«أفلام جذابة بأقل تكلفة تجد متنفساً لعرضها وبيعها عبر صندانس».. جملة موجزة لتاريخ طويل لأكبر وأقدم مهرجانات السينما المستقلة فى العالم.. مهرجان «صندانس» السينمائى الذى افتتحت فعاليات دورته الـ25 فى «بارك سيتى» أمس الأول الخميس، والذى يموله الممثل والمخرج الأمريكى «روبرت ريد فورد» عبر مؤسسته السينمائية «صندانس»،
ويعد الحدث الأكبر الذى تنتظره مدينة «يوتا» الأمريكية وعشاق السينما المستقلة حيث تعرض مجموعة منتقاة من الأفلام قليلة التكلفة وعالية المستوى، والتى تستطيع أيضاً المواجهة فى المنافسات السينمائية الكبرى.
عرض فى الافتتاح فيلم الرسوم المتحركة الأسترالى «مارى وماكس» الذى يتناول قصة إنسانية لعلاقة صداقة تربط بين عجوز أمريكى وشابة من النمسا، ويقوم بالأداء الصوتى فيه «فيليب سايمور هوفمان» و«إريك بانا» و«تونى كولييت»، الفيلم يحمل رسالة لتجاوز الحدود والاختلافات بين الجنسيات المختلفة لخلق عالم واحد.
ويعرض فى اليوبيل الفضى (مرور 25 عاماً) للمهرجان هذا العام 60 فيلماً تتنافس على جوائز المهرجان فى أقسامه المختلفة، وقد اختيرت هذه الأفلام من بين أكثر من 200 فيلم من 21 دولة للمشاركة فى دورة 2009، من بينها 16 فيلماً تتنافس فى فئة الأفلام الروائية الطويلة، فى حين يتنافس 16 فيلماً فى فئة الأفلام الوثائقية، ويضم المهرجان 6 مسابقات «الأفلام الأمريكية الوثائقية» و«الأفلام الأمريكية الدرامية» و«سينما العالم الوثائقية» و«سينما العالم الدرامية» و«الأفلام القصيرة» و«الرسوم المتحركة» بخلاف برامج خارج المسابقة.
ورغم تزايد مهرجانات السينما المستقلة أكد «روبرت ريد فورد» أن المهرجان لا يزال له البريق الجاذب للمهتمين بالسينما المستقلة، وقال: عندما بدأنا المهرجان فى السبعينيات كان يوجد عدد قليل من مهرجانات السينما المستقلة، الآن تضاعف عدد هذه المهرجانات، وهذا لا يقلقنا، بل ينتابنا القلق حين نشعر بأننا لم نعد نؤدى المهمة التى أطلقنا المهرجان من أجلها ولا نخلق شيئاً جديداً للجمهور.
وأضاف ريد فورد: كنت فى أول عام للمهرجان أقف على باب قاعة العرض الوحيدة التى كنا نمتلكها وهى «المسرح المصرى» لإقناع الناس المارين فى الشارع أمام القاعة بالدخول ومشاهدة الأفلام، وكان بعض الناس يتهكمون علىّ متسائلين عما نفعله، فكنا نقول لهم «هناك شىء نقوم به يجب أن تروه»، وبقينا على هذا الحال حتى جاء «ديفيد بوتنام» المدير التنفيذى لشركة «كولومبيا بيكتشرز» فى الدورة الثالثة للمهرجان واشترى فيلم «السهل الممتنع»،
وكانت هذه الخطوة نقطة تحول كبيرة ومهمة فى تاريخ المهرجان يماثلها أيضاً النجاح العالمى الكبير الذى حققه فيلم «الجنس والأكاذيب وأشرطة الفيديو» عام 1989 بعدما حصل على جائزة الجمهور بالمهرجان.
وفى خلال خمس سنوات بعد ذلك تطور المهرجان بشكل كبير واكتسب شهرة عالمية ووقتها أدركت فقط أننا نجحنا، فنحن لا نهدف إلى الربح، كما أننى استقطعت وقتاً طويلاً من مشوارى لإنجاح هذا المهرجان، ويكفينى أننا دفعنا بالأفلام الوثائقية لتصبح محل مشاهدة ومتابعة باهتمام من الجمهور.
وعما لم يستطع تحقيقه فى المهرجان ويأمل حدوثه أشار ريد فورد: تقليل حجم الضغوط التى نواجهها من عدد كبير من الأشخاص والجهات، حيث توقع تعاقدات كبيرة فى سوق المهرجان، وتحضر شركات طموحة لا علاقة لنا بها للتسويق لأفلامها محتلة أرصفة الشوارع حول مقر المهرجان، والتى خصصناها لصناع السينما، وهم يسعون للربح، وليس بوسعى فعل شىء لأننا فى بلد حر.