يزداد بعد سن الأربعين وزن أغلب البشر بنحو كيلوجرام واحد إلى كيلوجرامين اثنين في العام كمعدل طبيعي. لكن هناك بعض البشر الذين يزداد وزنهم بوتيرة أكبر من البقية، باحثون من جامعة ديوك الأمريكية توصلوا إلى السبب، وذلك بالتعرف على الطفرات الجينية المسؤولة عن إصدار التعليمات من الدماغ لإنتاج الدهون وتجميعها في الجسم، وهذه الطفرات الجينية تؤثر على الجين «أنكرين بي» المسؤول عن تكدس السكريات والجلوكوز في خلايا الجسم، وكميات الجلوكوز الزائدة تتكدس في الجسم كدهون ضارة، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بأمراض السكر، كما نقل موقع «فوكوس» الألماني.
والطفرات الجينية المؤثرة في جين «أنكري نبي» هي (R1788W) و(L1622I). والطفرة الجينية (R1788W) موجودة، كما ذكرت دراسة جامعة ديوك التي نشرت في مجلة «جورنال أوف كلينيكال انفيستيغيشن» العلمية، عند نحو مليون شخص في الولايات المتحدة الذين ترجع أصولهم إلى القارة الأوروبية، بينما توجد الطفرة الجينية (L1622I) فقط عند الأمريكان من أصول أفريقية. ونحو 7% من الأمريكان يحملون الطفرة الجينية (L1622I)، بينما نحو 0.3% منهم يحمل الطفرة الجينية (R1788W).
وأشارت الدراسة إلى أن مرض زيادة الدهون في تزايد منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويعتقد فان بينيت، المدير المشرف على الدراسة، والبروفيسور بارث غيلر من جامعة ديوك بأن «الحياة الحديثة للإنسان أثرت على انتشار وباء تناول الدهون بشكل مفرط».
وبدأ هذا الوباء في ثمانينيات القرن الماضي مع انتشار المشروبات المُحلاة والبطاطس المقلية. وقال العلماء بهذا الصدد: «لم تتغير الجينات في جسمنا بصورة مفاجئة، لكنها ساءت بسبب نوع التغذية الجديدة عليها».
وقام المشرفون على الدراسة بعمل تجارب على الفئران لمعرفة الجينات التي تؤثر على تكدس الدهون، وذلك عندما كانت أعمار الفئران 3 أشهر ولاحقا عندما تصبح 10 أشهر.
ونتيجة البحث كانت أن الفئران التي تحمل الطفرة الجينية (R1788W) أصبحت الأكثر وزنا مقارنة بالفئران الأخرى، وذلك بعد فحصها من جديد وهي بعمر 10 أشهر. والفئران التي تحمل الطفرة الجينية (L1622I) كانت أكثر وزنا من التي لا تحمل أي طفرة جينية.
أي أن الناس الذين أصولهم أوروبية كانوا أكثر عرضة لتكدس الدهون مع تقدم العمر من الناس ذوي الأصول الأفريقية.
ويعتقد العلماء أن الجينات التي ورثها الإنسان الحالي من الإنسان القديم كان لها أثر سلبي على تراكم الدهون، إذ إن الإنسان المتقدم في العمر في قديم الزمان لم يكن يمكنه اصطياد الفرائس بصورة سهلة، كما مع الصياد الشاب، وتكدس الدهون في جسمه كان يلعب دوراً مهما في عملية بقائه على قيد الحياة.