قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة لشؤون الهجرة والمصريين بالخارج، إن الملابس التى ارتدتها أثناء حلف اليمين أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت مناسبة ولائقة جداً، وتعبر عنها وعن عملها السابق فى وزارة الخارجية.
وأضافت «نبيلة»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»: «أحترم كل الآراء، ولا أريد الحديث فى هذا الأمر مجدداً، وأنا الآن فى منصب عام يجعلنى أتقبل النقد لكنى سأظل كما أنا وسأعمل كما أنا وأرتدى ما أراه مناسباً ويعبر عنى وعن عملى».
وتابعت: «يجب الاهتمام بما سأقوم به وبعملى قبل الاهتمام بالكم القصير، والكم الطويل، وأقول للجميع هتلاقونى مشمرة هنا وأنا باشتغل». وقالت: «قرار استحداث الوزارة تأخر كثيرا، والمصريون بالخارج كانوا فى حاجة ماسة للوزارة بشكل أساسى، للوقوف على مشكلاتهم التى تجاهلتها الحكومات المتعاقبة».
وأضافت: «الوزارة ستكون حلقة الوصل مع المصريين بالخارج، كما سيكون هناك تعاون مع الوزارة الجديدة ووزارة الخارجية، ووضع استراتيجيات تعمل على إزالة أى عوائق تواجه المصريين بالخارج». وشددت على أن الوزارة ليس هدفها أن تكون «وزارة بيزنس» تساهم فى جمع أموال وضخها فى الاقتصاد.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية ما رأيك فى قرار فصل وزارة الهجرة عن القوى العاملة؟
- القرار تأخر كثيرا، ورعاية المصريين بالخارج كان لابد أن يكون لها الأولوية فى أشياء كثيرة، لكن مع تجديد المطالبة مرة أخرى للقيادة الحكيمة الجديدة، بإنشاء وزارة للمصريين بالخارج، استجاب الرئيس لمعرفته بأهمية إنشاء الوزارة، لأن الناس دى محتاجة فعلا إنهم يتواصلوا مع الوطن الأم، خاصة بعد أن كان المصريون بالخارج يتعرضون للإهمال من جانب الحكومات السابقة.
■ كيف سيكون دور وزارة شؤون الهجرة والمصريين بالخارج؟
- الوزارة ستكون حلقة الوصل بين المصريين ووطنهم الأم، وتلبية احتياجات المواطن فى الخارج بشكل عام، بالإضافة إلى أهمية وخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ومشكلة المواطن المصرى المهاجر بشكل غير شرعى، خاصة إلى إيطاليا التى تعد البوابة الرئيسية لأوروبا، وكل ذلك لا بد من تقنينه.
■ هل هناك تداخل فى شؤون وزارة الهجرة مع وزارة الخارجية؟
- الرئيس قال بوضوح إنه لا بد من الاهتمام بالمصريين بالخارج، وسيكون هناك تعاون كبير، وتنسيق دائم مع الخارجية، كما سيتم وضع استراتيجية عمل بين الوزارتين لخدمة المصريين بالخارج.
■ هل ما تردد عن تهميش المصريين بالخارج طيلة العقود الماضية حقيقى؟
- من خلال خبرتى وعملى فى وزارة الخارجية والتعامل مع الجاليات، بشكل عام، أقول: نعم، كانوا مهمشين، على الرغم من أن الناس دى عايزة تساهم فى أى شىء علشان وطنهم، مش علشان يكونوا مستغلين وبيمولوا وخلاص، لكن مع بداية العهد الجديد أستطيع القول إن هناك رغبة شديدة فى المساهمة فى بناء مصر الجديدة، خاصة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والإعلان عن العاصمة الإدارية الجديدة وقناة السويس.
■ هل للوزارة دور فى عمليات تحويل أموال المصريين بالخارج؟
- وزارة الهجرة ليست وزارة إحصائيات، بل هى وزارة ميدانية، وسنتواصل مع كافة الاتحادات بالخارج، والوزارة ليس من اختصاصها تحديث البيانات، مع العلم أنه لا بد من تحديثها فى أقصى سرعة ممكنة، والأهم هو حاجة المواطن لأن تكون جميع أوراقه سليمة، وسيكون هناك تواصل مع تجمعات المصريين بالخارج، لأن المواطن يحترم جدا انتقال المسؤول إليه، حيث إن ذلك يفرق كثيرا معه.
■ كيف يمكن الحد من مشكلة الهجرة غير الشرعية؟
- الهجرة من مصر للخارج مشكلة كبيرة، وهناك صعوبة كبيرة جدا فى هذا الشأن، لكن علينا جميعا أن نبذل جهدا كبيرا فى التوعية الجادة، وأن يفهم الكثيرون أن البلاد التى يذهبون إليها مش جبل كنز ولازم وعى وتشجيع للشباب، والعمل على توفير فرص عمل، و«الهجرة» جهة تنسيقية مع كل الوزارات.
■ هل تم الاطلاع على قانون الهجرة الذى أعد من جانب وزيرة القوى العاملة السابقة؟
- لم أقض سوى ساعات محدودة فى عملى، لكن دعنى أرتب أوراقى بالداخل قبل الانطلاق، وبالفعل طالبت بقراءة القانون، وهناك أمور تستدعى الوقوف حولها، وهناك تجهيزات من جانب المستشار القانونى للوزارة، وبناء عليه من الوارد عرض القانون مرة أخرى للحوار المجتمعى بعد الاطلاع عليه وهنشوف إيه يحتاج تعديله على أن يخرج بشكل سليم.
■ هل من الممكن مخاطبة المسؤولين فى تلك الدول لتقنين أوضاعهم؟
- هذا سيسبب عبئا على الحكومات، لكن نحن نطالب بذلك، وهناك دول ملتزمة بقوانينها، مثل إيطاليا «بوابة أوروبا»، لو هناك شخص قاصر دخل هذا البلد يتم التعامل معه بشكل مهذب، ويعملون على تقنين أوضاعه، بالإضافة إلى إعطائه الإقامة بالدولة طالما تحت 18 سنة، كما أنه يدرس بمدرسة داخلية، على أن يتعلم اللغة الإيطالية، ثم بعد ذلك يعمل فى أى من المهن التى تعلمها، وهو ما جعل عددا من المصريين يضحون بأبنائهم للخروج عن طريق البحر، وهو وحظه، لكن هناك مشكلة كبيرة أيضا هى انفصال هؤلاء الأولاد عن مصر، وكرهه لها بعد أن قابله من يفتح ذراعيه له، أما من يتضح أنه فوق 18 عاما فيتم القبض عليه ويكون مصيره العودة فى أقرب طائرة متجهة إلى مصر.
■ هل هناك هدف استثمارى من إنشاء الوزارة؟
- لا يوجد أى هدف استثمارى، فالوزارة لن تكون «بيزنس» لجمع الأموال لضخها فى الاقتصاد، والمواطن اللى عايز يخدم بلده أهلا وسهلا به، ونحن سنرعى المصريين بالخارج، ومحاولة الوصول إلى تلبية احتياجاتهم، ونحن لمسنا ذلك فى المصرى اللى عايز يساعد بلده دون مقابل، مثلا هناك مستشارون مصريون يعملون فى وزارات فى دولة الإمارات، وناجحون ومتميزون جدا، وسيكون هناك تواصل معهم للمساهمة فى نقل خبراتهم إلى الوطن الأم، والناس دى كانت على استعداد كبير خلال الفترة الماضية لنقل خبراتهم الواسعة، لكن كان هناك حالة تخوف لتعرض البعض منهم لعمليات النصب باسم خدمة الوطن، لكن بعد استحداث الوزارة سيكون الأمر مختلفا تماما.
■ ما الفرق بين القنصلية والسفارة؟
- الغالبية العظمى من المصريين بالخارج لا يعرفون جيدا الفرق بين السفارة والقنصلية، فوجه الخارجية فى الخارج هو القنصليات، ونحن نؤمن بالعمل القنصلى وخدمة المصريين بالخارج، لكن لما ظهرت الهجرة حصل التباس حول موقف المصريين من الخارج من القطاع القنصلى هيعمل إيه، والهجرة هتعمل إيه، ونحن فى انتظار عودة وزير الخارجية من زيارته لنيويورك، لعقد جلسة معه لمعرفة كيفية مشاركة الخارجية والتنسيق معها لخدمة المواطن المصرى فى الخارج، والاتفاق على استراتيجية واضحة لأننا فى النهاية بنكمل بعض.
■ ماذا عن الانتخابات البرلمانية؟
- هناك العديد من المصريين بالخارج ليست لديهم صلة أو معرفه بالمرشح اللى نازل فى دائرته، وهذا بعكس الانتخابات الرئاسية، لكن هناك من لديهم مندوبون بالقنصلية للتأكد من جدية الانتخابات، ولازم يكون هناك برامج للمرشحين فى القنصليات لمعرفة المواطن بالمرشح التابع له، لكن من المتوقع أن يكون مستوى المشاركة ضعيفا مقارنة بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية.
■ هل هناك حصر لعدد المصريين بالخارج؟
- ليس هناك حصر دقيق لهم ورقم الـ12 مليونا غير دقيق، وهناك الكثيرون غير مسجلين نظرا لدخولهم البلاد بطرق غير شرعية، وعلى سبيل المثال إيطاليا من 2007 إلى 2011 كان عدد المصريين هناك اللى سافروا بشكل شرعى 64 ألفا، ولو تمت إضافة من دخلها بشكل غير شرعى سيكون العدد أضعاف ذلك، بخلاف من يتخوف من تسجيل بياناته، وهو الأمر الذى يستدعى توعية المواطن لأن ذلك قد يكون ناتجا عن سوء معاملته.
■ هناك أزمة كبيرة تواجه بعض المصريين بالخارج حال وفاة أحدهم وهى ارتفاع التكلفة.. هل سيكون للوزارة دور فى ذلك؟
- عملية نقل الجثمان تتم على نفقة الدولة، وهناك من يريد تأسيس صندوق تطوعى لذلك، لكن هناك قانون أو قرار جمهورى صدر أيام الرئيس الراحل السادات، ينص على أنه طالما المواطن توفى فى الخارج، ويقدم أهله شهادة تفيد بأنهم غير قادرين على تحمل نفقة النقل يتم اتخاذ اللازم فى ذلك الأمر، كما أن العمل القنصلى ليس ورقة، لأنه فى النهاية نتعامل مع إنسان، ومينفعش أنتظر الإجراءات، كما أن القنصليات توجد لديها مرونة فى تلك الموضوعات.
■ هل ستكون هناك هيكلة من جانب الوزارة بعد أن كانت فى السابق قطاعا تابعا للقوى العاملة؟
- سيكون هناك تنسيق من جانب وزارة الهجرة والقوى العاملة، ومقابلة مع الوزير، على أن يتم وضع استراتيجية، لمعرفة دور كل وزارة على حدة.
■ ماذا عن مؤتمرات الـ«فيديو كونفرانس» التى كانت تنظمها القوى العاملة للتواصل مع المصريين بالخارج؟
- قطاع الهجرة كان ينظم تلك العملية، لكن أنا سريعة شوية فى عملى، ولدى فكرة أخرى، هى محاولة الوصول لهم بدلا من الاتصال بهم، ولازم أروح لهم الأول علشان أعزمهم عندى، وهناك فرحة كبيرة ملموسة من جانبهم بالوزارة الجديدة، لكن لازم يشوفوا التحرك إليهم وطلبت إجراء حصر لاتحادات المصريين بالخارج، وقريبا ستجمعها مظلة واحدة جميعا.
■ كيف سيتم التعامل مع مكاتب الهجرة؟
- لابد أن تكون تحت إشراف الوزارة لأنه ممكن أن يتعرض بعض الأشخاص للنصب، وبناء عليه يجب أن تسلك تلك المكاتب المسلك الشرعى والقانونى، لأنها لا تتبع أى جهة بالإضافة إلى أنه ليس لها أى غطاء قانونى، وكده أنا بحمى المواطن المصرى.
■ هل سيكون هناك تنسيق مع منظمة الهجرة الدولية؟
- لدينا ملاحظات وتحفظات على منظمة الهجرة، وبناء عليه سيتم التنسيق مع وزارة الخارجية فى ذلك الأمر أيضا، على أن تعمل هذه المنظمة طبقا للوائح والقوانين المصرية.
■ ما مشاكل المصريين بالخارج؟
- مشاكل المصريين فى الخارج كثيرة جدا، لكن أهمها الإجراءات التى تتعلق بجواز السفر، خاصة الباسبور القديم الذى سينتهى العمل به نوفمبر المقبل، ويجب تجديده من جانب كل مصرى مقيم بالخارج، لكن هناك أشياء كثيرة أتمنى تحقيقها على رأسها عدم إحساس المصرى بالخارج أنه مهمش من جانب بلده، على الرغم من أن هناك منهم الكثير وصل أرض الوطن عقب الثورة لأنهم يمتلكون الحس الوطنى العالى، وزاد ذلك الإحساس عقب تولى السيسى شؤون البلاد، لإحساسهم بصدقه، وحديثه بطريقة ارتجالية.
وبناء عليه لا بد من خلق قنوات اتصال بينى وبينهم، ووارد أن أفكر فى إنشاء صفحة إلكترونية، تستقبل كل الاقتراحات وتنقل كل الواقع المصرى، والمشاركة فى الاستثمارات داخل بلدهم، والتواصل مع الجيل التانى والثالث وربطهم بوطنهم.
■ ماذا عن الجيلين الثانى والثالث؟
- مشكلتهم كبيرة لأن الغالبية منهم فاكرين أن مصر دى كئيبة وفقيرة، لكن سنحاول بكل جهد تغيير تلك الصورة، ونعرفهم أن مصر مليئة بالمعالم السياحية وتعد سوقا كبيرة للسياحة الصحية والعلاجية والدينية، وليست مصر الأهرامات فقط كما يصور البعض ويسوق ذلك للخارج.