إذا كنت لاعباً تحت القيادة الفنية للبروفيسور البرتغالي جيزوالدو فيريرا، فاعلم أن أكثر ما تحتاجه لتكون لاعبًا أساسيًا ضمن صفوف فريقه هو التزامك بالتعليمات وعدم اعتمادك على نفسك كثيراً في القرارات داخل الملعب.
أخبار متعلقة
فمثلاً حينما يخبرك جيزوالدو بأنه لا يحب التمريرات الطويلة ويعتمد في تدرج الكرة من مناطق فريقه إلى مناطق الفريق الآخر على الكرات القصيرة، فإياك أن تخطئ خطأ محمد كوفي في أول مشاركة له تحت قيادة البروفيسور.
حينما تعاقد العجوز البرتغالي مع الزمالك اعتمد في البداية على كل من أحمد دويدار وعلي جبر كقلبي دفاع، وفي إحدى المباريات أُصيب دويدار، فقرر جيزوالدو إشراك محمد كوفي، وقبل نزول الدولي البوركيني إلى أرض الملعب، صاح المدرب في وجهه مؤكداً عليه «لا تلعب كرات طويلة من الخلف إلى الأمام»، ولكن كوفي لم يستجب ولعب كرتين على طريقته التي جعلت حسام حسن يعتمد عليه كقلب دفاع، حيث كان يفضل العميد الاعتماد على الكرات الطولية في بناء الهجمات، فما كان من المدرب البرتغالي إلا أن قام بتعنيف كوفي بعد المباراة، وهدده بعدم المشاركة مع الفريق مجدداً إذا ما كرر الأمر في المباريات اللاحقة.
انصاع كوفي لأوامر مدربه بعدها والتزم بتعليماته، خاصة أن البروفيسور يعتمد على لاعب قلب الدفاع الأيسر في بداية البناء الهجومي والتدرج بالكرة من مناطق الزمالك لمناطق الخصم، ويقوم كوفي بتمرير الكرة غالباً لمعروف يوسف، لاعب الوسط المساند المسؤول عن نقل الكرة، لكونه أكثر لاعبي الوسط قدرة على التمرير الصحيح إلى جانب سرعته المعقولة ومهاراته العالية.
وإذا شغل طارق حامد مركز لاعب الوسط المدافع الصريح من مركز 6، أصبح هو الآخر مسؤولاً عن البناء الهجومي، وتسلّم الكرة من كوفي ليبدأ طارق الذي يتحول إلى لاعب دائرة في قيادة البناء الهجومي للفريق، وعند الحاجة لتغيير وجهة اللعب يعود أيمن حفني الذي يلعب دائماً على الناحية اليمنى لاستلام الكرة.
لا يفضل فيريرا أن تزيد مسافة التمريرة على 10 أمتار، ولكنه يمنح الصلاحية في بعض الأوقات لكل من طارق حامد ومعروف يوسف بالتمرير المتوسط في مسافة تتراوح بين 15- 20 متراً، فيقوم طارق بالتمرير لكهربا في الجناح الأيسر أو لباسم مرسي إذا تحرك خلف قوس منطقة الجزاء للقيام بدور محطة اللعب، فيما يمرر معروف الكرة في الجهة اليمنى لأيمن حفني أو مصطفى فتحي.
وفي ما يلي إحصائية لأكثر لاعبي الزمالك نجاحاً في التمرير الأمامي :
معروف يوسف 89%، أيمن حفني 88%، طارق حامد 86%.
وسبب تفوق معروف يوسف مثلاً على أيمن حفني، رغم كون حفني هو صانع اللعب الرئيسي في الفريق وأكثر اللاعبين مهارة، هو اعتماد حفني على مهاراته في التدرج بالكرة من خلال المراوغة واختراق دفاعات الخصوم بالمرور بالكرة، وأنه لا يلجأ غالباً للتمرير إلا في الثلث الأخير من الملعب.
كما تنفي هذه الإحصائية مقولة البعض إن طارق حامد لاعب وسط ممتاز دفاعياً، ولكن مهاراته كلاعب كرة قدم قليلة، فلا يمكن لمدرب بعقلية فيريرا أن يعتمد في البناء الهجومي لفريقه على لاعب لا يملك تلك المقومات ودائماً الأرقام هي الحقيقة التي لا تكذب شريطة استخدامها بشكلها الصحيح.
