نشر حاج مصري شهادته حول حادث «منى»، والذي أدى لوفاة 717 شخصًا، وإصابة 863 آخرين.
وقال محفوظ الطويل، عبر صفحته على «فيس بوك»: «بينما كنا متجهين إلى رمي الجمرات بشارع رقم 204 وحوالي الساعة التاسعة صباحا لاحظت زحاما شديدا جدا للأسف الشديد بسبب السماح للحجاج بالسير في الاتجاهين في نفس الوقت، وكنت قريبا من محطة الدفاع المدني، وبعد أن سقطت نظارتي الطبية ولم أتمكن من استردادها، ثم فقدت الحقيبة الصغيرة التي كانت على ظهري، وكان الموبايل للأسف فاصل شحن، اقتربت من بوابة محطة الدفاع المدني ورجوت الجنود الواقفين أن يفتحوا البوابات لإنقاذ الناس من الموت».
وأضاف: «للأسف كعادتهم قالوا ممنوع الدخول ومنعوا الناس بالقوة، ولم يكن أمامي إلا أن ارتميت تحت سيارة الإطفاء وزحفت حتى وقفت أمام الجنود بالداخل وقلت لهم أرجوكم اتصلوا بالطوارئ وبالعمليات وبلغوهم بالمصيبة والكارثة».
وتابع: «تباطأوا فضغط الناس على الباب وفتحوه بالقوة، واضطر الجنود لتشغيل السارينة، وفقدت الوعى لمدة 50 دقيقة تقريبا ظل بعض الناس يرشون الماء على وجهى وجسمي وبعضهم يقوم بالتهوية حتى أكرمنى الله وأفقت».
وواصل شهادته: «وبدأت أرى الموتى في الشارع ودرجة الحرارة تزيد على 45، ثم بدأت أحمل وأساعد الآخرين في حمل الجثث إلى سيارات الإسعاف، والتي زاد عددها على السبعين سيارة، وساعدت في حمل أكثر من 50 مصابًا بين ميت وشبه ميت حتى خارت قواي، فجلست ورأيت الأعداد في تزايد مستمر، ثم سلكت طريقا آخر إلى الجمرات، ووصلت عند الجمرات بعد أذان الظهر، رحم الله من لقى ربه وشفى الله المصابين».
وأشار إلى أن معظم من «أصيبوا أو لقوا حتفهم في الفاجعة من ذوات البشرة السمراء»، مضيفا: «كان هناك فاصل زمنى منذ بداية الأزمة من الساعة التاسعة وحتى وصول سيارات الإسعاف الساعة العاشرة والثلث ولو تحركت العمليات واشتركت طائرات الهليكوبتر وتحرك جنود مدربون وأوقفوا دخول الحجاج من كلا الاتجاهين بدلا من الجنود صغار السن، اللى هم أساسا تحت التدريب، ربما كانت الخسائر البشرية ستقل بكثير».
وقال المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني إنه عند الساعة التاسعة من صباح اليوم الخميس الموافق العاشر من ذي الحجة، وأثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات، لرمي جمرة العقبة، حدث ارتفاع وتداخل مفاجئ في كثافة الحجاج المتجهين إلى الجمرات عبر شارع رقم (204) عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمنى، ما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج، وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع.
وبادر رجال الأمن وهيئة الهلال الأحمر السعودي على الفور بالسيطرة على الوضع بمنع حركة المشاة باتجاه موقع التزاحم والتدافع وتنفيذ إجراءات إسعاف الحجاج وإنقاذ المحتجزين منهم، ونتج عن الحادث حتى ساعة إعداد البيان، ظهر الخميس، وفاة 310 حجاج، وإصابة (450) حاجاً، حيث تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
وأكدت مديرية «الدفاع»، في بيانها، أنه تم إعلان حالة الطوارئ الحمراء في كافة مستشفيات المشاعر ومكة، حتى يتم إسعاف الحجاج واستقبالهم، حيث هناك نحو 4000 مشارك يباشر الحادث، بالإضافة إلى أكثر من 220 آلية إنقاذ وإسعاف في مكان الحادث.