عندما تسدد 36 مرة على مرمى فريق صاعد حديثا ولا تسجل سوى هدف من كرة حولت طريقها بعد ارتطامها بالمدافع المنافس وفي النهاية تخرج من ملعبك وأمام جماهيرك متعادلا بهدف لكل فريق فبالتأكيد لا يوجد سوى المدرب للومه هنا، وهو ما حدث مع يوفنتوس أليجري في مباراة فروسينوني.
تعتبر بداية موسم كارثية للبيانكونيري تكرر معها بداية موسم أليجري الأخير مع ميلان قبل إقالته لسوء النتائج بخروجه بخمس نقاط فقط من أول خمس جولات في البطولة مع تخبط فني كبير في الملعب وغياب لكل شيء بداية من الروح مرورا باللياقة والفنيات على أرضية الملعب.
في البداية نعود إلى صيف 2014 ورحيل كونتي عن يوفنتوس المفاجئ بعد ثلاث بطولات للدوري، رحيل كان سببه الأبرز عدم رغبه ماروتا في دفع الأموال لجلب احتياجات المدرب كونتي التي كانت مطلوبة بالاسم والاتجاه للتعاقد مع أسماء أخرى لا يريدها الداهية الإيطالي ليقرر الانفصال عن بيبي ماروتا المدير الرياضي ليوفنتوس والسيدة العجوز كلها.
ولم يبحث ماروتا كثيرا عن خليفة كونتي فهو أليجري بكل تأكيد ذاك المدرب المتميز تكتيكيا صاحب الشخصية الضعيفة والمتملق لشخص الإدارة مهما كانت الأسماء هو المناسب للعمل كمدير فني مع شخص كماروتا يدير كرة القدم في يوفنتوس بنفسه فهو صاحب القرار الأول قبل أي أحد.
ويتميز أليجري بقدرته على العمل بأي مجموعة من اللاعبين فكل ما عليك هو إعطاءه 25 لاعبا وهو سيتصرف، فهو لا يمتلك أي خطة مستقبلية وليس لديه أي نية لطرح أي اسم على الإدارة لجلبه فكل ما عليه هو إخبار ماروتا بالمركز الذي يريد تدعيمه وعلى الإدارة إما الاستماع أو عدمه.
وساهم تواجد مجموعة مميزة مع أليجري الموسم الماضي في حفاظه على لقب الدوري للموسم الرابع على التوالي والوصول لنهائي دوري الأبطال قبل الخسارة أمام برشلونة ولكن هذا الصيف وضح لماذا جاء ألجيري تحديدا خلفا لكونتي حيث رحل بيرلو وتيفيز وفيدال عن البيانكونيري.
استغنت الإدارة عن ثلاثة أسماء كبيرة هم عصب الفريق في موسم واحد كما حدث سابقا في ميلان عندما رحل إبراهيموفيتش وتياجو سيلفا وباتو ونيستا وسيدورف وفان بوميل وجاتوزو في وقت واحد .
وبالتأكيد كانت التعويضات أقل من المتوقع فتم تعويض المحارب فيدال بالشاب لاميني بينما بيرلو تم تعويضه بـ«الشهيد الحي» والمصاب دائما سامي خضيرة والذي لم يخيب الظن به وتعرض لإصابة قبل إنطلاق الموسم مازال غائبا عن الملاعب بسببها بينما كان تعويض تيفيز بالشباب زازا وديبالا معدومي الخبرات.
وظهر تأثر يوفنتوس كثيرا بغياب الخبرة والقائد عن الفريق في الملعب خصوصا أن أصحاب الخبرات المتواجدين في الفريق كبارزالي وماركيزيو وماندزوكيتش يتعرضون لإصابات أكثر من مشاركتهم بجانب مشاكل بدنية غريبة بدأت تظهر كإصابة موراتا في عضلات البطن خلال مباراة جنوى.
وتعتبر تلك مشاكل أخرى غريبة على يوفنتوس الذي كان مع كونتي لثلاث سنوات متتالية الأقوى بدنيا في أوروبا وظلت مجموعة اللاعبين التي كانت مع كونتي تلعب لأربعة سنوات متتالية بدون تعب أو إصابات ولكن هذا الصيف بدأت الإصابات البدنية تكثر بين لاعبي يوفتوس والسبب بالتأكيد الحمل التدريبي الخاطئ الذي يضعه المدرب مع جهازه الفني.
ودخل يوفنتوس النفق المظلم الذي دخله ميلان مع أليجري في 2013 فالفريق يمتلك مجموعة شابة مميزة ولكن كل على حداه فلا يوجد الرابط بينهم ولا يوجد «حتى الآن على الأقل» الأسماء صاحبة الخبرات القادرة على نقلها إلى الشباب ومساعدتهم على التطور في ظل مدرب عرف عنه حبه للاعبين الشباب بدون أن يطور أحدا.