«لست مهزومًا ما دمت تقاوم»، جملة تختصر معاني كثيرة للقابضين على جمر مقاومة صنيعة الاستعمار المسماة بـ«إسرائيل»، كتبها الشهيد المغتال، مهدي عامل، عقب اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني، بيروت، 1982، في مجلة الطريق اللبنانية، وتبدو الجملة حاضرة الآن وبقوة في الحراك المقاوم الحاصل في الأراضي المحتلة، عقب اندلاع ما سمي بـ«انتفاضة الخناجر».
ومرّت المقاومة الفلسطينية ضد آخر مخلفات الاستعمار البدائي القائم على احتلال أرض الغير، بالعديد من المراحل الكفاحية بداية من خطف طائرات العدو إلى الطعن بالسكين، وتعتبر أعلى تجليات الحالة الكفاحية الفلسطينية ما شهدته أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، من حركتي «الجبهة الشعبية» و«فتح»، باختطاف الطائرات «الكثير من العمليات بترتيب من وديع حداد والجبهة الشعبية»، واقتحام مطارات العدو «عملية أعضاء الجيش الأحمر الياباني في مطار اللد»، وعمليات إنزال مقاتلين على شواطئ فلسطين المحتلة «عملية الشهيدة دلال مغربي».
«المصري اليوم»، تحاول استشراف أفق الحراك الفلسطيني الحالي، النضالي والسياسي، عبر حوارين مع اثنين من العناوين الشابة والمهمة في مسيرة التحرر الفلسطيني المستمرة، الأول وسام الفقعاوي، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، في غزة، ويشرح رؤية الجبهة الشعبية للحراك الجاري، وموقف الفصائل المنقسمة ومساعي إنهاء الانقسام، والثاني الباحث والكاتب، أحمد جابر، ويوضح الخلفية التاريخية لـ«ثورة السكاكين»، وما تمثله في نضالات الشعب الفلسطيني الممتدة.
قال الكاتب والباحث الفلسطيني، أحمد جابر، إن ما يحدث حاليا «انتفاضة حقيقية» وتمثل الحدث بحد ذاته، واصفا عمليات الطعن بأنها «ليست نبتا شيطانيا وليس مجرد ردة فعل على السياسات الصهيونية أو انسداد الأفق السياسي كما يزعم دعاة التسوية، بل حلقة طبيعية في سياق الكفاح الطويل للشعب الفلسطيني، تكاملت عواملها الموضوعية والذاتية في الفعل الكفاحي المتعاظم، ما يعبر عن انعكاس لوعي شعبي عميق بالحرية المطلوبة، والتخلص النهائي من الاحتلال، ومقابل الاحتلال سيكون بالضرورة فعل ثوري، وليس مجرد رد فعل على أحداث آنية تعكسها سياسات المحتل». المزيد
قال وسام الفقعاوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعةفلسطين، في غزة، القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنه لا يزال هناك اختلاف أو وجهات نظر متباينة حول تسمية ما يجري في الأراضي الفلسطينية، هل هو حراك أم هبة أم انتفاضة؟ وغير ذلك من الأسماء التي تحاول توصيف ما يجري، انطلاقا من خلفية كل جهة في قراءتها. المزيد