لم يجد أحمد المغربى «35 عاماً»، عازف كمان، وسيلةً للشهرة سوى التجول والتنقل بين الكافتيريات والمقاهى على كورنيش الإسكندرية وشواطئها، التي تمنحه الإحساس والشجن لإخراج مشاعره في عزف جميل للأهالى والعشاق على شواطئ الإسكندرية.
«المغربى» المقيم بالقاهرة يأتى كل عام إلى الإسكندرية ليس بغرض التنزه فقط بل لتسلية وإمتاع أهالى الإسكندرية والمصطافين بعزفه لعله يجد شهرته التي يفتقدها كعازف كمان في فن احترفه طوال 15 عاماً.
أحمد خريج معهد الموسيقى العربية، تخصص آلة «كمان»، امتهن العزف في الفنادق وكازينوهات شارع الهرم مع فرق خلف الراقصات والمطربين الشعبيين لكنه دائماً يشعر أن هذا ليس طريقه، وأنه لن يكون مجرد عازف في فرقة فقط، فخرج برفقة «كمانه» إلى الشوارع لينشر فنه الذي يؤمن به، ويحقق الشهرة التي يحلم بها، فيسمع إشادة وانتقادات الجمهور الحقيقى، وينتهى يوم أحمد ومعه بضعة جينهات حسب ما تجود به كل أسرة.
في الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذا ربما يكون شكلاً من أشكال التسول ينفى أحمد ذلك تماماً: «أنا من أسرة مستورة ولدىَّ عمل، وعزفى في الشوارع هو هواية وتقليد للدول الأوروبية وليس نوعاً من التسول كما يراه البعض، وما آخذه هو إكرامية أو بقشيش مقابل عزف مقطوعة موسيقية لأم كلثوم أو نجاة، واخترت الإسكندرية تحديداً للقيام بهذا العمل كل فترة لأن جوها يلهمنى، حيث أشعر بها أننى في بلد أوروبى، وسلكت هذا الطريق بحثاً عن الشهرة، لأن داخل الفرق التركيز يكون على المطربين فقط».
وأضاف «أحمد» لـ«المصرى اليوم»: «أسعى للاحتراف في الخارج، تحديداً في تركيا، حيث إنها بلد يعترف بهذه المهنة ولا يتعرض بها عازف متجول بالشوارع لمضايقات أو سخرية كما يحدث في بعض الأحيان في مصر، كما أنها بلد رخيص في المعيشة، وسفرى لتركيا ليس له علاقة بالانتماء السياسى أو نقمتى على الحياة في مصر، رغم أننى أرى المعيشة هنا صعبة، ولكنى أعشق الموسيقى وسأجد التقدير لعزفى في الشوارع هناك».
وعن أكثر المقطوعات التي يعزفها للأسر على شواطى الإسكندرية قال أحمد: «يطلب الكثير منى عزف أغانى أم كلثوم، مثل: انت عمرى، ويا ظالمنى، وأنا في انتظارك، وحب إيه، وأمل حياتى، ودارت الأيام، والعشاق والمتزوجون حديثاً يطلبون: ألف ليلة، وأمل حياتى، وبعضهم يطلب أغانى شعبية مثل المهرجانات وأغانى الموالد وبعض الأغانى الشعبية لعدوية وسعد الصغير».
يحلم أحمد أن يكوِّن أسرة يوفر لها سبل السعادة والراحة، ويتمنى أن يصبح يوماً ما في شهرة ونجاح الموسيقار عمر خيرت.