x

زاهي حواس عفواً.. ليس على أكتاف نفرتيتى! زاهي حواس الإثنين 28-09-2015 21:33


كتب باحث المصريات الإنجليزى نيقولاس ريفز مقالاً يقول فيه إن مقبرة الملكة المصرية الشهيرة نفرتيتى توجد خلف أحد جدران مقبرة الملك توت عنخ أمون! وبالطبع مقال مثل هذا.. يحمل أخبارا عن مقبرة الملكة نفرتيتى لم يكن ليمر فى صمت؛ بل أحدث ضجة كبيرة فى جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من تأكدى التام بعدم وجود أى مقابر مخفية خلف جدران مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون بوادى الملوك؛ وعلى الرغم من أننى قمت بتفنيد كل ما قاله ريفز دون سند علمى كعادته؛ وكتبت مقالات نشرت فى الصحف المصرية والأجنبية رداً على مزاعم ريفز؛ إلا أننى أكدت أن ما أشاعه ريفز من صخب وضجة إعلامية هو أمر يصب فى مصلحة مصر سياحياً؛ فأخبار كهذه تحرك مياه السياحة الراكدة؛ وتجعل العالم يتوجه إلى مصر؛ فالناس فى كل مكان يبهرها أخبار الاكتشافات والكنوز المخبأة والدفينة.

وللأسف الشديد تشير كل الدلائل إلى أن المسؤولين عن الآثار قرروا تضييع الفرصة الذهبية على مصر؛ بل وتقديم البلد وآثاره على طبق من ذهب لريفز وأعوانه دون فائدة تذكر للبلد المغلوب على أمره؟! ولتوضيح ذلك نقول إن وزارة الآثار صرحت لريفز بأن يأتى ومعه الفريق اليابانى للمسح الردارى الذى يشرف عليه Hirokatsu Watanabe؛ وهو نفسه الذى تعاون من قبل مع ريفز فى وادى الملوك ونشرا مقالاً يؤكدان فيه وجود مقبرة دفينة فى وادى الملوك لم تكتشف من قبل! بل وحددا مكانها أمام مقبرة توت عنخ أمون؟! وعندما قامت البعثة المصرية برئاستى بأول حفائر مصرية بوادى الملوك أثبتنا عدم صحة أقاويل ريفز وفريقه اليابانى.

وكان يجب على وزارة الآثار أن تصر على عدم التعاون مع هذا الفريق اليابانى؛ والاتفاق مع جهة أخرى محايدة فى المسح الردارى؛ لكى تكون للنتائج المتوقعة مصداقية؛ ولنا أن نتخيل الكارثة التى من الممكن أن نتعرض لها فى حال الإعلان عن كشف وهمى سيثبت فيما بعد عدم وجوده؛ هنا لن يتحمل ريفز واليابانيون الوزر بل ستتحمله مصر أمام العالم كله.. لا تزال الفرصة متاحة لمنع فضيحة محققة بالتعاون مع من سبق وأعلنوا عن اكتشافات وهمية.

ومن المحزن كذلك أن يشكل الوزير لجنة علمية لا تضم أحدا له خبرة سواء فى وادى الملوك أو مقبرة توت عنخ آمون!! ومنهم مدير سابق للمتحف المصرى لم ينشر مقالاً علمياً عن وادى الملوك أو عن مقبرة توت عنخ آمون. هذا فى الوقت الذى تتجاهل فيه وزارة الآثار علماء أجلاء منهم على سبيل المثال عالم المصريات جيفرى مارتن الذى عمل بوادى الملوك؛ بل وكان يرأس نيقولاس ريفز ويعرفه جيداً!!

وختاماً للأمور المؤسفة فى هذا الموضوع ذكرت وزارة الآثار أنها ستعقد فى مقر هيئة الاستعلامات مؤتمراً صحفياً عن الحدث فى أول أكتوبر؟! وذلك بحجة أن هيئة الاستعلامات لديها قاعة مجهزة بوسائل الترجمة الفورية!! أى ترجمة فورية.. وأى قاعة مجهزة؟! يا سادة من فضلكم اعقدوا مؤتمراتكم هذه من وادى الملوك ومن أمام مقبرة توت عنخ آمون.. من فضلكم اجعلوا الناس فى كل مكان بالعالم ترى الشمس المصرية وهى تعكس أشعتها الذهبية على مقابر الفراعنة.. لا تحرموا مصر هذه الفرصة.. أرجوكم! كفانا ما أضعناه! أنا لا أعرف من هو العبقرى الفذ الذى يصدر هذه القرارات الكارثية؛ ولا أنتقد أحدا بعينه.. فقط أتحسر على ما تخسره مصر وآثارها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية