x

طارق عباس هل سيهدم الصهاينة المسجد الأقصى؟! طارق عباس الجمعة 25-09-2015 21:14


بقدر حرص العرب على الكلام تأتى قدرة الإسرائيليين على الفعل، وبقدر عشوائية العرب في التخطيط والتنظيم وتخبطهم وتناقض أولوياتهم يثبت الإسرائيليون كل يوم أنهم يعرفون هدفهم جيدا ويستميتون في بلوغه مهما كان الثمن، وإذا كان العرب قد اكتفوا بالصراخ والتهليل والغناء لعظمة القدس والقيمة العظيمة للمسجد الأقصى فإن الإسرائيليين سعوا منذ اغتصابهم لأرض فلسطين عام 1948 لوضع الخطط التي تمهد لهم الطريق لهدم المسجد الأقصى الذين تطلعوا لهدمه وحلموا ببناء الهيكل الثالث مكانه لذلك لجأوا إلى الآتى:

أولاً إنشاء أكثر من 30 جماعة ومنظمة يهودية متطرفة تعمل بجد على إثبات الحق التاريخى لليهود في وجود هيكل لهم في تلك المنطقة، وفى الوقت نفسه تقوم هذه الجماعات بأعمال تخريبية للتأثير السلبى على سلامة المسجد وإثارة القلق لدى المترددين عليه، من هذه الجماعات: «حركة الاستيلاء على الأقصى وقد تأسست عام 1968، منظمة يشيفات أتريت كاهونين ومعناها التاج الكهنوتى وقد تأسست في أوائل السبعينات، جماعة جوش إيمو فيم والمقصود بها كلمة الإيمان والتى ظهرت للوجود في عام 1973، جماعة أمناء الهيكل وتقوم بأداء الصلوات بجوار المسجد الأقصى انتظارا للصلاة في الهيكل بعد حين، مؤسسة الهيكل المقدس، جمعية صندوق جبل الهيكل» وغيرها من الجماعات التي كانت ولا تزال تعمل جنبا إلى جنب لطمس هوية القدس والقضاء نهائيا على المسجد الأقصى.

ثانيا، تهيئة الرأى العام الإقليمى والدولى للقبول بفكرة هدم المسجد الأقصى وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى: «أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات» حيث أقرت إحدى المحاكم الإسرائيلية في 3 يناير عام 1967 بحق اليهود في الصلاة بساحة المسجد الأقصى في أي وقت يشاءونه بالنهار وفى أعقاب نكسة يونيو من نفس العام وبعد دخول الإسرائيليين للمسجد الأقصى صرح وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان: (اليوم فتح الطريق إلى بابل ويثرب) كما قال وزير الأديان «زيرخ فاراهافتك»: (أنا لا أناقش أن الهدف النهائى لنا هو إقامة الهيكل، لكن الأوان لم يحن بعد) وفى 15 يونيو 1967 يقوم الحاخام الإسرائيلى «شلومو غودين» برفع مقاسات المسجد الأقصى وتحديد مكان الهيكل بحسب زعمه، والأخطر من ذلك ترويج بعض الجيلوجيين والكتاب والباحثين عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية لاحتمال حدوث زلزال كبير سيضرب منطقة القدس بالكامل والمناطق المحيطة بها وقد يتسبب هذا الزلزال في هدم المسجد الأقصى».

ثالثا، عمل حفريات تحت المسجد الأقصى بقصد إثبات أكذوبة اليهود وأسطورتهم في وجود آثار لهيكل سليمان تحت المسجد، وفى الوقت نفسه خلخلة أساسات المسجد ومن ثم انهياره وسقوطه تلقائيا.

لقد قام الإسرائيليون بما قاموا به ببطء وبالتدريج حتى لا يستفزوا الرأى العام العربى والدولى ففى بداية الأمر هدموا حى المغاربة لتكون الأرض جاهزة لأى أعمال حفر وتنقيب ثم شقوا الأنفاق تحت أسوار المسجد من الجانبين «الجنوبى والغربى» حتى نفذوا لأسفل الساحة الداخلية للمسجد، وأثناء الحفريات استولوا على مبان إسلامية كثيرة منها «مبنى المحكمة الشرعية بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الأراضى المجاورة للمسجد بعد أن هدموا ما عليها كما أزالوا مقابر للمسلمين تضم رفات العديد من الصحابة أمثال: «عبادة بن الصامت، شداد بن أوس» وكذلك شقوا نفقا طويلا اخترق المسجد الأقصى من غربه إلى شرقه ثم حصنوا هذا النفق بالأسمنت المسلح وأقاموا عليه كنيسا يهوديا يؤدون فيه صلواتهم، ومنذ بداية عام 1986 تتزايد الحفريات بشكل كبير بعد أن أمرت السلطات الإسرائيلية بإجلاء أعداد كبيرة من سكان القدس القديمة واغتصاب ممتلكاتهم، ولا مانع لديها حينئذ من أن تدفع لبعض المجرمين قليلا من المال ليقوموا بمهاجمة المسجد الأقصى ونسفه بالصواريخ والقنابل ولن يبقى لنا سوى مص الأصابع حسرة على أعظم مساجد الأرض بعد المسجد الحرام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية