كشفت مصادر قضائية بنيابة شمال الجيزة، الثلاثاء، أن كاميرات المراقبة المثبتة أعلى محال تجارية ومؤسسات مالية بشارع أحمد عرابي في منطقة المهندسين، لم تلتقط صورًا لمنفذي حادث تفجير قنبلة أمام مبنى مكتب التصديقات التابع لوزارة الخارجية، الأحد الماضى، وتبينّ من خلال التحقيقات أن الوزارة وضعت كاميرات مراقبة داخلية، وتجاهلت تثبيت آخرى خارجية لالتقاط ما يدور أمام مبنى المكتب.
وقالت مصادر، رفضت ذكر اسمها، إن عددا من الكاميرات الموجودة بالشارع، لم تلتقط صورًا لأي حركة غريبة أو لحظات زراعة القنبلة أعلى نافذة بمكتب التصديقات، وتفجيرها عن بُعد.
وأضافت المصادر، أن أجهزة الأمن ستعمل على تفريغ المقاطع المصوّرة لإمكانية التوصل إلى هوية أشخاص يمكن أن يكونوا مطلوبين على ذمة قضايا عنف، وظهروا بالصور.
وتابعت المصادر، أن الصور أظهرت أن الحركة أمام مكتب التصديقات عادية، وحركة سير المواصلات طبيعية، وأن الانفجار وقع بصورة مفاجئة، لذا سيجرى التحري عما إذا كانت القنبلة زرعت في وقت متأخر من الليل، ولم يتم اكتشافها، وتمكن صحة هذا السيناريو لعجز منفذى الحادث عن زراعة القنبلة بكشك للحراسات الأمنية على بعد أمتار من المكتب نظرًا لاستمرار أفراد الأمن في خدمتهم ليلاً.
وفى سياق موازٍ، استمعت نيابة العجوزة التي تتولى التحقيق في الواقعة، تحت إشراف المستشار أحمد البقلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، إلى أقوال مدير مكتب التصديقات، والذى أفاد خلال التحقيقات، أن القنبلة زرعت بنافذة مكتبه، وأنه بعد خروجه من المكتب عقب انتهاء فترة العمل الرسمية وباقى الموظفين، وبمجرد إدارته محرك سيارته فوجئوا بالانفجار الذي هز المنطقة، وهرع إلى محل عمله ليرى تلفيات به، مشيرًا إلى أنه لم يشتبه في أحد.
وأكد مدير مكتب التصديقات، أنه لا توجد كاميرات مراقبة أمام المبنى، وجميع الكاميرات الموجودة داخلية لرصد حركة سير العمل.
وأوضح موظف، صاحب سيارة ملاكى، أمام النيابة، أنه كان يركن السيارة بالمصادفة بجوار مبنى مكتب التصديقات، وسمع بالانفجار، وأتلفت سيارته ولم يستطع تحديد منفذى الحادث.
وانتقلت النيابة لمستشفى إمبابة العام، لسؤال المصابين وهما مجند، وبائع شاى، وقالا في إفادتهما، إن الانفجار كاد يقتلهما للقرب الشديد من موقعه، وقال المصاب الأول، إنه تحرك للمنطقة من موقع كشك الحراسات الأمنية إلى مكتب التصديقات لرصد الحالة الأمنية، موضحًا أن الدوريات الأمنية مستمرة طوال على مدار اليوم، بينما ذكر المصاب الثانى أنه لا يشتبه في أشخاص، وأثناء فترة عمله أمام المبنى منذ الـ 8 صباحًا لم يشاهد حركات مريبة.
واستعجلت النيابة تقارير إدارة الأدلة الجنائية بمديرية أمن الجيزة، حول المدى الانفجارى للقنبلة وبيان محتوياتها، وتحريات قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية للكشف عن هوية الجناة.