خرج دييجو أرماندو مارادونا، أسطورة كرة القدم ونادي نابولي، لمهاجمة المدير الفني الحالي للفريق الإيطالي، ماوريزيو ساري، بسبب عدم تحقيق الفريق لأي فوز في أول ثلاث مباريات في الموسم الجديد، بعد خسارة من ساسولو في الافتتاح وتعادلين متتاليين بنفس النتيجة «2-2».
ولكن رد «ساري» لم يأت في الصحافة أو الإعلام ولم يقم بالرد على هجوم «مارادونا»، الذي وصفه بأنه لا يصلح لتدريب الفريق، ولكن الرد جاء على أرضية الملعب وبشكل كاسح، فكانت البداية بخماسية نظيفة في كلوب بروج بـ«اليوروبا ليج»، تلتها خماسية أخرى في مرمى لاتسيو، قبل التراجع قليلًا بتعادل سلبي أمام كاربي خارج سان باولو، معقل نابولي.
عادت الانتصارات مرة أخرى، الأحد، وعلى حامل اللقب، يوفنتوس، بهدفين لهدف، ليحقق الفريق مع «ساري»، منذ إطلاق «مارادونا» لتصريحاته وحتى السبت، 7 نقاط من 9 متاحين في الدوري، وثلاث نقاط من ثلاث في «اليوروبا ليج».
وجاءت نقاط هجوم «مارادونا» على «ساري» في نقطتين، الأولى كانت: «الفريق بلا شكل في الملعب وليس لديه أسلوب واضح»، و«ساري» تحرك من أجل تعديل هذه النقطة.
تحركات «ساري» في الجانب الفني كانت بسيطة، فبعد ثلاث مباريات أولى أعتمد فيها على طريقة «4-3-1-2» والاعتماد على «إنسيني» كصانع لعب، في ظل نقله لـ«هامشيك» كجزء من خط الوسط، قام المدرب بالاعتماد على طريقة «4-3-3» وإعادة الجناح الإيطالي إلى مركزه الرئيسي على الطرف.
وبتغير الطريقة إلى «4-3-3» ظهرت قوة نابولي الهجومية أكثر مع التفاهم المستمر بين «إنسيني» على اليسار، «هيجواين» في الوسط و«كابيخون» على اليمين، وبديلهم ديريس مارتينيز، فسجل نابولي 12 هدفًا في أربع مباريات، بعد 5 أهداف فقط في أول ثلاث مباريات للفريق في الدوري.
ولكن تلك لم تكن المشكلة الرئيسية للفريق «هجوميًا»، فالأمور لم تكن سيئة في الأمام، في ظل تألق كل المتواجدين، «هيجواين» و«جابياديني» و«إنسيني» و«مارتينيز» و«كابيخون»، ولكنها كانت مشكلة دفاعية أكثر.
وكانت تلك النقطة الثانية التي هاجم بها «مارادونا» «ساري»: «الضعف الدفاعي واستقبال 6 أهداف في ثلاث مباريات»، فعمل «ساري» على تصحيح الأخطاء، وكان التعديل الوحيد الذي قام به المدرب هو إخراج «ماجيو» من التشكيلة الأساسية والدفع بفوزي غلام، مع نقل الظهير الألباني السيد هيساج إلى مركزه الرئيسي كظهير أيمن.
تبديل بسيط على طرفي الملعب ساهم في تماسك دفاعي أكثر لـ«البيرتانوبي»، وبعد أن استقبل الفريق 6 أهداف في أول ثلاث مباريات في الموسم، لم يستقبل سوى هدف وحيد في الثلاث مباريات التالية في الدوري، بجانب مباراة أخرى في «اليوروبا ليج».
وجاءت انتصارت «ساري» الأخيرة والكاسحة وتصحيحه لكل أخطاء نابولي سريعًا وإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح كرد على أرضية الملعب لتصريحات «مارادونا» الهجومية، إضافة إلى التأكيد على أحقيته في تدريب الفريق، خصوصًا أن مسيرة «ساري» التدريبية تكشف عن مدرب طموح بإمكانيات كبيرة.