دعت جامعة الدول العربية جميع الأحزاب والقوى السودانية للمشاركة في الحوار الوطني الشامل الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير، مؤكدة أنها تدعم السودان في تحركاتها من أجل إرساء الحوار السياسي وتعزيز دعائم السلام والاستقرار في ربوعه.
وقال الدكتور نبيل العربي، أمين عام الجامعة: «تتوجه جامعة الدول العربية اليوم إلى جميع الأحزاب والقوى السودانية التي لم تشارك في الحوار لدعوتهم للمشاركة في هذا المنبر والانخراط في أعماله وبناء أسس الحوار الوطني الحقيقي والدفاع عن رؤاهم السياسية لتأتي نتائجه معبرة عن كل القوى السياسية والمكونات الاجتماعية ولا يخفي على أحد ما لقيادات السودان من تجربة سياسية غنية وطويلة في الحوار السياسي والعمل الوطني جعلتها ذات سبق في المنطقة».
وأضاف «العربي»، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للحوار الوطني الشامل الذي انطلقت فعالياته بالخرطوم، السبت، أن مشاركة الجامعة تؤكد من جديد التضامن العربي مع السودان لدعم جهوده الرامية إلى إرساء الحوار السياسي بوصلة ومنهجًا وسبيلاً بين مواطنيه وقواه الحية لتعزيز دعائم السلام والاستقرار في ربوعه والحفاظ على سيادته واستقراره ووحدة شعبه وسلامة أراضيه ومواجهة مهددات الأمن وطي صفحة النزاع.
وأشار إلى أن الجامعة على ثقة تامة بأن الحوار السوداني السوداني سوف يشكل قوة دفع متجددة لعملية الإصلاح والتحديث والتطوير وإعادة البناء والإعمار تشارك فيه كل الأطراف السياسية السودانية دون إقصاء وتعالج من خلاله كل قضايا الخلاف دون استثناء.
ولفت الأمين العام إلى وجود ثقة كبيرة بأن نجاح الحوار الوطني السوداني سيفتح نافذة أمل واسعة أمام نجاح حوارات وطنية مثيلة في عدد من الدول العربية التي تعصف بها حاليًا اضطرابات وقلاقل، موضحًا أن الحرائق ناشبة في عدد من بلدان الوطن العربي تطال حاضرها وتهدد مستقبلها تخلف يوميًا مئات الضحايا وتجبر أفرادًا وأسرًا بأكملها إلى المخاطرة بحياتهم فرارًا من جحيم الصراع بما يزيد من حرمان الوطن من سواعد وعقول أبنائه وقد أثبت التاريخ أن الحوار السياسي فيما بين أبناء الوطن الواحد هو وسيلة إنهاء النزاع وبناء المستقبل.
وأوضح أن الآمال معقودة على السودانيين لتحريك قاطرة السلام الأهلي، مشيرًا إلى أن السودان اتخذ عددًا من الخطوات الشجاعة لوقف نزيف الدم وشارك أبناؤه في عدد من آليات الحوار خلال السنوات الماضية تولد عنها اتفاقات ومواثيق وآن أوان جمع الشمل السوداني بأكمله تحت راية الوطن الذي يتسع لكل القوى والأحزاب السياسية بما في ذلك الحركات المسلحة لتنخرط في الحوار برؤى وأفكار إيجابية وبناءة تصنع بها المستقبل.
وأكد «العربي» أن الجامعة العربية لم تألُ جهدًا لدعم أي منبر يعزز من فرص تحقيق الاستقرار السياسي في السودان والجامعة تقف اليوم مجددًا إلى جوار السودان لدعم مسيرته نحو تحقيق الاستقرار ونشر السلام في ربوعه.