x

روايات عن التحرّش في «مظاهرات بيروت» (تقرير)

الثلاثاء 29-09-2015 11:51 | كتب: بوابة الاخبار |
اعتصام متظاهري «طلعت ريحتكم» أمام مقر وزارة البيئة ببيروت، 1 سبتمبر 2015. اعتصام متظاهري «طلعت ريحتكم» أمام مقر وزارة البيئة ببيروت، 1 سبتمبر 2015. تصوير : وكالات

لا تخلو التحرّكات الشعبيّة عادةً من التجاوزات التي يقف وراءها مشاركون فيها، أو ما يُصطلح على تسميتهم بـ«المندسّين».

واللافت في التظاهرات والاعتصامات التي شهدها وسط بيروت في الأسابيع الأخيرة تكرار بعض مشاهد التجاوزات التي تخلّلت ما سُمّي بـ«الربيع العربي» في مصر.

فإلى جانب رفع الشعارات المطالبة بالعدالة والحرية ومحاربة الفساد، هناك من أراد أن يحوّل «الساحة» إلى مكان للتحرّش الجنسي بالفتيات اللواتي شاركن بكثافة لافتة في التظاهرات.

وتعترف بعض المشاركات في التحرّكات الشعبيّة بأنّ بعض الشبّان يقصدون وسط بيروت في مواعيد التظاهرات من أجل ما يسمّى، بالتعبير الشعبي اللبناني، «شدّ» الفتيات والتحرّش بهنّ.

وكانت صفحة «صوت النسوة» على مواقع التواصل الاجتماعي واكبت المشاركة النسائيّة في الحراك الشعبي وما شابتها من تجاوزات ارتُكبت بحقهنّ، بحسب موقع قناة «MTV» اللبنانية.

وجمعت الصفحة عدداً من الشهادات من فتيات شاركن في التظاهرات، جاءت على الشكل الآتي:

الشهادة الأولى

كنت قُرب مبنى «النهار» وأقف في مواجهة عناصر مكافحة الشغب، كنت تقريباً في الصف الخامس من الناس التي وقفت أمام مكافحة الشغب في الشارع المؤدي إلى ساحة النجمة ولم نستطع التحرك بسهولة بسبب كثافة المتظاهرين وضيق المكان. في لحظة ما أصبح هناك تدافع بين مكافحة الشغب وبين المتظاهرين، أصبح هناك نوع من الضغط بين المتظاهرين وهناك صرخ شاب لا أعرفه ولكن بطريقة لم أحس أن فيها أي نوع من تحرش أو أيّ مضايقة بأن أمسك يده وأنتقل إلى طرف المظاهرة وألا أبقى في الوسط وأعتقد أنه كان يريد فقط أن يحميني من أمر ما.

بقيت في مكاني وكان الجميع من حولي في حالة منفعلة بسبب الهتافات والحماس وكان الضوء خافتاً. هنا رأيت رجلين قربي لفتا نظري لأنّهما لم يكونا مندمجين مع المتظاهرين في الهتافات، كان الأول يرتدي قميصاً فوسفوريّ اللون، والثاني قميصاً أبيض. في هذه اللحظة أحسست أنّ هناك يداً تمسك مؤخرتي ولمّا التفت إلى الخلف، كان الشاب الذي يرتدي قميصاً فوسفوريّاً واقفاً خلفي تماماً، وهنا صرخت به ودفعته إلى الخلف ولم يبدِ هو أيّ ردة فعل ولم يحاول التبرير أو حتى الاعتذار، بل قال هذه رفيقتك التي أمسكت مؤخرتك! وكان هادئاً تماما، ورجع إلى الخلف وأصبح واقفاً في الصفوف الخلفية. هنا رأيت صديقتي ووقفت قربها وكان الشاب الذي يرتدي قميصاً أبيض أصبح واقفاً خلفها، وصرت أراقبه لأنني لم أرتَح له، ثمّ اخبرتني صديقتي أنّه كان يقوم بالتحرّش بها من خلال ملاصقة جسدها واستعمال يده للملامسة.

الشهادة الثانية

وأنا واقفة في التظاهرة، رأيت أصدقاء لي يقفون بعيداً وفجأة أحسست بعضو ذكري منتصب يلتصق بي من الخلف، والتفتّ بسرعة ووجدت رجلاً يبلغ حوالى الخمسين سنة وكان واقفاً لا يهتف مع الناس وبدأت بالصراخ عليه و«بهدلته» وهنا خرج إلى الخلف بسرعة.

وبعد مضي وقت قليل، أحسست أنّ أحداً ما يحاول إدخال يده من الخلف في محاولة للوصول إلى أعضائي، والتفتّ بسرعة وصرت أصرخ أيضا على الشاب الذي كان خلفي، وكان يبلغ حوالى العشرين سنة.

بعد الحادثة، شعرت بالحاجة الماسة إلى ترك المظاهرة والابتعاد إلى مكان آخر، واستطعت الوصول إلى الرصيف، وهناك قام شاب (17 سنة) في محاولة إمساك صدري، وحاول شدّ الـ «تيشرت» التي كنت ارتديها، فقمتُ بدفعه وركضت مسرعةً إلى خارج الشارع.

الشهادة الثالثة

كنّا نقف حوالى الساعة السادسة عصراً قُرب مبنى «النهار»، فأتت مجموعة من الشبّان كان عمر أكبرهم حوالى الـ 25 سنة، ووقفوا في منتصف الطريق وراحوا يهتفون «الله، بري، والثورة....». وكانت معنا سيّدة تبلغ حوالى الأربعين سنة، وبدأت تصرخ في وجههم بأنّ ما يفعلونه معيب، فأمسك أحدهم عضوه التناسلي وبدأ بتحريكه والقيام بحركات جنسيّة بطريقة مقرفة جدّاً، فصُدمنا بما شاهدنا ورحنا نبصق عليه وتوجّهنا إلى مكانٍ آخر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية