x

وكيل الأزهر ورئيس الحزب المسيحي الفرنسي يستعرضان جهود مكافحة الإرهاب

الجمعة 02-10-2015 14:15 | كتب: أحمد البحيري |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : آخرون

قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الأديان السماوية تقف صفًا واحدًا في مواجهة التطرف والإرهاب والعنف، معتبرًا المشكلة الحقيقية هي فهم النصوص، والتفرقة بين مصطلحات العنف ورد العدوان أو الدفاع عن النفس ومعاقبة المعتدي.

وأوضح «شومان»، خلال لقائه الجمعة نائب رئيس لجنة القانون في المجلس الوطني الفرنسي ورئيس الحزب المسيحي الديمقراطي جان فريدريك بواسون، أنه وفي جميع الأديان يعد الدفاع عن النفس ورد العدوان أمر مشروع، لكن وفق ضوابط وشروط، لافتًا إلى أن بعض الناس يفهمون النصوص التي ذكر فيها القتال في الإسلام على أنها نصوص تدعو للعنف، على الرغم من أنها ليست كذلك، بل جاءت في إطار رد العدوان والدفاع عن النفس، وهو «الحق المقرر في كل الشرائع والقوانين».

وقال «شومان» إن الأزهر ينظر لبعض الجماعات الإرهابية على أنها جنحت لاستخدام العنف من أجل أهداف سياسية، مضيفًا «أما (داعش) فصنعت من قبل أجهزة لا نعلمها، ولكننا متأكدون أنها تضمر العداء للمنطقة، وخير دليل على ذلك احتلال مدينة تدمر السورية التي تقع في قلب الصحراء، فكيف تحركت أساطيل سيارات داعش دون أن تراها الأقمار الصناعية التي تراقب المنطقة ليل نهار؟ وكيف وصلت لهذا التطور الخطير تكنولوجيا؟ ومن أين تأتي بالأموال والملابس والساعات الفاخرة والسلاح النوعي المتقدم؟».

وأكد وكيل الأزهر أن النصوص التي تستخدمها «داعش» في الحرق والقتل «إما مدسوسة ولا علاقة للشريعة الإسلامية بها، وإما أنهم يؤولونها وفقا لأهوائهم».

وأشار وكيل الأزهر إلى حرص المؤسسة الدينية على قطع الصلة بين الفهم الصحيح للإسلام والجماعات التي تتبني العنف والإرهاب منهجًا، وتأكيد أن أفعال هؤلاء لا علاقة لها بالدين الصحيح وإنما ترجع لأهداف سياسية، مشيرًا إلى أنه إذا أراد المجتمع الدولي التصدي لتلك الجماعات فيجب أن يتم التعامل بشفافية ووضوح والتوقف عن نسبة أفعالها للأديان، وأن تعلم الدول التي تساند تلك الجماعات أنها ليست بمأمن من خطرها، لذا يجب التوقف عن دعمها والتصدي الحقيقي لجرائمها.

وأوضح «شومان» أن الأزهر عقد مؤتمرًا عالميًا في ديسمبر 2014 بمشاركة ممثلين من مختلف الأديان والطوائف، اتفقوا جميعًا على تبرئة الأديان من الإرهاب وقطع الصلة بين أفعال تلك الجماعات وبين الأديان السماوية جميعًا، وطالبوا المجتمع الدولي بالتصدي لهذه الجماعات وفتح حوار لنشر قيم التعايش السلمي بين الجميع.

واستعرض وكيل الأزهر جهود المؤسسة الدينية لمكافحة التطرف، ومنها إنشاء مرصد يعمل على متابعة الأفكار التي تروج لها تلك الجماعات ويرد عليها بعدة لغات، بجانب إرسال قوافل السلام بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين لنشر الفكر «الوسطي الصحيح»، مبديًا استعداد الأزهر لإرسال دعاة لجميع دول العالم.

واستعرض «شومان» تجربة «بيت العائلة»، وقال «هي تجربة مصرية فريدة أطلقها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، حيث يجتمع علماء الأزهر والقساوسة لبحث المشكلات التي تطرأ على المجتمع والمساهمة بأفكار تخدم التعليم والثقافة في مصر، ويتناوب على رئاسته شيخ الأزهر وبابا الكنيسة».

وأوضح وكيل الأزهر أن «بيت العائلة» نشأ كفكرة عقب الاعتداءات التي وقعت ضد بعض الكنائس في العالم ونال مصر منها نصيب، وتم اتهام بعض المتشددين الإسلاميين بالوقوف خلف تلك الأحداث، فجاء الإعلان عن إنشاء بيت العائلة وسط ترحيب ودعم من الكنائس المصرية التي تدرك جيدا دور الأزهر، على حد تعبيره.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية