كشفت مصادر مطلعة ببعثة الحج المصرية، عن ارتفاع عدد وفيات المصريين، ضحايا حادث التدافع فى مشعر منى، إلى 130 متوفيا و14 مصابا، و72 متغيبا ومفقودا.
وطالبت بعثة الحج جميع أقارب المفقودين بأخذ عينات خاصة بالبصمة الوراثية للتعرف عليهم، فيما أدى جموع المصلين فى مساجد الجمهورية صلاة الغائب على أرواح ضحايا الحادث.
وقالت مصادر مسؤولة بالبعثة: «لدينا أمل ضعيف فى وجود ناجين بين المفقودين، خاصة بعد مراجعة كشوف المصابين فى جميع المستشفيات السعودية التى انتقلت اليها الحالات المصابة فى حادث تدافع منى، أما المفقودون فيرجح وجودهم ضمن الوفيات التى لم يتم التعرف عليها، وهناك جهود مكثفة للتعرف على الحجاج المصريين المفقودين سواء فى المستشفيات أو مشرحة المعيصم والتى تضم عددا كبيرا من جثث الضحايا».
وأضافت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها: «نسعى حاليا لإنهاء جميع الإجراءت الخاصة بالضحايا والمصابين فى أقرب وقت».
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رئيس بعثة الحج المصرية: «السلطات السعودية تتحرى جميع الإجراءات الشرعية فى دفن وفيات حادث التدافع ووفق الإجراءات القانونية والإدارية المتعارف عليها، ومنها أخذ البصمات الوراثية (DNA) بدقة شديدة، وتصوير المتوفى، وتدوين ذلك بسجلات يسهل من خلالها التعرف على المفقودين ومجهولى الهوية».
وأضاف جمعة فى بيان أمس: «كان من الصعب عودة الوفيات إلى أرض الوطن خاصة مع فداحة الحادث وأعداد الموتى، وصعوبة التعرف على الضحايا وتوقيت الحادث، كما توجب إجراء عملية الدفن خشية حصول أى وباء أو تحلل للجثث جراء التأخر عن دفن الجثث أكثر من الوقت المحتمل، وتم التنسيق مع الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية لضرورة حفظ كافة الحقوق القانونية للمتوفين بالحادث من الحجاج المصريين، وسيتم متابعتها بالطرق الدبلوماسية، واستخراج شهادات الوفاة للمتوفين ومتابعة كل ما يخصهم».
ومن جانبها قالت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، إن مجلس الوزراء يتابع قضية حادث تدافع الحجاج بمشعر مِنَى، فيما وصل الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، إلى المملكة لمتابعة أحوال المواطنين المصريين من مصابين وشهداء فى الحادث.
وأشارت وزيرة الهجرة، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إلى أن الوزارة على تواصل مع بعثات الحجاج المصريين، لمعرفة متطلباتهم ومحاولة البحث عن المفقودين، وأنها أكدت استعدادها لنقل جثامين الشهداء هناك على نفقة الدولة إذا رغب الأهالى، ولكن لم تطلب أى أسرة حتى الآن ذلك، خاصة أن الأغلبية من أسر المصريين يرحبون بدفن ذويهم فى مكة والمدينة، لقدسية المكان.
من جانبه، قال القنصل العام المصرى فى جدة، السفير عادل الألفى، إن القنصلية العامة تتابع تداعيات حادث منى سواء بالتواصل المستمر مع السلطات السعودية المختصة أو من خلال الجولات الميدانية لفريق العمل المنتشر فى مختلف المستشفيات ومواقع تواجد جثامين الشهداء من الحجاج المصريين.
وذكر بيان لوزارة الخارجية أنه فى إطار اهتمام الحكومة المصرية بمتابعة تداعيات الحادث الأليم، استقبل القنصل العام فى جدة الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة، الذى وصل إلى المملكة لمتابعة أحوال المواطنين المصريين من مصابين ومتوفين فى حادث مِنى.
واجتمع وزير الصحة المصرى مع نظيره السعودى خالد الفالح، بحضور القنصل العام، وتم خلال الاجتماع طرح بعض النقاط التى طلب الجانب المصرى من السلطات السعودية سرعة النظر فيها، وتشمل سرعة فرز جثامين الضحايا بما يتيح لذويهم التعرف عليهم.
كما أوضح الجانب السعودى أن عملية أخذ الخصائص الحيوية وتحليل الحامض النووى ستتم بشكل احترافى، حيث يتم حفظ العينات ومطابقتها مع ذوى المتوفين، بما يسهل التعرف عليهم، مشيرًا إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
كما أكد الجانب السعودى أنه سيسمح بنشر صور وبيانات المصابين المصريين، خاصة مجهولى الهوية، فضلا عن تذليل وصول أفراد البعثة الطبية المصرية والقنصلية العامة فى جدة إلى المستشفيات التى يتواجد بها المصابون.
وأعرب وزير الصحة السعودى عن شكره لتفهم الشعب المصرى لجسامة الحادث، مؤكدًا أن الجانب السعودى سيولى حالات المتوفين والمصابين المصريين عناية خاصة.
وأضاف أن الإجراءات المتخذة للتعرف على مجهولى الهوية ترجع إلى رغبة الجانب السعودى فى الوقوف على أسباب وملابسات الحادث بدقة، بما يتيح الوصول إلى نتائج محددة.
وأشار الجانب السعودى إلى أن المملكة تولى اهتماما كبيرا خلال عملية دفن جثث الشهداء، وذلك حفاظا على حقوق ذويهم إن تم التعرف عليهم لاحقا، حيث يتم تصويرهم و«تبصيمهم» وأخذ عينة الحامض النووى بدقة قبل الدفن.
من ناحية أخرى، رافق القنصل المصرى وبعض أعضاء القنصلية العامة وزير الصحة فى جولة إلى عدة مستشفيات لزيارة المصابين المصريين للاطمئنان عليهم، وأكد الوزير إمكانية تسفيرهم لأرض الوطن فى حالة رغبتهم فى استكمال علاجهم بمصر.