أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن العالم كله ليس بمنأى عن خطر التطرف والإرهاب، مشددًا على ضرورة بذل المزيد من الجهود للقضاء على سرطان الإرهاب عسكريًا وفكريًا.
وأشار «نجم» في حوار مع شبكة «إن بي آر» الإخبارية على هامش مشاركته في مؤتمر مكافحة التطرف العنيف بمقر الأمم المتحدة، إلى أن دار الإفتاء المصرية ترفض كل أشكال العنف والإرهاب باسم الدين، مشددا على أن ما يحدث من قبل التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه مسمى الدولة الإسلامية لا يقره شرع أو دين.
وعرض «نجم» ما تقوم به دار الإفتاء من جهود لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمي لتحصين الشباب من الوقوع في براثن هذا الفكر المنحرف.
وأكد على أن الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوِّض الأمن ويروع الآمنين، فجميعها وإن تعددت صورها تشيع في المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي.
وأضاف: «الفاشية الدينية والأيديولوجية المسمومة تعد أساس الموجات الإرهابية التي تواجه المنطقة العربية والمجتمع الدولي، وصلب الفكر المتطرف الذي يتخذ من العنف والقتل والترويع والإرهاب منهجًا له»، موضحًا أن الممارسات والمنهجية الفكرية لجماعات الإسلام السياسي تعد المرجعية الفلسفية لكل التنظيمات الإرهابية القائمة على القتل والترويع.
وحول تشويه صورة مصر في الخارج، أكد «نجم» أن الآلة الإعلامية لتيارات العنف السياسي تعمل على تشويه صورة مصر لدى عدد من دوائر صنع القرار في الخارج، وتعمد إلى تصدير خطاب سياسي يناقض ما تقوم به تلك الجماعات من أعمال عنف وتدمير على أرض الواقع .
وأشار «نجم» إلى أن الجماعات الإرهابية قد حاولت تصدير صورة مشوهة عن ثورة 30 يونيو وما تبعها من خارطةٍ للمستقبل تعبر عن آمال وتطلعات الشعب المصري نحو مستقبله، مستغلة في ذلك علاقاتها مع أصحاب الأجندات الخاصة والمصالح المعادية لاستعادة مصر لدورها الإقليمي والدولي ولكن محاولاتها بائت بالفشل الذريع.
وشدد على ضرورة التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة والسلام من المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين، لافتا إلى أن جرائم الإرهابيين تتعارض كليًا مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية من خلال ذبحهم الأبرياء وحرقهم المدارس وسبيهم النساء واضطهادهم الأقليات الدينية وترويعهم المجتمع بأكمله وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة.
وأكد أن مصر هي رمانة الميزان لمنطقة الشرق الأوسط، ولها دور محوري وضروري في النظامين الدولي والإقليمي يحظى بالتقدير من المجتمع الدولي، ولا يمكن لأحد أن يلغي أو يقلل من دور مصر ومكانتها الدولية، ودورها الإقليمي الذي استعادته بقوة بفضل تحرك القيادة السياسية وتماسك الجبهة الداخلية.
وأشار «نجم» إلى أن المسلمين في أمريكا جزء لا يتجزأ من المجتمع الأمريكي، وهم مواطنون لهم جميع الحقوق وعليهم كافة الواجبات، موضحًا أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب فأنشأت منذ عام ونصف مرصدًا يتتبع فتاوى التكفير ويرد عليها، كما قامت بجولات في الخارج لتصحيح صورة الإسلام، وستعمل على زيادتها في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الحوار بين الأديان ليس ترفًا فكريًّا كما يتوهم البعض؛ بل إنه أحد المتطلبات التي يستوجبها الوجود المعاصر، وإن الأمر شديد الأهمية بالنسبة لنا كمسلمين.
وكشف «نجم» أنه جاري الترتيب مع وزارة الخارجية المصرية وعدد من الدوائر الدينية والسياسية في أمريكا لزيارة قريبة يقوم بها فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مع وفد من علماء دار الإفتاء بهدف توضيح صورة الإسلام الصحيح هناك.