».

أبناء أشرف شحاته، عضو حزب الدستور المختفي منذ عام و10 أشهر

شعرت مها بأن السبل تقطعت بها، فدشنت منذ أسبوع مضى «هاشتاج» عنوانه «أشرف شحاته فين؟» على «فيسبوك» و«تويتر»، أملاً في إعادة الأب لأبنائه، عمر الطالب في الجامعة الأمريكية وعلي ومها الطالبين في المرحلة الإعدادية، الذين أبكاها مجرد ذكر الحالة السيئة التي يعانوها منذ اختفائه، «موقفهم صعب جدًا، ومش متخيلين إنهم عايشين من غير أبوهم اللي كان دايمًا يحببهم في مصر أكتر وكان يقولهم (عايزين تسافروا تكملوا تعليمكم بره، كملوا، لكن هترجعوا تشتغلوا هنا)، للأسف الولاد كرهوا مصر، وعايزين أبوهم يرجع ويسافروا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية