x

كيف يتغلب برشلونة على غياب ميسي؟ (تحليل)

الإثنين 28-09-2015 18:36 | كتب: لؤي فوزي |
إصابة ميسي خلال مباراة برشلونة أمام لاسبلماس إصابة ميسي خلال مباراة برشلونة أمام لاسبلماس تصوير : وكالات

أغلب الناس يفيقون من كوابيسهم للواقع حامدين الله أنه مجرد حلم، العكس حدث مع مشجعي برشلونة الذين أفاقوا من حلم الثلاثية على واقع كابوسي يفترس العملاق الكتالوني بلا رحمة.

فوز صعب على إشبيلية العنيد في السوبر الأوروبي، تَلَتْهُ خسارة مذلة أمام بلباو في السوبر المحلي بخماسية في غياب نيمار وخوردي ألبا المصابين، بداية ضعيفة للموسم بإنتصارات شقّت أنفاس الكتلان على بلباو، ليفانتي والأتليتي، قبل أن يقرر ناينجولان متوسط ميدان روما إنهاء موسم رافينيا في المباراة التي إنتهت بالتعادل بين الفريقين في دوري الأبطال، رباعية أخرى مدوية من سيلتا فيجو أضاعت صدارة الدوري، فقط ليصاب ميسي في فوز هزيل على لاس بالماس الصاعد من الدرجة الثانية، حصيلة الموسم للبرسا حتى الآن.

ولأنه من المتوقع أن يستمر غياب الأرجنتيني عن المباريات لشهر كامل في أقل التقديرات، نحاول في هذا التحليل إستعراض الحلول الممكنة لإستبداله في تشكيلة البرسا.

ولكن كيف تستبدل لاعبًا كميسي؟ ماذا تساوي فرنسا بلا زيدان؟ كيف تقدم كرة شاملة بلا كرويف؟ أسئلة صعبة الإجابة، ولكنها ليست مستحيلة، خاصة أن البرسا ليس مطالب بالفوز بمونديال 98 أو التأهل لنهائي 74، فقط هو مطالب بتمرير أربعة أو ستة أسابيع دون خسارة المزيد من النقاط سواء في الليجا أو في دور المجموعات من دوري الأبطال.

برشلونة = ميسي، معادلة كررها كثير من متابعي اللعبة سواء كانوا من محبي العملاق الكتالوني أو منافسيه، لكن فريق يلعب في صفوفه نيمار، سواريز، إنييستا، راكيتيتش، ألفيش وغيرهم، لن يكون منصفًا لكرة القدم التي نعرفها إن فشل في إثبات خطأ هذه المعادلة.

لا أحد مثل ميسي، لكن صعوبة تعويض المعجزة الأرجنتينية لا تنبع فقط من مهاراته المتنوعة، ولا سرعته الفائقة أو رؤيته الإستثنائية للملعب وتحكمه في إيقاع اللعب، فرغم كل الميزات الإضافية لفتى روزاريو المريض، إلا أن صعوبة تعويضه تأتي من كونه قادر على تأدية دورين في الملعب طبقًا لسير المباراة، الأول من موقعه القديم على الجناح، والثاني من محطته المفضلة في العمق خلف المهاجمين، لذلك يستحيل تعويض ليونيل بلاعب واحد، وإن أمكن ذلك على المستوى الفني وهو مستبعد، فلن يتاح على المستوى التكتيكي إلا بتوزيع مهامه على لاعبين، أولهما على الجناح وثانيهما في العمق كرقم 10 كلاسيكي، إما ذلك أو الإكتفاء بأحد أدوار الأرجنتيني.

كيف يقود ميسي مصفوفة البرسا الهجومية المعتادة؟ نستعين بتحليل مباراة روما – برشلونة في دوري الأبطال لتوضيح ذلك.


*الحل الأول: نصف ميسي فقط لا غير

أولى مراحل ما بعد الصدمة هي الإنكار، سيخبر إنريكي نفسه أن إشراك جناح آخر سيكون كافيًا في الوقت الحالي، لذا سيبدأ إنريكي على الأغلب بالحل التكتيكي الأسهل، وهو التضحية بأحد أدوار بيتشيتشي البرسا التاريخي، ليكتفي بتبديل لاعب بآخر، محافظًا على الرسم التكتيكي التقليدي للبرسا على الورق، وتجاهل الفرق الفني الناتج بالتبعية، آملاً ألا يكلف أثره الكتلان أي من مبارياتهم القادمة.


*الحل الثاني: 1+1=1

عندما نتحدث عن لاعب إستثنائي يلزمنا معادلات حسابية إستثنائية، صحيح أن ميسي لا يعادل فريقًا بمفرده، فحتى دي ستيفانو العظيم نجم خماسية دوري الأبطال الأولي للريـال في الستينيات، أعاد الفضل للفريق بأكمله، ولكن نفس الرجل إستثني أسطورة البرسا من المقارنة بأي لاعب آخر، لذلك سيبدو تعويض ميسي دون تبديل تكتيكي يسمح بتوزيع أدواره على أكثر من لاعب كمحاولة لحرث البحر بمصفاة، قد يؤتي نتائجًا مؤقتة مرضية في مباريات أمام أيبار وخيتافي، لكنه لن يمنح البرسا التفوق في 4-6 أسابيع سيواجه فيها فياريـال متصدر الترتيب وإشبيلية العنيد في ملعب رامون سانشيز بيثخوان، معقل العملاق الأندلسي، إجراء تعديل خططي وتكتيكي يسمح بإستبدال الأرجنتيني بجناح وصانع لعب صريح سيبدو الحل الأوقع لإنريكي ما إن يتخلى عن إنكاره.

بالطبع سيطرح أحدهم السؤال المتوقع، ماذا إذا إعتزل ميسي؟

كما عوض الريـال زيدان، وكما عوض تشيلسي هدافه وصانع ألعابه التاريخي لامبارد، وكما عوض البرسا نفسه رونالدينيو، سيتمكن البرسا من تعويض ميسي، بالطبع لا نتوقع أن نرى لاعبًا مثله قبل وقت طويل، لكن برشلونة تمكن من الفوز بسبعة كؤوس أوروبية متنوعة قبل مجيء الأرجنتيني، بالطبع لن يتمكن الكتلان من حصد أربعة بطولات لدوري الأبطال في عشر سنوات، ولا ثلاثة حتى، لكن لن يعودوا كذلك لحقبة الخجل الأوروبي ما قبل كرويف، الذي ينسى الكثيرون فضله في ما يعيشه البرسا من نجاحات منذ الثمانينات وحتى الآن، بكسره العقدة الأوروبية وتحقيق أول لقب لدوري الأبطال عام 1992، وإنشائه للأكاديمية الأشهر في عالم كرة القدم الآن، لاماسيا، التي بلا شك ستوفر مخزونًا من اللاعبين المهرة في المستقبل، يقودهم إلهام إبن الأكاديمية الأعظم وأحد أفضل من وطئوا العشب الأخضر في التاريخ.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية