ذكرت قناة «العربية»، في تقرير لها، إنه «حتى أعوام قليلة مضت لم يكن أحد يعلم الشفرة التي استخدمها قادة الجيش المصري في حرب أكتوبر لإبلاغ التعليمات والأوامر للضباط والجنود في مواقع العمليات، حتى إسرائيل لم تستطع أن تفك تلك الشفرة، فقد كانت لغة جديدة وغير موجودة في أي قاموس من قواميس العالم».
وأفاد التقرير بأن «صاحب تلك الشفرة ما زال حياً يرزق، فهو أحد أبطال الحرب وصاحب الفكرة التي (دوخت) إسرائيل وجعلتها لا تستطيع أن تلتقط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري».
أحمد إدريس، صاحب الشفرة يقول في حديث مع «العربية.نت»، إن الشفرة كانت هي اللغة النوبية وهي لغة يتحدث بها النوبيون لكنها لا تكتب، وإلا كانت قد عرفت بها إسرائيل، مضيفاً أنه لاحظ أن قادته يتحدثون فيما بينهم عن البحث عن طريقة جديدة للشفرات غير معروفة، بعدما استطاعت إسرائيل فك شفرات عديدة، فاقترح إدريس عليهم أن تكون الشفرة باللغة النوبية على اعتبار أنها لغة «محادثة» وليست لغة «كتابة» ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط.
وأضاف: «قلت لقادتي إن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهم (لهجة نوبة الكنوز)، و(لهجة نوبة الفديكا)».
ويعود أصل «الكنزية» إلى اللهجة «الدنقلاوية» نسبة إلى دنقلة في السودان، بينما يعود أصل «الفديكا» إلى اللهجة «المحسية»، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان.
وأضاف: «أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي».
وقال: «وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبة حتى ينتهي من اجتماعه مع القادة، وعندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة وتبسم لي وقال لي: فكرتك ممتازة.. لكن كيف ننفذها؟ فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة، وأضفت قائلاً هم متوفرون بقوات حرس الحدود، فابتسم السادات قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح».
وأضاف «إدريس» أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً، وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973«.
وأكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري، وهدده بالإعدام لو أخبر به أحداً، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.
وقال: «لقد كانت كلمة (أوشريا) هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي (اضرب)، وجملة (ساع آوي) تعني (الساعة الثانية)،بتلقي كل الوحدات كلمة (أوشريا)، وكلمة (ساع آوي).. بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار الذي تحتفل مصر والعرب بذاكراه الـ42 اليوم».