قال السفير الإيطالى بالقاهرة، ماوريتسيو مسارى، إن الاكتشاف الحديث الخاص بشركة إينى، فى منطقة البحر المتوسط، سيسهم فى التخفيف من فاتورة استيراد الغاز وسيدعم الاكتفاء الذاتى لمصر فى مجال الطاقة. وأضاف فى حوار لـ «المصرى اليوم» أن إيطاليا تدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب، وأن هناك اتجاها لتقوية التعاون العسكرى بين البلدين خلال الفترة المقبلة، موضحا أن البدء فى الاستعداد للانتخابات البرلمانية هو الخطوة المهمة فى خريطة الطريق التى حددتها مصر عام 2013 وتعد فرصة للناخب المصرى لاختيار من يمثله فى البرلمان، وإلى نص الحوار:
أخبار متعلقة
■ ما هو تأثير الكشف الغازى الجديد لشركة إينى فى البحر المتوسط على العلاقات الاستراتيجية بين مصر وإيطاليا؟
- بالتأكيد سيسهم الاكتشاف الجديد فى تعميق العلاقات بين البلدين، وسيكون له أثر إيجابى واضح على مستوى العلاقات الثنائية والإقليمية لمصر، فضلا عن تأثيره الإيجابى على علاقات مصر مع الدول التى تقع على حدودها وسيسهم الكشف فى تقليل فاتورة استيراد الغاز، ما يعنى أن الكشف سيضمن لمصر استقلالية أكبر فى مجال الطاقة وسيسهم فى ترسيخ المركزية.
■ هل ترى أن هذا الاكتشاف سيكون له أثر على جذب الاستثمارات الإيطالية والأجنبية خلال الفترة المقبلة؟
- هذا الاكتشاف الجديد سيسهم بالتأكيد فى زيادة إنتاج مصر من الطاقة وبالتالى سيزيد من جاذبية الاستثمارات الأجنبية وبالتحديد فى مجال الصناعة ومجال البنية التحتية، خاصة أن البحر المتوسط، المصدر الرئيسى للهجرة غير الشرعية، تحول إلى فرصة جديدة للاقتصاد المصرى للانتعاش وللنمو وتعزيز الثقة فيه.
■ ما هى الخطط المستقبلية لشركة إينى للاستثمار فى مصر خلال السنوات المقبلة؟
- إينى متواجدة فى مصر منذ عام 1954، وتعمل فى مجال البحث والتنقيب فى العديد من المناطق، كان لها حضور قوى فى مؤتمر شرم الشيح الذى عقد فى مارس الماضى، وخلاله تعهدت بإنفاق نحو 5 مليارات دولار على مدى 4 سنوات، وأوضحت فيه أنها ملتزمة بإنتاج نحو 200 مليون برميل يوميا وأنه من المخطط أيضا أن يصل حجم إنتاجها من الغاز الطبيعى فى نهاية الأربع سنوات إلى 37 مليار متر مكعب من الغاز.
وقد بلغ إنتاج الشركة فى مصر العام الماضى نحو 500 ألف برميل يوميا وهو ما يعادل نحو 41 % من إجمالى إنتاج المواد البترولية فى مصر خلال هذه الفترة وكلها مؤشرات تعكس قوة عمل الشركة فى مصر، ومن المتوقع أن ينتج اكتشاف حقل الغاز الجديد بين 30 و35 مليار متر مكعب فى العام وما بين 30 و35 مليون متر مكعب فى اليوم، وتسعى السلطات المصرية إلى تنمية وتطوير الحقل فى أسرع وقت ممكن وستقوم كل من إيطاليا وشركة إينى بدعم مصر فى تحقيق ذلك، نحن لا نتحدث فقط عن الاستقلالية فى مجال الطاقة ولكن أيضا عن صناعة فرص عمل جديدة للشباب المصرى ودعم انتعاش الاقتصاد المصرى.
■ جاء وفد برلمانى إلى مصر خلال الأيام الماضية فما نتائج الزيارة؟
- جاء وفد من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالى إلى مصر لعقد لقاءات مع مسؤولين رفيعى المستوى مثل الرئيس السيسى وذلك فى هذه اللحظة المهمة قبل إجراء الانتخابات البرلمانية التى تمثل خطوة مهمة فى خارطة طريق 30 يونيو، ونرجو- فى ظل العلاقات الممتازة بين مصر وإيطاليا- أن يكون هناك تعاون بين أعضاء البرلمان الإيطالى وأعضاء البرلمان المصرى بعد انتخابه حتى يتسنى لنا مناقشة موضوعات الشراكة ودراسة الأمور المشتركة.
■ ما تقييمك للبرلمان المصرى المقبل وإمكانية سيطرة الإخوان عليه؟
- سيقوم المصريون باختيار من يمثلهم فى البرلمان الجديد وأعتقد أن البرلمان الجديد سيكون مختلطا وسيعمل على تحقيق مصالح الدولة وسوف يقوى مؤسسات الدولة، نحن نتمنى كل النجاح والتوفيق لمصر فى لحظة حاسمة فى إطار إقليمى، من أبرز سماته انحلال المؤسسات الحكومية والنزاعات بين دول العالم الإسلامى.
■ هل الشركات الإيطالية لديها اتجاه للاستثمار فى محور قناة السويس؟
- الشركات الإيطالية مهتمة بالاستثمار فى مصر لكن فيما يتعلق بقناة السويس لابد من عرض المشروعات المستهدف إقامتها فى المنطقة والفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمر الإيطالى حتى تكون واضحة أمام الشركات، لهذا تم دعوة الفريق مميش لزيارة إيطالية أكتوبر المقبل للحديث عن المشاريع المستهدف إقامتها فى المنطقة.
■ هل التعاون العسكرى سيكون خطوة جديدة أو الأول من نوعه فى المرحلة المقبلة؟
- مصر تلعب دورا مهما فى منطقة البحر المتوسط وهى دولة صديقة تربطنا بها علاقات تعاون عسكرى تعتبر هامة للغاية من أجل الاستقرار الإقليمى، وأعلنت إيطاليا ومصر رغبتهما فى تعزيز التعاون الثنائى فى المجال العسكرى كما هو موضح فى اتفاقية التعاون الفنى العسكرى التى قام بتوقيعها وزير الدفاع صبحى ووزيرة الدفاع الإيطالية بينوتى يوم 20 ديسمبر 2014 فى روما.
■ هل التعاون فى المجال العسكرى يأتى فى إطار الدعم الإيطالى لمصر فيما يخص ملف مكافحة الإرهاب؟
- إيطاليا تساند مصر دوما فى معركتها ضد الإرهاب، أكدت إيطاليا على هذا الدعم وقربها من مصر فى مجال مكافحة الإرهاب عن طريق مشاركتها فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى، وفى إطار المحادثات بين وزيرى الدفاع المصرى والإيطالى تناقش الوزيران حول إمكانية تشكيل لجنة لدراسة ماهية النظم المثلى لمحاربة الإرهاب للوصول لحلول- كتبادل وجهات النظر المخابراتية والتكنولوجية- لمشكلة الإرهاب.
■ ماذا عن أبرز مشكلات الاستثمارات الإيطالية فى مصر؟
- كان نقص الطاقة أحد التحديات التى تواجه الاستثمارات الإيطالية ولكن مع بدء إنتاج الحقل الجديد سيسهم فى حل مشكلة الطاقة للقطاع الصناعى، بالإضافة إلى أن تدفق الغاز سيسهم فى حل مشكلة العملة حيث إن الاعتماد على الغاز المنتج محليا سيقلل من فاتورة الواردات التى كانت تستهلك جانبا كبيرا من العملة الأجنبية لتلبية احتياجات السوق المحلية من الطاقة، ونحن نعلم أن مصر تمر بمرحلة تحول نرجو أن تحقق المزيد من التقدم فى المجال الاقتصادى خلال السنوات المقبلة ولكن ما ينقصنا حاليا تنظيم الجانب القانونى لتأهيل المناخ المصرى للاستثمار، والمجتمع الإيطالى فى انتظار تعديلات تشريعية تسهم فى تحسين مناخ الاستثمار فى مصر. هذا إلى جانب ملف الأمن ومن المؤكد أن هناك تحسنا فى مستويات الأمن ولكن نحتاج إلى المزيد من الخطوات.
■ هل ترى أن التوترات فى المنطقة، سيكون لها أثر سلبى على تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر؟
- مصر لها دور ريادى وستكون عاملا أساسيا لاستقرار المنطقة، ورغم التوتر فى المنطقة ستزيد فرص مصر فى جذب الاستثمارات الأجنبية، لهذا هناك تعاون حاليا بين مصر وإيطاليا لإعادة الاستقرار إلى المنطقة سواء فى ليبيا أو سوريا، لكن حتى يتحقق ذلك يجب أن تعمل مصر على تأمين المستثمرين الحاليين وجذب آخرين جدد فى المستقبل.
■ ما هى الخطوات التى تتخذها إيطاليا لمواجهة الهجرة غير الشرعية؟
- المشكلة تخص أوروبا كلها وليس إيطاليا وحدها والتعاون بين أجهزة الاستخبارات فى الدول الصديقة يكون لها دور فعال فى مواجهتها، وتعتبر ليبيا المصدر الأساسى للهجرة غير الشرعية إلا أن معظم المهاجرين غير الشرعيين قادمون من قلب أفريقيا والمناطق التى تعانى من التوترات والنزاعات.
