x

نيوتن رجال الخدمة العامة نيوتن الخميس 01-10-2015 21:31


الخدمة العامة لها معايير. أى ضابط شرطة أو جيش متقاعد مستعد لها. هى بديل للبس البيجاما. للجلوس فى المنزل. لاسيما لو كانت ربة البيت عاملة. هؤلاء الضباط يخرجون إلى المعاش ظلما فى سن مبكرة. فى الأربعينيات أحياناً يُستعان بهم فى الخدمة العامة. ولكن هذا ليس حلاً أو تيسيراً للخدمة العامة. هو مخرج لحل مشاكل فردية تخص من خرج على المعاش. أبداً ليس حلاً. المسؤول عن الخدمة العامة فى مصر. سواء كان وزيراً. رئيس حى. محافظاً. يدخل إلى المنصب فرحاً وكله آمال طيبة. ما يلبث أن يستدير فى مكتبه. ليجد طلبات شخصية تأتيه من كل صوب. طلبات لم يستجب لها من كان يسبقه. بعدها بما لا يزيد عن شهر يجد هجوما عليه من كل صوب. القمامة على رأس الاتهامات. المبانى غير المرخصة. المحلات التى تفتح كل يوم بلا ترخيص. الكهرباء المقطوعة. المياه غير الواصلة. كل هذا. سباب وسباب والمقابل ملاليم. خصوصاً لمن كان لديه عمل خاص.

■ ■ ■

مع ذلك كله. فلنبحث عن صيغة نجحت من قبل. فنحن لا نحتمل تجارب من أحد. حتى من الرئيس السيسى. المصريون لم يعودوا يحتملون. لم يعودوا يحتملون فساداً. لن يتقبلوا أن يموتوا تركاً بالإهمال لطلباتهم العادية.

فلنأخذ نموذجاً للنجاح. نجاح هو مضرب الأمثال إذا إخذنا بالنتائج. تجربة «لى كوان يو Lee Kuan Yew». أدت إلى أن يكون دخل الفرد فى هذه الجزيرة الآسيوية. أعلى دخل للفرد فى العالم. تجاوز أمريكا والدول الاسكندنافية. أعطى المسؤولين لديه أعلى مرتبات فى العالم. جاء بهم من أرقى الكوادر المتاحة. نافس عليهم الشركات والبنوك العالمية. إذاً جاء لخدمة المواطن بأحسن المؤدين. بأعلى المرتبات فى العالم. هنا لا تضحية من الموظف. لا تضحية بالصالح العام من أجل موظف نريد توظيفه. فى مقابل كل ذلك. هناك أعنف صنوف العقوبة عند أى فساد لموظف عام. ماذا وفرناه فى وضع سقف لمن يقوم بخدمة عامة.

إذاً الخدمة العامة على أعلى مستوى. ليست خسارة فى المواطن. لا يقاس بما أهدرناه من المليارات. فى «بضاعة أتلفها الهوى». على رأى الراحل يحيى شاهين. فى رواية «بين القصرين».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية