هناك صفات متعددة للبشر. أسرد فيها ما يتعلق بالعمل. هناك الذكى. النشيط. الغبى. الكسول. الجاهل. يمكننا عمل تباديل وتوافيق على هذه الصفات.
التنويعة الأولى: هى الذكى- النشيط. فى هذه الحالة ليس فى الإمكان أبدع من هذا. يجب الاحتفاظ به. الالتفاف حوله وتطوير ملكاته.
التنويعة الثانية: هى الذكى الكسول. هذا يحتاج متابعة. أو مطاردة. لتخرج منه بفائدة. والاستمرار فى ذلك.
التنويعة الثالثة: هى الغبى الكسول. هذه أقل المجموعات ضرراً. المتابعة والمطاردة خسارة فيه. فلن نخرج منه بشىء مفيد. يجب تجاوزه والمرور فوقه.
التنويعة الرابعة: الغبى النشيط. أخطر التنويعات جميعاً. هذا «آه منه». هو سريع الحركة. صعب المراس. قراراته خاطئة فى غالبها. عواقبها وخيمة. لا تستطيع أن توقفه. نشيط. لن يفهم وجهة نظرك. سيتمادى فى الضرر والإضرار. لن يستمع. لن يتوقف. لن ينفع مهما حاولت.
هناك أيضا الجاهل. الذى لا يعترف بجهله، بل يفعل العكس. فهذا أحمق. فاجتنبوه. وفى مقابل ذلك هناك العالِم المتواضع، الذى لا يعلم أنه يعلم، فهذا يستحق التشجيع، والدفع للأمام. أما العالِم الذى يعلم أنه يعلم فهذا عليكم أن تتبعوه.
■ ■ ■
فى لقاء مع يوسف بطرس غالى سأله أحد الحاضرين. لماذا تفوقت وحصلت على جائزة أحسن وزير مالية فى العالم ثلاث مرات؟ أجاب: «أعرف تماما ما لا أعرفه فأستعين فورا بأهل الخبرة كل واحد فى مجاله».
نحتاج إلى شجاعة. لخوض المعركة المؤجلة. مع الفيل الذى يسمى «الجهاز البيروقراطى». شجاعة جراح ماهر لإصلاح الهيكل الإدارى للدولة. لتحديثه. لوضع الكفاءات فى المقدمة. لن يكون هناك إصلاح، قبل إصلاح البشر. الإنسان قبل الآلة. العنصر البشرى الكفء. الماهر. المتعلم. قبل تحديث نظم العمل. لن ينفع جهاز كمبيوتر حديث، من غير عنصر قادر على التعامل معه. الجهاز الإدارى الذى نريد تطويره أصبح طاردا للكفاءات. لا يجذب أحدا سوى الأقل كفاءة. والأقل خبرة. والأقل تعليما. والأقل فى كل شىء.