x

حمدي رزق رسالة إلى الإرهاب أى خدمة يا جميل؟! حمدي رزق الخميس 24-09-2015 21:10


كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، في نشرته الشهرية، أن شهر يوليو جاء في المرتبة الأولى من حيث عدد السياح الإسرائيليين الوافدين لمصر، حيث بلغوا 21 ألف سائح، وبلغ إجمالى عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا مصر بين يناير- يوليو من العام الجارى نحو 85 ألف سائح، مقابل 72 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام الماضى، بزيادة قدرها نحو 13 ألف سائح!!

زغرطى ياللى انتى مش غرمانة، من عمد إلى نشر هذا الخبر هاوى ضخ أرقام، بينشر الغسيل على حبل في الشارع، وإن شاالله تخرب، أقله يلفت نظر المجموعات الإرهابية في سيناء إلى تدفقات السياحة الإسرائيلية، إلى أهداف محتملة، إلى التخطيط من جديد لضرب السياحة، يخرب بيت كده!!

فرحان سعادته، 13 ألف سائح إسرائيلى في سيناء بالزيادة، الجيش في حرب في سيناء، وعملية «حق الشهيد» تتواصل مظفرة، وجهاز الإحصاء يسلم الإرهابيين معلومات مجانية، 85 ألف سائح إسرائيلى زاروا سيناء، وشهر يوليو يشهد رواجاً، هدف كبير ومحتمل.. أي خدمة يا جميل!!

المشرحة مش ناقصة قتلى، كفاية حادثة السياح المكسيكيين، أي عاقل هذا الذي ينشر مثل هذه المعلومة الخطيرة في هذا التوقيت الخطير والعمليات تتواصل في شمال ووسط سيناء، سعادته ينقلها إلى الجنوب، جهاز الإحصاء إما بيسلمنا للإرهابيين أو بيطلع لسانه للإرهابيين؟!

السياحة الإسرائيلية إلى مصر مثل سياحة الضرار، ليست محل ترحيب كبير، ولكن ما باليد حيلة، سياحة وخلاص، سياحة على ما تُفرج من وسع، تزيد تنقص ليست مشكلة، المشكلة أن السياحة الإسرائيلية مشكلة، تحتاج إلى احترازات إضافية في التأمين، وعادة مستهدفة لكونها أهدافاً إسرائيلية محتملة قبل أن تكون أهدافاً سياحية محتملة، لماذا الطنطنة بالزيادة الطفيفة في سياحة الإسرائيليين، لا تخدم هدفاً وطنياً، بل تخدم أهداف الإرهابيين.

اهتبال- من الهبل- أرقام الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والاستسهال في نشر الأرقام الخطيرة دون روية ينم عن عقلية لا تعى ما تمر به البلاد من إرهاب، والسياحة هدف معلوم، والسياحة الإسرائيلية هدف معلوم، نفسى أعرف ماذا يقول هذا الرقم تحديداً، هل يؤشر على أن سيناء صارت مقصداً سياحياً مفضلاً للإسرائيليين؟

وإذا كان هذا صحيحاً، وتل أبيب كفت عن تحذير السياح من القدوم إلى مصر، فهل يخدم مثل هذا الخبر الزيادة السياحية المتوقعة؟ هل يُعمى عيون الإرهاب المتلصصة على معلومة تنفذ من خلالها إلى ضرب أهداف تكسب من ورائها دعاية مجانية، وتزيد من عمق أزمة السياحة المصرية؟

السياحة المخفية كالحسنة المخفية خيرها عميم، لما البلاد تستقر، ولما الحرب تضع أوزارها، ولما تكتمل عملية «حق الشهيد»، ولما سيناء تلفظ الإرهاب، ولما تخرج أم القيح من أعماق الأنفاق، انشر يا سيدى الأرقام، إن شاالله تعملها إعلانات بالنيون في طريق صلاح سالم، الأرقام للاستخدام الآمن في عمق الدولة المصرية، ليست خدمة مجانية للإرهاب؟!

بالذمة هؤلاء يعرفون شيئا عن حرب المعلومات، هل هؤلاء تعرضوا إلى دورات تدريبية في كيفية الاستخدام الآمن للمعلومات التي تحت أيديهم، ننصح دوما وزير السياحة بأن يكف عن التباهى بالأرقام السياحية المتحققة، مهما تحقق تحت الحد الأدنى المطلوب، خشية على السياحة من الإرهاب، وقلنا الترويج السياحى مطلوب، البغبغة بالتدفقات السياحية مرفوضة، إذ فجأة يطلع علينا جهاز الإحصاء بهذا الرقم الخطير، سعادته فرحان ومزأطط، يروج للسياحة، فعلا مثل الدبة قتلت صاحبها، يااااا رب استر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية