يقال أننا في عصر الاحتراف «مينفعش أوقف لاعب، غرمه مبلغ مالي كبير لو عاوز تعاقبه»، مبدأ ينتهجه المسئولون عن الكرة في النادي الأهلي من بداية ذلك الموسم الكارثي.
أخبار متعلقة
لم نعتد على النادي الأهلي خلال 108 سنة إلا تطبيق القيم والمبادئ على من ينتمون إليه، وقتها لا يخرج المتربصين لسان«التقطيع» في النادي على الفضائيات وفي المواقع والصحف طوال أيام السنة، حيث تنتهي الأزمة ندخل في أخرى وهكذا كان موسم الأهلي الكارثي.
في تاريخ النادي الأهلي، لم يحدث تطبيق للعقوبات المالية فقط دون الإيقاف أو الإبعاد عن الفريق نهائيًا، أو حتى الهبوط لفريق الشباب للتدريب معهم.
شاهدنا في الموسم المنقضي كم الضغوطات النفسية التي تؤثر على لاعبي الفريق والتي تبرز فيه لحظات من المفروض أنها لحظات الفرح والتي انقلبت إلى لحظات غضب وعصبية غير طبيعية، شاهدنا عماد متعب يسجل في مرمى اتحاد الشرطة وينفعل بدلًا من احتفاله.
ورأينا عمرو جمال العائد من إصابة بقطع في الرباط الصليبي ينفعل بدلًا من أن يحتفل بعد هدفه في مرمى إنبي.
وشاهدنا حسين السيد بعد هدفه في مرمى بتروجت يوجه رسالة لا تمت للأهلي بصلة بل ويشارك في المباراة التالية مباشرة، ويكون سبب رئيسي في الهزيمة.
كل هذه الحالات قد تنم عن عدم وجود أي إعداد نفسي للاعبي الأهلي قبل أي مباراة في الموسم، دائمًا ما شاهدنا اللاعبين في شد عصبي رهيب، فكيف للاعب بعد تسجيل هدف أن ينفع بهذه العصبية بدلًا من أن يفرح؟
الأمر يحتاج لطبيب نفسي لتهيئة اللاعبين نفسيًا قبل بداية الموسم الجديد.. قديمًا فعلها مانويل جوزيه وأشاد جميع اللاعبين بدور ذلك الطبيب وقتها مع العلم بأن جوزيه كان رائعًا في الإعداد النفسي.
شاهدنا أيضًا حالات عدم انضباط إداري وفوضى ومشاكل بين اللاعبين والجهاز الفني، لن ننسى أزمة حسين السيد مع جاريدو في المران، ورفض عماد متعب التصدي لتسديد ركلة جزاء في المغرب التطواني بل وودع الأهلي دوري أبطال أفريقيا بسببها، وخروج مؤمن زكريا منفعلًا على فتحي مبروك في مباراة الترجي في تونس
وغيرها من المشاكل الانضباطية داخل منظومة الكرة لعدم تطبيق لوائح النادي.
حينما قرر المسئولون العقاب الصارم نسبيًا ولم يكتفي بالغرامة المالية تحديدًا بعد هذه الواقعة، بات حسام غالي أهم لاعب في صفوف الفريق لنهاية الموسم.
الإعداد النفسي في كرة القدم أهم نسبيًا من الفني والبدني، فهو الذي يقود ويطوع باقي العناصر، ليخرج اللاعب كل إمكاناته في المباريات، فإذا ما أعاد الأهلي داخل منظومته الاتزان النفسي والانضباط السلوكي في الفترة المقبلة لن يتغير الحال عن ما هو عليه الآن.
