x

المسيح.. الأزهر يوافق على تجسيده عام 1938 ويرفض فى 2010

الأربعاء 23-09-2015 21:24 | كتب: ماهر حسن |
لقطة من فيلم «آلام المسيح» لقطة من فيلم «آلام المسيح» تصوير : اخبار

فى عام 2004 شهدت دور العرض زحاماً على فيلم «آلام المسيح» من إنتاج وإخراج الممثل الأمريكى ميل جيبسون، ولقى نجاحاً كبيراً فى مختلف أنحاء العالم، لكن عند عرضه فى العالم العربى أثار جدلاً واسعاً، وتصدى الأزهر والعديد من علمائه للهجوم عليه، وأفتوا بالنهى عن مشاهدته، لأنه «يهين السيد المسيح»، بحسب اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية، ولجنة الفتوى بالأزهر.

وفى 2010 قرر المؤلف فايز غالى أن يقدم فيلماً عن حياة السيد المسيح طبقاً للكتاب المقدس، بعنوان «رحلة العائلة المقدسة» عن هروبه وأسرته إلى مصر، وحصل على موافقة من الكنيسة، ومن البابا شنودة الراحل تحديداً، وأعرب الأخير عن رغبته فى مشاهدة الفيلم بعد انتهاء تصويره، ليكتب مقدمته، لكن علماء مجمع البحوث الإسلامية ثاروا ضد الفكرة لأن العمل سيكون أول فيلم عربى يجسد شخصية السيد المسيح فتوقف المشروع.

هذا الموقف المتشدد من التجسيد يرى كثيرٌ من النقاد أنه حديث فى مصر، إذ وافق الأزهر على أول فيلم تنتجه مصر عن المسيح عام 1938، من إنتاج الشركة العربية للإنتاج السينمائى، التى كانت مملوكة لـ3 منتجين مسلمين، هم: محمد السنهورى، وشريف المندور، وإبراهيم أحمد خليل، وجسَّد الممثل القدير أحمد علام شخصية المسيح، فيما أدت الفنانة عزيزة حلمى دور السيدة مريم العذراء، والفنانة سميحة أيوب دور مريم المجدلية، والفنان سعد أردش دور الفريسى، وتوفيق الدقن دور قيافا، وعبدالعليم خطاب دور بطرس، واستيفان روستى دور المولود أعمى، والفنان عبدالسلام محمد دور المفلوج، وكتب النص والحوار الأب أنطوان عبيد، وراجع حواره الدكتور طه حسين، الذى كان وقتها عميد كلية الآداب، وأخرجه محمد عبدالجواد، وتم طبعه وتحميضه بمعامل واستديوهات الأهرام.

وأجاز الأزهر الفيلم، وعُرض فى دور السينما، خاصة أنه التزم بنص الكتاب المقدّس حرفياً، كما نال استحسان الكنيسة.

عالمياً، أنتج أول فيلم عن المسيح عام 1904 وأخرجه فردينان زيكا، وظهر فيلم آخر عام 1908، وتتابعت الأفلام حتى عام 1928 حين ظهر أهمها، وهو «ملك الملوك» للمخرج الأمريكى الشهير سيسل دى ميل، صاحب فيلم «الوصايا العشر»، ثم الفيلم الفرنسى «جبل العذاب» 1935 لجوليان دوفافييه.

ومع كثرة الأفلام اتسعت مساحة الجدل، فبدأت الكنيسة تتدخل وتدرس النصوص وتضع رؤيتها الدينية بعد أن شعرت بأن الفن أحياناً قد يُفسد الأسس الدينية ويحرفها مثلما حدث فى فيلمى «الرداء» لهنرى كوستر من إخراج الأمريكى فريد بينلو عام 1925، و«بين هور» الذى أخرجه وليم وايلر، عام 1959، إذ انتقدت الكنيسة عدم حرص صانعى الفيلمين على إبراز أى قيم روحية، وعدم التزامها بنصوص الكتاب المقدس، مثل «ملك الملوك الناطق» الذى أخرجه نيكولاس راى عام 1961، وعرض بالقاهرة فى منتصف الستينيات وأحدث جدلاً بين الأقباط، اعترضت عليه الكنيسة لأنه صور المسيح على أنه أشقر الشعر وأزرق العينين فتم سحبه من دور العرض بعد أقل من أسبوعين، رغم تحقيقه إيرادات مرتفعة.

وكان فيلم «أكبر قصة لم تُخبر بعد» لجورج ستين عام 1965، من أكثر الأفلام إثارة للجدل بعد فيلم «ملك الملوك» لاحتوائه على مشاهد جعلت صورة المسيح تلتصق بالفكر الثورى وطبقة البروليتاريا فى العالم الثالث، ومحاولة إطلاق دعوة اجتماعية تهدف إلى تغيير أوضاع الفقراء والبؤساء، وهى الآراء التى اعتبرها الأصوليون المسيحيون فى أوروبا تحريفاً وتشويهاً لصورة المسيح، ونفس الأمر حدث مع فيلم «الحياة حلوة» للمخرج الإيطالى فيدريكو فيللينى الذى طالته اتهامات عديدة منها التحريف فى نصوص الكتاب المقدس، واحتج الفاتيكان على الفيلم فتم منع عرضه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية