بعد غياب 12 عاما ، أقيمت بطولة كأس العالم على أرض أمريكا الجنوبية ، وهذه المرة أختيرت "شيلى" لتحتضن البطولة ، والتي تعرضت قبل المونديال وقتها إلى زلزال أرضى عنيف للغاية دمر أغلب بنيتها الأساسية ، وهو ما دفع رئيس اللجنة المنظمة ( كارلوس ديتبورن ) إلى التصريح قائلا ( بما أننا لا نملك شيئا ، فسنبذل كل ما نملكه من قوة لإعادة البناء ) ... وصارت جملته بمثابة تميمة غير رسمية للبطولة ..
أقيمت البطولة بنفس النظام السابق لبطولة 1958 ، وشهدت تلك البطولة بداية حقيقية لخطط اللعب الدفاعية المحكمة والتي قللت كثيرا من معدل التهديف في البطولة وخاصة مع تراجع كبير فى مستوى أغلب كبار النجوم ، مثل بيليه أسطورة كأس العالم السابق والذي أصيب في المباراة الثانية ، وابتعد "ياشين" أسطورة حراسة المرمى السوفييتى عن مستواه تماما .. بينما كان لجارينشيا البرازيلى وزميله الصغير أماريلدو والأداء الجماعي للاعبي شيلى المغمورين الفضل في تحقيق منتخباتهم نتائج جيدة فى تلك البطولة حيث اقتنصت البرازيل اللقب وجاءت شيلي في المركز الثالث فى مفاجئة كبيرة .. وهو ما أزال بعض الآثار السلبية للعنف الهائل فى تلك البطولة ، حتى إن مباراة ( شيلى وإيطاليا ) فى الدور الأول اطلق عليها لقب " معركة سانتياجو " ..
وتأهلت شيلى والبرازيل إلى دور الثمانية مع 6 دول أوروبية كالعادة ، وهزمت البرازيل منافستها انجلترا 3/1 بينما حققت شيلى الفوز المفاجئ على الاتحاد السوفييتى 2/1 ، ثم تقابل الفريقان فى دور قبل النهائى وجها لوجه لتفوز البرازيل 4/2 فى مباراة ممتعة للغاية ، وكان على الجانب الآخر قد تقابل فريقا تشيكوسلوفاكيا و يوغوسلافيا قبل أن تفوز الأولى 3/1 لتصعد النهائى وتخسر 1/3 امام البرازيل لتحصد لقبها الثاني على التوالى ..
وتأتى الدولة الأم فى اللعبة وأول من عرف كيف تلعب كرة القدم لتنظم المونديال الأول لها على أرضها بل وتفوز به أيضا للمرة الأولى والأخيرة أيضا ، والتى اختارها الاتحاد الدولى لتنظيم تلك البطولة احتفالا بمرور قرن كامل من لعب كرة القدم هناك ، إنها " إنجلترا " .. لتكون الدولة المنظمة الثالثة التي تفوز بلقب البطولة بعد "أوروجواى 1930" و "إيطاليا 1934" .
وبالرغم من ظهور 70 دولة في التصفيات ، إلا أن الاتحاد الدولى تعامل بجفاء مع القارة الإفريقية بعد أن قرر أن يفوز منتخب إفريقى ضمن 16 فريق بالمركز الأول في تصفيات القارة ثم يقابل الفائز من تصفيات أسيا أو الأوقيانوس ليتأهل إلى المونديال .. وهو ما رآه الأفارقة مجحفا للغاية وانسحبوا من التصفيات .
وخرجت البرازيل من الدور الأول في تلك البطولة ، لتفسح المجال لإنجلترا للوصول إلى النهائي بعد التغلب على البرتغال بصعوبة أيضا (2/1) في مباراة كانت البرتغال هى الأفضل ، لتواجه ألمانيا ( التي تخطت السوفييت 2/1 ) في النهائى الشهير التاريخي الذى لا ينسى أبدا عند الحديث عن كأس العالم في أى مناسبة .. حيث كان ( الهدف الشبح ) الذي احتسب للاعب الانجليزى ( الهاتريك الوحيد فى نهائى أى بطولة ) جيوف هورست ، وهوالهدف الثالث للانجليز فى الوقت الإضافى بعد التعادل الألمانى في آخر دقيقة من الوقت الأصلى .. ولم تمر الكرة داخل المرمى كما أوضحتها مؤخرا التقنية التكنولوجية الحديثة ، إلا أن الأمر كان قد انتهى ..و الاكثر طرافة أن المشجعين هبطوا على أرضية الملعب للاحتفال بينما كانت المباراة مستمرة وسجل هارست الهدف الرابع وسط أجواء غريبة للغاية ... ليكون التتويج الأول والوحيد لانجلترا فى كأس العالم حتى الآن !