x

الرئيس حضر «قمة مكافحة الإرهاب» رغم التحفظات

الأربعاء 30-09-2015 23:05 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : آخرون

أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارة استغرقت ٦ أيام لمدينة نيويورك الأمريكية، ترأس فيها وفد مصر فى الدورة الـ٧٠ للجمعية العامة للأمم المتحدة، وألقى بيان مصر أمام زعماء العالم، وطرح مبادرة «الأمل والعمل» التى تسعى مصر لتنفيذها عقب حصولها على العضوية المؤقتة لمجلس الأمن فى الانتخابات المقرر عقدها فى أكتوبر الجارى.

وكشفت مصادر مطلعة أن الرئيس حضر قمة «تنظيم داعش ومكافحة العنف المتطرف» التى دعا إليها الرئيس الأمريكى باراك أوباما برغم اعتراض مصر على اسم القمة، بسبب عدم ذكرها الإرهاب بشكل عام، وهو الخطر الذى يهدد العالم أجمع، بل ركزت على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

وأضافت المصادر أن الرئيس شارك فى الاجتماع لمدة نصف ساعة فقط لحرص مصر على التواجد فى أى تجمع لمحاربة الإرهاب حتى وإن اعترضت على مسماه أو الطريقة التى يدار بها، وتأتى المشاركة فى إطار جهود مصر للمشاركة فى أى فعاليات دولية لمكافحة الإرهاب، الذى يهدد أمن شعوب العالم.

وعقد الرئيس السيسى على هامش مشاركته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ٢٧ لقاء ثنائيا، مع زعماء وقادة العالم، شملت الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، ورئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزى، ورئيس جمهورية بنما «خوان كارلوس فاريلا»، والعاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، والرئيس القبرصى «نيكوس أنستاسيادس»، ورئيس بيلاروسيا «الكسندر لوكاشينكو»، ورئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، ورئيس وزراء لبنان تمام سلام، ورئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلى ماريام ديسالين، والرئيس السنغالى ماكى سالى، ورئيس الوزراء الهولندى «مارك روتى»، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس وزراء أيرلندا إيندا كينى، ورئيسة كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، ورئيس تركمانستان جربانجولى بيردى محمدوف، ورئيس جمهورية مالى إبراهيم بو بكر كيتا، والمدير التنفيذى للمنتدى الاقتصادى العالمى كلاوس شواب، ومدير وكالة الطاقة الذرية يوكيا أمانو، والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، ورئيس أوروجواى جوزيه ألبرتو كوردانو، ورئيس صربيا توميسلاف نيكوليتش، رئيس البنك الدولى «جيم يونج كيم».

وعقد الرئيس ٣ اجتماعات مع صناديق الاستثمار وبيوت المال الأمريكية، وغرفة التجارة الأمريكية، وعدد من الشخصيات الأمريكية البارزة، بينهم وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر، وشارك الرئيس فى ٤ اجتماعات دولية إلى جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى قمة التنمية المستدامة، واجتماع الدول الأفريقية لتغير المناخ، واجتماع دول الجنوب الذى دعا إليه الرئيس السيسى، وقمة مكافحة تنظيم داعش التى دعا إليها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وحضر غداء دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة لعدد من رؤساء الدول المشاركين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث التغيرات المناخية، وألقى الرئيس خلال زيارته ٤ كلمات فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة التنمية المستدامة وقمة المناخ واجتماع دول الجنوب، كما أجرى ٣ حوارات مع وسائل الإعلام الأمريكية وهى أسوشيتدبرس، وسى إن إن وبى بى إس، وكتب مقالا فى صحيفة وول ستريت جورنال.

وركزت لقاءات الرئيس السيسى وحواراته وكلماته على قضية الإرهاب وضرورة محاربة الفكر المتطرف، وتوحيد جهود العالم لمكافحة الإرهاب الذى أصبح يهدد العالم كله، وتناولت لقاءات الرئيس القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السورية، والوضع فى ليبيا والعراق، وضرورة إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى شرح الوضع الاقتصادى فى مصر ودعوة المستثمرين والدول للاستثمار فى البلاد.

وقالت مصادر مطلعة لـ«المصرى اليوم» إن الهدف من زيارات الرئيس الخارجية واللقاءات الثنائية هو الانفتاح على العالم، والتأكيد على أن مصر الجديدة تمد يدها للجميع، ولا تدخل فى محاور مع دول ضد أخرى، مشيرا إلى أن علاقات مصر بالعالم تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأشارت إلى أن مصر تحاول حشد جهود العالم للتصدى للإرهاب بصورة شاملة ودون انتقائية، وتوضيح أن فكرة ربط الإرهاب بالإسلام فكرة خاطئة، لافتة إلى أن الرئيس أشار فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب، معربا عن حزنه من التمييز الذى يعانى منه المسلمون بسبب اتهامهم بالتطرف والعنف والإرهاب.

وحول عدم لقاء السيسى مع الرئيس الأمريكى، قالت المصادر إن العلاقات مع الولايات المتحدة جيدة جدا، مشيرة إلى أن أوباما حرص على مصافحة الرئيس السيسى خلال قمة الإرهاب والإشادة بتصريحاته حول ضرورة مواجهة الإرهاب، واستدركت: «العلاقات مع واشنطن الآن أفضل من العام الماضى، حتى وإن لم يحدث لقاء ثنائى يجمع الرئيسين»، مشيرة إلى أن مصر الآن توسع علاقاتها بمختلف دول العالم ولا تسعى لإقامة علاقة مع دولة على حساب دولة أخرى، ويزور الرئيس مختلف دول العالم.

وردا على سؤال حول عدم توجيه الدعوة للرئيس لزيارة واشنطن، قالت المصادر: «هذا أمر مرتبط بالإدارة الأمريكية»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستعد لإجراء انتخابات رئاسية، وأضافت «الرئيس السيسى حريص خلال الفترة الحالية على عقد لقاءات مع ممثلى الكونجرس، والشخصيات الأمريكية الاقتصادية والسياسية لأنها الأساس فى بناء علاقات قوية مع أى إدارة أمريكية مقبلة».

وحول خطاب أوباما الذى تضمن انتقادات لأوضاع حقوق الإنسان فى بعض الدول، اعتبرها مراقبون انتقادات لمصر، وإن لم يذكر اسم مصر صراحة، قالت المصادر إن خطاب الرئيس الأمريكى فى الأمم المتحدة تكون له اعتبارات سياسية فهو يخاطب كل دول العالم ويحرص على عمل توازنات بين علاقته بدول العالم المختلفة وبين المبادئ السياسية الأمريكية، مشيرة إلى أن أى رئيس أمريكى لابد أن يتحدث فى خطابه عن حقوق الإنسان والديمقراطية باعتبارها من المبادئ الرئيسية للدولة.

وأكدت المصادر أن مثل هذه الخطب لا تؤثر على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، موضحة أن الخطاب موجه للإعلام الداخلى والذى يجب أن يظهر فيه الرئيس الأمريكى كشخص مدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومشيرة إلى أن العالم يدرك الآن حقيقة الوضع فى مصر وأنها تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، وأنه لابد من دعمها فى هذه الحرب، مدللا على ذلك بحرص زعماء العالم على عقد لقاءات ثنائية مع الرئيس السيسى. وقالت المصادر إن مصر تنوى طرح مبادرة الأمل والعمل أمام مجلس الأمن عقب حصولنا على العضوية المؤقتة، موضحة أن هذه المبادرة ستتضمن برامج للتأهيل الاجتماعى والاقتصادى والسياسى وسيتم تطبيقها فى مختلف دول العالم كمبادرة مصرية لمواجهة الأفكار المتطرفة وجذب الشباب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية