بدأ عرض الفيلم الروائى الطويل «أوضة الفيران» فى القاهرة والإسكندرية الذى يتكون من ستة أجزاء قصيرة لستة مخرجين قاموا بكتابة السيناريو، كما قاموا بإنتاجه وهم أحمد مجدى مرسى ومحمد زيدان ونرمين سالم وهند بكر ومحمد الحديدى ومى زايد والأخيران اشتركا فى التصوير مع إسلام كمال الذى قام بالمونتاج. ويعتبر الفيلم نموذجا للسينما المصرية المستقلة التى تتحرر تماما من مقاييس السوق.
أنتجت الفيلم شركة روفيز التى أسسها مخرجوه مع استديو فيج ليف (مارك لطفى) وبدعم من صندوق «إنجاز» فى مهرجان دبى السينمائى الدولى الذى شهدت دورته فى العام الماضى 2014 العرض العالمى الأول للفيلم. المخرجون الستة من الإسكندرية وتدور أحداث أفلامهم فى الإسكندرية، ولكنها ليست إسكندرية الشواطئ التى يأتى إليها المصطافون من القاهرة ومدن مصر الأخرى ولا إسكندرية يوسف شاهين الكوزموبوليتانية التى لم يعد لها وجود وإنما الإسكندرية الحقيقية التى رأيناها أيضا فى «حاوى» إبراهيم البطوط الأب الروحى للسينما المصرية المستقلة والذى عمل فيه كمساعدى إخراج أغلب المخرجين الستة. ومثل «حاوى» تقترب الأجزاء الستة من الواقع بشاعرية.
ليس من الغريب الإشارة إلى قصص إبراهيم أصلان فى الفيلم أو تشيكوف مصر، فالقصص الست أصلانية تشيكوفية بامتياز، وقصيرة بامتياز، أى ليست ملخصات لقصص طويلة وإنما مواقف محدودة ومحددة ولكنها تعبر عن معانٍ بلا حدود وتحقق متعة جمالية كبيرة.
فى فيلم أحمد مجدى مرسى الطفلة (ملك مجدى) تعبث بين أمها التى تأخذها معها إلى المسجد وجدتها المريضة التى تموت. ثلاثة أجيال من نساء الإسكندرية التى أصبحت من بؤر التطرف الدينى والإرهاب، والطفلة الروح البريئة الحرة أصل الحياة.
وفى فيلم محمد الحديدى تستيقظ راوية (حنان يوسف) من النوم وبجوارها زوجها ولكنها تكتشف أنه توفى أثناء نومه. لا تستطيع راوية النوم بسهولة؛ فتتطلع من نافذة غرفتها إلى الشارع فى الليل وترى عالما لم تكن تعرفه. وفى فيلم محمد زيدان يقضى موسى (كمال إسماعيل) الذى تجاوز السبعين أغلب وقته على الرصيف المقابل لطريق الكورنيش، ويتردد فى العبور نحو البحر الذى نراه من بعيد.
وفى فيلم مى زايد يأتى عمرو (زياد سالم) من القاهرة لزيارة والده الذى يحتضر فى المستشفى، يفكر عمرو فى العلاقة مع والده ويحكى له عمه عن ليلة وفاة والدهما جد عمرو.
وفى فيلم نرمين سالم تستعد داليا (نورا سعفان) عند الكوافير لحضور حفل زفافها بعد ساعات، ومن خلال الحوار مع صديقتها يبدو القلق والتوجس من الحياة الجديدة التى على وشك أن تبدأ.
وفى فيلم هند بكر تقرر مها (نهاد يحيى) أن تهاجر. إنها لا تعرف ماذا ينتظرها ولكنها لا تتردد فى تنفيذ قرارها.
«أوضة الفيران» إعلان مولد مواهب سينمائية جديدة من صناع سينما المستقبل.