بعد حادث التدافع الذى وقع أول أيام عيد الأضحى بمشعر «مِنى»، والذى نتج عنه وفاة 717 حاجاً وإصابة 863 آخرين، حسب السلطات السعودية، أعلنت بعض البعثات الرسمية للجنسيات المشاركة فى الحج عن ضحاياها المصابين والمتوفين، وكان النصيب الأكبر من الوفيات للحجاج الإيرانيين والمصريين والمغاربة، يليهم حجاج الهند والكاميرون وتشاد والصومال وباكستان والسنغال ونيجيريا وكينيا، وأخيراً هولندا وبوروندى.
وبينما بلغ عدد ضحايا الحادث من الحجاج المصريين 7٤متوفَّى، حسب تصريحات صحفية لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لا يزال عشرات الحجاج مفقودين منذ الحادث، بعد أن انقطعت جميع وسائل الاتصال معهم، ليبلغ العدد- وفق آخر بيان لوزارة الأوقاف- 84 حاجاً «فُقدوا أو تغيبوا عن بعثاتهم»، حسب نص البيان.
يأتى ذلك فى الوقت الذى شكا فيه عدد من ذوى الحجاج المفقودين من أداء البعثة المصرية للحج، لصعوبة التواصل مع مسؤوليها، ولما اعتبره أهالى المفقودين تقصيراً من جانب البعثة فى التعامل مع حادثى «سقوط الرافعة»، و«تدافع مِنى»، ما دفعهم للجوء إلى أعضاء الجالية المصرية فى المملكة العربية السعودية لمساعدتهم فى البحث عن ذويهم.
وأكد أهالى المفقودين محاولتهم التواصل مع بعثة الحج والقنصلية المصرية بجدة لمعرفة مصير ذويهم إلا أنهم لم يجدوا أى استجابة. وقال عادل عبدالقادر، عضو النقابة العامة للفلاحين، إنه فور سماعه بالحادث حاول الاتصال بأخيه الذى يؤدى المناسك بالأراضى المقدسة بصحبة زوجته دون جدوى. وأوضح أنه علم أن أخاه مصاب ويتلقى العلاج فى أحد المستشفيات بـ«جدة»، وأنه فقد الاتصال بزوجته منذ الحادث، وأضاف: «كلمت القنصلية العامة فى جدة ومحدش رد، وكلمت البعثة محدش منهم رد، وبعتلهم حد من قرايبنا فى مكة برضه محدش منهم رد. وفى الآخر لقينا جثمان مرات أخويا بالمجهود الشخصى فى أحد المستشفيات، بعد أن نشرت صفحة الجالية المصرية اسمها على إحدى صفحات موقع فيسبوك».
يُرجع عادل الفضل فى الوصول إلى أخيه وزوجته المتوفاة إلى أعضاء الجالية المصرية فى مكة. وقال إنهم دخلوا المستشفيات وبحثوا عن الضحايا حتى وجدوها فى ظل غياب كامل للبعثة الرسمية. وأضاف أن المسؤولين فى وزارة الصحة السعودية لم يساعدوهم بأى معلومة. وتابع: «زوجة أخى توفيت يوم الحادث ووجدناها أمس الأول فقط فى أحد المستشفيات من خلال أقاربنا، ومتطوعون مصريون أكدوا لنا أن أعداد المتوفين أكثر من المعلن بكثير»، مشيرين إلى معاناتهم مع السلطات السعودية والبعثة المصرية حتى يتمكنوا من استخراج شهادة الوفاة للضحايا المتوفين.
ولم يجد أهالى الضحايا والمفقودين أمامهم إلا اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعى لنشر بيانات ذويهم المفقودين، فيما استخدمها أعضاء الجالية المصرية فى نشر قوائم بأسماء المصابين والمتوفين غير المسجلين فى الكشوف الرسمية. وأطلقت صفحة الجالية المصرية بالسعودية على «فيسبوك» حملة للبحث عن المفقودين فى «حادث منى»، ونشرت صور حجاج مفقودين ومجهولى الهوية فى محاولة للعثور على ذويهم. كما استخدموا هاشتاج «#مفقودين_منى_2015، و#تدافع_مشعر_منى #حادثه_مشعر_منى» لتداول أى معلومات عن مصابين أو مفقودين أو ضحايا الحادث على موقعى «فيسبوك» و«تويتر».
قالت عنايات الحاج (موظفة)، فقدت خالها وزوجته فى حادث منى، إنها لجأت إلى نشر صورة خالها وزوجته على جميع صفحات البحث من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بعد أن فقدت الأمل فى الوصول إلى مسؤولى البعثة المصرية ووزارة الصحة السعودية. وأضافت: «وزارة الصحة السعودية حررت بلاغاً عن فقدان خالى، أما البعثة المصرية فلم أتمكن من التوصل إلى أى من أعضائها، هواتفهم إما مغلقة أو متاحة دون رد على اتصالاتنا».
وحاولت «المصرى اليوم» الاتصال بالأرقام التى خصصتها البعثة المصرية للإبلاغ عن المفقودين، فوجدت أن الأرقام الخاصة بالابلاغ عن مفقودى الحج السياحى فى مصر والسعودية مغلقة، «فيما لم يجب أحد على اتصالاتنا بالأرقام الخاصة بالإبلاغ عن حجاج القرعة والتضامن، وهو ما تكرر مع اتصالاتنا على أرقام القنصلية المصرية بجدة».