x

محمد أمين صفر لبعثة الحج! محمد أمين السبت 03-10-2015 21:47


نعرف فى تاريخنا الحديث صفر المونديال.. الآن عندنا صفر جديد فى تنظيم الحج.. الفشل واحد هنا وهناك.. بعثة الحج تحتاج وقفة.. كل يوم ترفع مزاد الوفيات عشرة أو عشرين.. فما معنى هذا؟.. معناه ببساطة أننا كنا نمشى بالبركة.. والحقيقة أننا نمشى فعلاً بـ«الهبولى».. فلا يوجد نظام ولا تنظيم ولا حصر.. فماذا يعنى أن البعثة الرسمية لا تعرف أى شىء؟.. وماذا يعنى أن تعطينا الحقيقة على «جرعات»؟!

من زمان والنظام الحاكم يتعامل معنا بالجرعات.. سواء عندما يمنحنا الديمقراطية، أو عندما يعطينا معلومة.. البعثة الإيرانية مثلاً عرفت فى اليوم الأول للحادث عدد ضحاياها.. السبب أنها بعثة منظمة.. لا تتحرك فرادى.. ولا تتحرك بلا نظام.. كل جماعة معهم مشرف من البعثة.. هذا المشرف معه كشف بالأسماء.. المجموعة ترتدى شارة معينة بلون معين.. عندنا كل واحد «مفتى»، وكل واحد «مشرف»!

لو كنا عشرة حجاج، سيخرج من بيننا عشرة آراء، لا رأى واحد.. سيكون هناك عشرة يفتون فى كل المناسك.. كل واحد عنده فتوى خاصة.. جربنا ذلك.. ورأينا ذلك.. غيرنا تجدهم جماعة محددة واضحة.. تعرفهم بسيماهم.. يتقدمهم مطوف واحد.. يرفع علم الدولة أو علم البعثة أو الشركة الراعية.. سوف تجد الحجاج يرتدون أسورة المطوف.. وبالتالى يمكن التعرف عليهم فوراً، بلا «دى. إن. إيه»!

هل يعقل أن يقول وزير الأوقاف «إن المصريين بخير»؟.. هل يعقل ألا يضع فى حساباته أى شىء، بينما الكارثة أكبر من الاحتمال؟.. ثم يأتى فينقّط كل يوم بواحد أو عشرة؟.. كما جرى.. معناه هناك ارتجال.. معناه أن شركات سياحية حملت الحجاج إلى هناك ثم تركتهم.. معناه أن العدد غير معروف بالمرة.. معناه أن الكشوف غير موجودة، وأن الحجاج غير معروف أماكن إقامتهم.. وهل لديكم احتمالات أخرى؟!

بعثة الحج لا تأخذ أكثر من «صفر».. لا تصلح بالمرة.. لو كان الأمر بيدى لأجريت تحقيقاً بعد العودة مباشرة.. أين كانوا؟.. ماذا يفعلون؟.. أين الأعداد الضخمة من المشرفين؟.. أين الكشوف والأسماء والدفاتر؟.. هل هم فى مهمة أم فى فسحة؟.. لماذا غرقنا فى شبر مية؟.. لماذا كانت البعثات الإسلامية أكثر دقة منا؟.. ما سبب هذا التسيب؟.. هل هى الميغة التى يعيش فيها البعض؟.. أم فداحة الكارثة؟!

علمت أن رئيس الوزراء طلب من البعثات النوعية، البقاء فى السعودية، حتى يجرى حصر جميع شهداء منى.. شىء مهم.. الأهم أن يسألهم بعد انتهاء المهمة: أين كانوا؟.. لماذا كانت عملية الحصر صعبة إلى هذا الحد؟.. لماذا تأخرنا فى معرفة ضحايانا؟.. معلوم أن التسكين يتم بالكشوف، والتفويج يتم بالكشوف.. كيف سقطت المنظومة بالضربة القاضية فى الحادث؟.. كيف أصبحنا ندلل لمعرفة المفقودين هناك؟!

ليس عندنا برلمان ليحاسب على ما جرى.. ليس عندنا غير الصحف والفضائيات.. يعتبرونها كلام جرايد.. يعتبرون كل نقد جريمة.. يريدون أن نقول كلاماً على طريقة «يا بختهم».. مين يطول يموت فى «منى»؟.. يريدون الطرمخة بحجة القضاء والقدر.. على فكرة، مصر لن تتقدم بالتصفيق أبداً.. للأسف ستكون النتيجة «صفراً»!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية