شهدت محافظة البحيرة ظهور كميات كبيرة، أمس، من الأسماك النافقة في النيل بمركزى كوم حمادة وإيتاى البارود، لينضما إلى مركز الرحمانية الذي شهد وجود نفوق كميات كبيرة من الأسماك خلال الأسبوعين الماضيين، وكشفت نتائج تحاليل عينات الأسماك النافقة في النيل بمركز الرحمانية أن سبب نفوقها هو التسمم بعنصر «الرصاص».
أخبار متعلقة
ظهور حالات جديدة لنفوق الأسماك في مركزى كوم حمادة وإيتاى البارود يأتى في الوقت الذي ما زالت فيه الوحدة المحلية لمركز ومدينة الرحمانية برئاسة، كامل غطاس، تقوم بتجميع الأسماك النافقة من النيل.
وأوضح التقرير الصادر عن مركز الرصد البيئى التابع للإدارة المركزية لشؤون البيئة بوزارة الصحة، أن نتائج تحاليل المعادن الثقيلة للأسماك النافقة بمحافظة البحيرة والمأخوذة يومى 13، 14 سبتمبر، أوضحت أنها أعلى من الحدود المسموح بها بالنسبة لعنصر الرصاص.
وطالبت مصادر مسؤولة، رفضت ذكر اسمها، بأن تقوم شرطة المسطحات وجهاز حماية النيل بمنع الصيد من النيل، بسبب خطورة الوضع، مؤكدة أن المشكلة أكبر من محافظة البحيرة وتطول محافظتى المنوفية والغربية أيضاً.
وأوضح حامد هبيلة، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة كوم حمادة، أنه تم جمع الأسماك النافقة من النيل أمام قريتى البريجات وشابور ومن ترعة أبودياب، وتم تشكيل لجنة من الصحة والوحدة المحلية وقامت بالمرور على الأسواق وضبط كميات من الأسماك النافقة، وتم تحرير محاضر ضد الأشخاص الذين كانوا يبيعون الأسماك النافقة، كما أنه تم أخذ عينات من مياه الشرب لفحص مدى صلاحية مياه الشرب، وكذلك عينات من الأسماك النافقة لتحليلها.
وقال إبراهيم صالح، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إيتاى البارود، إنه لا توجد أسماك نافقة سوى بعض من أسماك السيلفر التي أتت من أحد الأقفاص السمكية الموجودة بقرية محلة اللبن بمركز كفر الزيات، مشيراً إلى أنه قام بجولة في النيل مع مندوب عن جهاز حماية النيل، واتضح أن سبب مشكلة وجود أسماك السيلفر النافقة هو أحد الأقفاص الموجودة في كفر الزيات، وتم تحرير محضر لصاحب الأقفاص، بمعرفة جهاز حماية النيل بدسوق.
وقال الدكتور عبيد صالح، عميد كلية الطب البيطرى بالبحيرة، إن عنصر الرصاص يؤدى إلى تدمير الجهاز العصبى للإنسان والحيوان ويعمل على تكسير كرات الدم الحمراء في الإنسان ويؤدى إلى الأنيميا، ويؤثر على الكلى ويسبب العقم، ويؤدى في النهاية إلى الوفاة.
وجاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن التسمم بعنصر الرصاص يؤدى إلى تعرض نحو 600 ألف حالة من الأطفال بحالات العجز الذهنى سنوياً بينما تصل معدلا الوفاة بسبب التسمم بالرصاص إلى 143 ألف حالة سنوياً.
وفى كفرالشيخ، تسود حالة من الرعب والفزع بين المواطنين بمدينة دسوق، بعد ظهور كميات هائلة من الأسماك النافقة على سطح مياه فرع رشيد، المطل على المدينة، أمس وأمس الأول، وبعض قراها بخط الساحل، وذلك بعد ما تردد أن تلك الأسماك ملوثة وسامة، ويقوم بعض تجار الأسماك من ذوى النفوس الضعيفة ببيعها بعد تجميعها للمواطنين محققين أرباحاً طائلة، هذا إضافة لانبعاث روائح كريهة من المياه، أدت لهروب الكثير من المواطنين المقيمين بالمنازل المطلة على النيل من منازلهم.
وقال هشام دراز، رئيس رابطة الصيادين، بمركز دسوق، إن هناك مرضا طفيليا ظهر مؤخراً يتسبب في بقع بجسم السمكة، ويؤدى بعد ذلك إلى انتفاخها، ثم نفوقها.
وأضاف أن سبب إصابة الأسماك بهذا المرض الجلدى يعود إلى المواد الكيماوية التي تلقى في النيل، مثل حمض الكبريتيك أو حامض السلفوريك (H2SO4) المعروف بـ«ماء النار»، ويدخل في صناعات كثيرة أهمها الأسمدة والبلاستيك وبطاريات السيارات.
