زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس، مقر المخابرات العامة، وكان في استقباله خالد فوزي، رئيس المخابرات، وعدد من قيادات الجهاز.
وتناول اجتماع الرئيس بقيادات المخابرات مناقشة أهم التحديات، التي تواجه مصر في المرحلة الحالية، وناقش الرئيس مع قيادات الجهاز تطورات المنطقة وانعكاساتها على الأمن القومي المصري.
وتأتي أهمية الزيارة الحالية بسبب الأحداث المطورة، التي تشهدها المنطقة منذ فترة، ما جعل الرئيس يستمع إلى عدد من تقديرات الموقف بالنسبة للتعامل الاستراتيجي مع تلك التحديات، فيما انتهت بتوجيه الرئيس لقيادات الجهاز باستمرار العمل باجتهاد وتفاني من أجل حماية مصر من المخاطر، التي تحيق بها.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يزور فيها السيسي مقر المخابرات، إذ زار نفس المقر قبل 9 أشهر، وبالتحديد في يناير 2015، وكانت أول زيارة له للمقر بعد توليه منصب الرئاسة في يونيو 2014.
وتفقد السيسي، الذي شغل من قبل منصب مدير إدارة المخابرات الحربية لمدة عامين، مبنى المخابرات في زيارته الأولى، واستمع إلى شرح واف من قيادات الجهاز حول طريقة تسيير العمل.
وكان أهم ما اشتملت عليه الزيارة اطلاع الرئيس على الخريطة الكاملة للعمليات الخاصة، التي يقوم بها الجهاز لمواجهة المخاطر التي تحيط بمصر، في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة مؤخرًا.
ومثلما انتهت الزيارة الثانية، صباح الخميس، انتهت نظيرتها الأولى إذ شدد السيسي على قيادات الجهاز بضرورة التصدي لكل المخططات التي تستهدف أمن الوطن واستقراره.
وتاريخيًا لم يكن السيسي هو أول رئيس يزور مبنى المخابرات العامة، إذ زارها الرئيس الأسبق محمد مرسي مرة واحدة خلال عام توليه منصب الرئاسة في مصر، ولم تخرج الزيارة بنتائج حينها، إذ جاءت ضمن سلسلة من زيارات مرسي لعدد من أجهزة الدولة بعد توليه المنصب.
وزار مرسي المبنى بعد أقل من شهر من توليه الحكم، وبالتحديد في 24 يوليو 2012، أثناء شهر رمضان، واكتفى البيان الرسمي للزيارة بذكر أن الرئيس المعزول زار المبنى وتناول الإفطار مع العاملين به.
أما مبارك فمثلما سارت العديد من الأمور في عهده على قدر كبير من الغموض، فلم تعلن وسائل الإعلام أي بيان رسمي عن زيارته لمقر المخابرات، بعيدًا عن لقاءاته المتكررة برئيس المخابرات، عمر سليمان، والذي رافقه في الكثير من الجولات الخارجية.
ولطبيعة الظرف العسكري، الذي كانت تمر به مصر في عهد الرئيسين محمد أنور السادات وجمال عبدالناصر، زار الاثنين مبنى المخابرات المصرية أكثر من مرة، أهمها زيارة السادات للمبنى قبل حرب أكتوبر 1973 بعام واحد.
واصطحب السادات في زيارته قائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومي، وفي ذلك الوقت دعا السادات جميع رؤساء الأقسام بالجهاز إلى اجتماع استغرق أكثر من 5 ساعات، وتأتي أهمية الزيارة بسبب الظروف التاريخية والعسكرية التي كانت تمر بها مصر في ذلك الوقت، بعد نكسة يونيو 1967.
وانتهى الاجتماع بتكليف السادات للجهاز بوضع خطة تعالج تفوق إسرائيل العسكري الذي يسمح لها برصد جميع تحركات الجيش المصري على الجبهة وفي الداخل، ووجه السادات حينها بتعاون قيادات الجهاز مع المخابرات الحربية والجهات الأخرى المعنية في الدولة.