x

سليمان جودة محلب.. وأبوغزالة! سليمان جودة الخميس 08-10-2015 21:41


ضحكت بينى وبين نفسى، عندما قرأت أنهم قد جهزوا مكتباً للمهندس إبراهيم محلب، ومع المكتب سكرتارية، ليمارس عمله فى قصر الاتحادية مساعداً لرئيس الجمهورية!

ضحكت لأن «محلب» هو أول مَنْ يعرف أن منصبه الجديد ليس منصباً، ولا جديداً، لأنه ليس منصباً حقيقياً، وإنما هو تعويض «شكلى» له عن إعفائه، فجأة، من رئاسة الحكومة، دون مبرر مقنع!.. فهذا هو كل ما فى الحكاية إذا أردنا تسمية الأشياء بمسمياتها!

ثم ضحكت لأن المهندس محلب، رجل عمل، وحركة، ومتابعة ميدانية، بطبيعته فى حين أنه، فى مكتبه الجديد، لن يجد عملاً، ولن يستطيع الحركة، ولن يكون فى إمكانه أن يتابع شيئاً.. والأيام بيننا!

ولستُ بالطبع أصادر على الرجل، ولا على المنصب الجديد، ولا على حقه فى أن يعمل، ويتحرك، ويتابع.. بل إننى أتمنى من قلبى أن يتمكن من فعل ذلك كله، بأقصى طاقة عنده، وأن يكون مساعداً حقيقياً، لا مساعداً على الورق.. أتمنى هذا بقوة، وأنتظره مع غيرى، ولكن التجارب السابقة مع المنصب ذاته لا تشجعنا، ولا تسعفنا.

وهى لا تشجعنا ولا تسعفنا، لأن منصب مساعد رئيس الجمهورية ليس موجوداً فى الدستور، ولا فى أى قانون، بما ينطق بأننا نخترعه، كمنصب، عندما يراد استرضاء شخص ما إلى حين!

ولابد أننا نذكر جميعاً أن المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة قد خرج من منصبه وزيراً قوياً للدفاع، إلى منصب مساعد رئيس الجمهورية، وكانت طريقة خروجه، فى وقتها، تدل على أن «مبارك» جعله مساعداً على سبيل الاضطرار، لا أكثر، وأنه، أى مبارك، لو استطاع لأرسله إلى مكان آخر نحن نعرفه!

لا يتمنى أحد بالطبع أن يكون مصير «محلب» فى النهاية هو مصير أبوغزالة، ولا أن يخرج من الرئاسة بالطريقة التى خرج بها أبوغزالة، فرئيس وزرائنا السابق رجل محترم، وصادق الوطنية، كما أنه محب لبلده، وراغب حقاً فى أن يخدمه فى أى موقع!

إن منصب الرجل يقول إنه سوف يكون مساعداً لرئيس الجمهورية، للمشروعات القومية الكبرى، وهى مهمة تليق به فعلاً، لولا أننا لا نريد أن نستوعب، حتى الآن، أن الاقتصادات الحقيقية، فى الدول التى تريد صناعة نهضة فعلاً، لا تقوم على مشروعات قومية كبرى فقط، ولأن هذه المشروعات، كما هو واضح من اسمها، لا يزيد عددها فى العادة على واحد، أو اثنين، أو ثلاثة بالكثير، فى أى عهد سياسى بكامله، ليبقى الطريق، بعد ذلك، مفتوحاً أمام المشروعات الأصغر، التى تتعدد وتصل إلى المئات والآلاف، وتصنع الاقتصادات الكبرى على الأرض، ويراها الناس، بشكل مباشر، وبسرعة، فى الذهاب، وفى الإياب.

حظ سعيد أيها الرجل الُهمام!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية