أكد الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، أن «علوم المساحة تقوم بالدور الأساسي لتخطيط وتنفيذ ومتابعة المشروعات الهندسية العملاقة، كما أن لها دورًا مهمًا في مهن غير هندسية، مثل علوم البحار والجغرافيا والجيولوجيا والزراعة والعلوم العسكرية..»، لافتًا إلى أن علم المساحة يبحث عن الطرق الدقيقة لتمثيل سطح الأرض تمثيلا كاملا، وتمثيل ما عليها من معالم طبيعية وصناعية ومدنية على خرائط متنوعة.
وقال «مغازي» في كلمته خلال افتتاحه، السبت، مؤتمر «المساحة والتنمية» المنعقد حاليًا في شرم الشيخ، إن علوم هندسة المساحة تلعب دورًا محوريًا في تطوير وضبط البنية المعلوماتية المكانية بوصفها أداة فاعلة من أدوات إدارة الموارد على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
وأوضح أن الأساليب والأجهزة المساحية شهدت تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، حيث أصبح يعتمد على تكنولوجيا رقمية عالية الدقة خلال استخدام الأقمار الصناعية لتجميع البيانات المكانية وحفظها في إطار نظم معلومات جغرافية للعرض على متخذي القرار.
وأضاف «مغازي»، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد عبدالمطلب، رئيس المركز القومي لبحوث المياه، أن تطوير قواعد البيانات المكانية الرقمية على مستوى وطني موحد، هو هدف قومي يسهم بصورة كبيرة في تطوير العمل الحكومي، مشيرًا إلى أن توحيد القاعدة المعلوماتية للبيانات بين جميع أجهزة الدولة يهدف إلى الوصول للإدارة المتكاملة للموارد القومية الطبيعية منها والبشرية.
وأكد «مغازي» أهمية تعزيز أواصر التعاون في مجالات البحث العلمي البناء من أجل التوصل إلى رؤى شاملة ومتكاملة، في مواجهة التحديات وإزالة المعوقات والأخذ بأسباب التقدم وتحقيق التنمية المستدامة.
وقال إن المؤتمرات الإقليمية جزء لا يتجزأ من المشروع العربي لحشد الطاقات والإبداع العلمي، الذي يقدمه المهندس العربي، مشيرًا إلى أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية التي تركت أثرًا على المسيرة التنموية.
وأوضح أن وزارة الموارد المائية والري أقدم الوزارات المصرية، أنشئت عام 1836، وبها قسم خاص اسمه «الأشغال العمومية»، وحاليا تقوم الوزارة باختصاصاتها من خلال 8 هيئات، من أهمها «الهيئة المصرية العامة للمساحة» يعمل بها حوالي 10 آلاف عامل وموظف ومهندس، وإيمانًا من الوزارة بأهمية البحث العلمي أنشئ معهد بحوث المساحة، الذي يهدف إلى تطوير العمل المساحي ومواكبة التقدم العلمي.
يذكر أن المؤتمر تنظمه وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع الاتحاد العربي للمساحة والمركز القومي لبحوث المياه والشعبة المصرية للمساحة والخرائط والهيئة المصرية العامة للمساحة، ويعقد تحت رعاية المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء.
ويحضر المؤتمر نحو 300 من الخبراء والباحثين والمهندسين في مجال المساحة من الشرق الأوسط وأكثر من 15 خبيرًا من دول أجنبية ومنها (ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا والهند)، وتستمر أعمال المؤتمر 4 أيام، وهو أول مؤتمر إقليمي يقام على هذا المستوى العلمي المتخصص، الذي يربط بين علم هندسة المساحة وعلاقتها بالمشاريع العملاقة وتنمية المجتمع.