الأسبوع الماضى كانت الممثلة البريطانية كيت ونسليت، على موعد مع مفاجأتين من العيار الثقيل، لم تنتزعا الدموع من عينيها فقط، بل أذهلتا حضور حفل توزيع جوائز اتحاد الصحفيين الأجانب فى هوليوود المعروف بـ«جولدن جلوب»، حيث حصلت على جائزتى أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة عن فيلميها «الطريق الثورى» و«القارئ».
«كيت» عرفها الجمهور وهى فى الثانية والعشرين من عمرها قبل 10 أعوام، حين شاركت «ليوناردو دى كابريو» بطولة الفيلم الشهير الذى أصبح من العلامات الرومانسية فى السينما العالمية، ومن أعلى الأفلام إيرادات فى تاريخها «تيتانيك»، والذى رشحت عنه للأوسكار كأفضل ممثلة، وكانت أصغر من رشح وقتها،
ثم رشحت وعمرها 26 عاماً عن فيلم «أيريس»، وكانت وقتها أيضاً أصغر من يرشح مرتين للأوسكار، وبعدها بثلاث سنوات رشحت عن فيلم «الشروق الأبدى للعقل النظيف»، الذى جمعها بـ«جيم كارى»، وكانت أيضاً أصغر من جمع ثلاثة ترشيحات للأوسكار،
وكذلك فى ترشيحها للمرة الرابعة العام الماضى وهى فى الحادية والثلاثين من عمرها عن «أطفال صغار» وهذا العام تخوض «كيت» الترشيح للمرة الخامسة عن «الطريق الثورى» الذى يعود بعد 10 سنوات ليجمعها بزميلها ومن شكلت معه دويتو رومانسيا مميزا «ليوناردو دى كابريو»،
حيث يقدمان دورى زوجين يعتقدان أن هناك ما هو أهم فى الحياة من حفلات الشواء والذهاب للمسرح فى خمسينيات القرن الماضى، كما تخوض «كيت» المنافسة بفيلم «القارئ» الذى يتناول محارق الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تجسد دور امرأة ألمانية ترتبط بمراهق يصغرها سناً، وهو الفيلم الذى قالت عنه «كيت»: لا أعتقد أننا بحاجة لأفلام جديدة عن الهولوكوست لأنها كانت قاتمة بما يكفى.
مجلة «بريميير» السينمائية المتخصصة، تخيلت مدرسة أداء افتراضية يحمل الفصل المدرسى فيها اسم «كيف ألتحق بالكبيرات؟»، وتدرس فيه نجمات بريطانيات مخضرمات مثل جودى دينش وهيلين مرين وفانيسا رودريجز ممن حصلن على الأوسكار،
ولكن بعد تجاوزهن سن الخمسين وربما الستين، فـ«هيلين» على سبيل المثال لم تحصل عليها إلا عام 2006 عن فيلم «الملكة»، واعتبرت المجلة «كيت» أشطر تلميذات هذا الفصل من النجمات الشابات وأكثرهن تألقاً هذا العام، خاصة مع تميزها باللكنة البريطانية.
وعن دورها فى فيلم «الطريق الثورى» الذى أخرجه زوجها «سام ميندز»، قالت كيت: حاولت ألا يتعاطف الجمهور مع الشخصية، لأن ذلك لو حدث لكان خطأ كبيراً، وقد اقتربت من الشخصية وأجريت تدريبات عليها لعدة أسابيع حتى «لبستنى».
وتشير مجلة «بريميير» إلى أن خيارات «كيت» كانت صائبة لأفلامها رغم أنها قليلة بالنسبة لموهبتها، خاصة بعد النجاح المدوى لفيلمها «تيتانيك»، إلا أن «كيت» تؤكد فى حوار لها مع المجلة: رفضى لعروض الأفلام التى انهالت علىّ بعد «تيتانيك»، رآه الكثيرون قراراً خاطئاً، إلا أنه كان استراتيجياً، بل واجب على، لأننى فجأة وجدت نفسى عاجزة عن التواؤم مع ما يحدث وواتتنى الشهرة سريعة ومن خلال عمل واحد وأصبحت فى المرتبة الأولى،
فكان علىّ التمهل لاختيار بشكل صحيح الأدوار غير النمطية، والتى بالطبع ليس من بينها دور حبيبة البطل وسنيدته أو فتاة «جيمس بوند» مثلا كأحد أدوار الأكشن، وهو ما يعلق عليه ستيفن دالدرى، مخرج فيلمها «القارئ»: تميل كيت إلى الأدوار الصعبة والمعقدة التى تبذل فيها جهداً كبيراً، وهى فى ذلك تبدو كابنة للمخضرمة «ميريل ستريب».
وتشير المجلة إلى أن كيت سارت على طريق عدد من النجوم ممن يقدمون أدواراً على سبيل تغيير جلودهم، فكان تقديمها للكوميديا الرومانسية «الإجازة» مع كاميرون دياز وجاك بلاك، وهو الفيلم الذى تؤكد أنها أحبت تقديمه كثيراً، وتضيف كيت: عمرى الآن الثالثة والثلاثون، وهو سن لا تسمح سوى بتقديم الجيد من الأعمال التى تفجر طاقات التحدى بداخلى.