ذكر كتاب إسرائيلى جديد أن الدكتور أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لم يكن أبداً جاسوساً لإسرائيل، وإنما عملية كبرى صنعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بنفسه لخداع جهاز الموساد ومباغتة الجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر 1973.
وأورد الكتاب أنه لم يكن يعرف مهمة «مروان» سوى 4 أشخاص فقط، هم: عبدالناصر نفسه، والسادات، ووزير الدفاع، ورئيس المخابرات العامة المصرية.
ونفى الكتاب الجديد، الصادر بعنوان «جهاد السادات»، فى 320 صفحة، ما سعت تل أبيب للترويج له طوال العقود الماضية بشأن حقيقة مروان، الذى مات فى ظروف غامضة بمنزله فى لندن منذ 8 سنوات، حيث دأبت إسرائيل على اعتبار مروان أخطر جاسوس لها على الإطلاق، وزعمت أن اسمه الحركى كان «الملاك»، وزود الاستخبارات الإسرائيلية بمعلومات حساسة عن الجيش المصرى. وتعود أهمية الكتاب إلى أن مؤلفه، شمعون ماندس، مستشرق خدم فى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر، وعمل مع أولئك الذين عرفوا بشأن الوجود الغامض لجاسوس رفيع المستوى، يطلق الموساد عليه ألقاب «الأمير وصاحب النسب والمنبع، وأخيراً (الملاك)».
ويؤكد «ماندس» أن مروان جاسوس لمصر، وذلك بسبب المفاجأة التى تعرض لها الجيش الإسرائيلى فى الحرب، متسائلاً: «لو صح أن إسرائيل كانت تملك جاسوساً يطلع على أخطر المعلومات السرية وأكثرها حساسية فى مصر، فلماذا فوجئنا بالهجوم المصرى؟».
ويقول المؤلف إن السادات أتى بمروان الذى كان يعتبره ابناً له، وخلق عند الاستخبارات الإسرائيلية وهماً بأن لديهم إيلى كوهين جديدا، (جاسوس زرعته إسرائيل فى سوريا)، وزودها بسيل من المعلومات، أدت فى النهاية إلى تمكن المخابرات المصرية من تحريك الاستخبارات الإسرائيلية كيفما شاءت، وخلق السادات لنفسه استثنائية فريدة بأن يحدد وحده موعد الحرب وفقاً للظروف التى تلائمه.
وقللت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية من المؤلف، وتقول إن خبرته لا تتعدى قربه من بعض الذين تعاملوا مع مروان، لكنه لم يكن يعرف اسمه الحقيقى إلا فى عام 2007، فى ذروة المشاجرة العلنية التى اندلعت بين رئيس الاستخبارات الأسبق إيلى زعيرا، وخصمه الذى تولى تشغيل مروان، تسفاى زامير، حول هل مروان جاسوس لإسرائيل أم عميل مزدوج.