x

سليمان جودة نعيش خارج العالم! سليمان جودة الخميس 01-10-2015 21:31


أتابع على مدى أسبوعين، ما تكتبه الصحافة فى الخارج، عن شركة «فولكس فاجن» الألمانية لصناعة السيارات، ثم أتساءل: أين نحن من هذه الدنيا، وأين موقعنا؟!

الشركة هى إحدى أشهر شركات السيارات فى ألمانيا، ولكنها وقعت، منذ أسبوعين، فى فخ، لا يعرف أحد كيف يمكن أن تخرج منه، أو تواجه تداعياته فى المستقبل.

والقصة بدأت عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن الشركة باعت سيارات مزودة بمحركات مغشوشة، فى السوق الأمريكية، وأن هذه المحركات، أو الموتورات، تؤدى إلى تلوث البيئة، وأن الشركة تلاعبت، عن قصد، فى الاختبار الذى يجرى على منتجاتها من السيارات، ويكشف ما إذا كانت سيارات ملوثة للبيئة، أم لا؟!

من يومها، والدنيا مقلوبة على الشركة، فى داخل ألمانيا وفى خارجها، خصوصاً بعد أن اكتشفوا أنها باعت مليونين و800 ألف سيارة، من النوع المغشوش ذاته، فى ألمانيا نفسها!

رئيس الشركة استقال، بما أدى إلى خسائر بمليارات اليوروهات فى البورصة، ولأن صندوق قطر السيادى للاستثمار كان مساهماً فى الشركة، فإن الخسائر قد طالته هو الآخر.. وبالمليارات أيضاً!

وعندما سألت الصحافة الألمانية مواطنين عاديين، قالوا إن أكثر ما يزعجهم فى القصة أن شعار «صنع فى ألمانيا» يمكن أن يصيبه الأذى، من جراء الحكاية كلها، وأنهم، كمواطنين ألمان، يعيشون فى العالم، على رصيد صناعتهم من الثقة، ومن الكفاءة، ومن المصداقية، وأن تبديد أى قدر من هذا الرصيد، بسبب فضيحة الشركة، هو أكثر شىء مزعج فى المسألة كلها.

وقد منحت السلطات فى أمريكا، الشركة، فرصة لإصلاح ما جرى، وبسقف زمنى محدد، وكذلك فعلت السلطات فى ألمانيا، وتدخلت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل فى الأمر بنفسها، ومعها وزير اقتصادها، ووزير نقلها، ولاتزال الحكاية تكشف عن جديد، فى كل صباح!

وقد كان حق المستهلك، فى أن يحصل على سلعة ذات جودة عالية، هو القاسم المشترك الأعظم، فى كل حلقات الموضوع، من أولها لآخرها، ثم كان حقه فى الولايات المتحدة، فى بيئة خالية من التلوث، هو أيضاً المحرك للسلطات وهى تكشف خطايا الشركة، ولابد أن الذين زاروا البلدين، يعرفون أنه حق مقدس فى الحالتين، وأنه لا تسامح فيه، تحت أى ظرف، وفى كل الأحوال، وبأى مقدار!

أتلفت حولى، باحثاً عن حق المستهلك فى سلعة غير مغشوشة، أو حق المواطن فى بيئة لا تلوث فيها، فأجده كما تراه، وأجده حقاً مؤجلاً، فى الحالتين، إلى يوم القيامة، فلانزال، رغم ثورتين، نعيش خارج العالم!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية