x

إدوارد سعيد.. 12 عامًا خارج المكان (بروفايل)

الجمعة 25-09-2015 18:42 | كتب: بوابة الاخبار |
إدوارد سعيد ، المفكر الفلسطيني . إدوارد سعيد ، المفكر الفلسطيني .

«أماكن عديدة زالت، وأشخاص عديدون لم يعودوا على قيد الحياة.. باختصار إنه عالم قد اندثر»، هكذا وصف المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، العالم العربي في نهاية القرن العشرين، ومع مرور 12 عامًا على وفاته تظل تلك الكلمات صالحة لوصف العالم العربي حاليًا، فلسطين أصبحت إسرائيل، لبنان انقلب رأسًا على عقب بعد سنوات من الحرب الأهلية، وسوريا تعاني التدخل الأجنبي.

«سعيد»، المولود عام في الأول من نوفمبر عام ١٩٣٥، لعائلة مسيحية، كان من أشد المدافعين عن الإسلام، بدأ دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية، ثم سافر إلى أمريكا للدراسة وحصل على البكالوريوس من جامعة برنستون في ١٩٥٧، ثم الماجستير في ١٩٦٠ والدكتوراة من جامعة هارفارد في ١٩٦٤، وقضى معظم حياته الأكاديمية أستاذًا في جامعة كولومبيا في نيويورك، لكنه عمل أستاذًا زائرًا في عدد من المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة ييل وهارفارد وجون هوبكنز.

يعتبر كتابه الاستشراق من أهم أعماله، وبداية فرع العلم الذي يعرف بدراسات ما بعد الكولونيالية، وشرح كيف أن الإعلام الغربى والخبراء وصنّاع السياسة الغربية والإمبريالية الثقافية الغربية تتضافر كلها لتحقيق مصالح غربية غير عادلة في نهاية المطاف، وذلك عن طريق إيجادخطاب غربى منحاز ثقافيًا إلى الغرب ومصالحه.

كان من أكثر المهتمين بالقضية الفلسطينية، عارض بشدة اتفاقيات أوسلو، وانتقد الرئيس الراحل ياسر عرفات، واعتبر أن الاتفاقيات «صفقة خاسرة للفلسطينيين»، وأسس مع آخرين المبادرة الوطنية الفلسطينية كحركة سياسية فلسطينية تهتم بالنهوض بالشخصية الفلسطينية، وإجبار العالم على الاعتراف بالفلسطينيين.

كان سعيد شخصية جريئة، ينتقد الغرب وإسرائيل في قلب أوروبا، وصف إسرائيل بـ«الدولة العنصرية»، وبعد إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصهيونية، شكلا من أشكال العنصرية، عمد «سعيد» إلى تكرار الفكرة بصورة واسعة، وقال ساخرًا: «إسرائيل لم تعط العرب نفس حق اليهود في الهجرة، لأنهم أقل تطورًا»، كما أكد في أكثر من مناسبة بعد نشر كتابه «الاستشراق»، أن إسرائيل كانت هدف الكتاب غير المعلن على الدوام.

كتب «سعيد» مذكراته «خارج المكان»، عقب إصابته بالسرطان، وقال المفكر الإسلامي عبدالوهاب المسيري عند وفاته في 25 سبتمبر 2003: «لقد كان مؤسسة إعلامية بمفرده، خسر العالم العربي والإسلامي، وكل دعاة التحرر الكثير برحيله، لقد كان يملك عقلا فذًا، وخطابا ثوريا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية