انتهت مباريات الجولة الأولى لمباريات دور مجموعات دوري أبطال أوروبا، البطولة الأكبر والأشهر على مستوى القارة، والعالم.
شهدت الجولة الأولى صدمة قوية لعشاق البرميرليج، 3 من أصل 4 فرق تلقوا هزائم في إفتتاح البطولة، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ دوري الأبطال أن يسقط هذا العدد من فرق البطولة الأشهر على مستوى بطولات الدوري الكبرى في القارة.
سقوط أندية البرميرليج في الجولة الأولى تباين بين سقوط مستحق، سوء حظ، سوء تعامل، لكنه يبقى في النهاية سقوط مُضر للكرة الإنجليزية ككل أمام تحسن أداء ومستوى الفرق الإيطالية التي تنافس الكرة الإنجليزية على المركز الثالث في التصنيف الأوروبي لبطولات الدوري في القارة، والذي يعطي حق تأهل 4 فرق لدوري الأبطال، والذي على ما يبدو أن الإنجليزي في الطريق لخسارته بسبب سلسلة الأداء المخيب المستمر منذ عام 2013 وحتى بداية الجولة الأولى في دوري أبطال أوروبا.
لن نتحدث عن تشيلسي كثيرًا لأن الحديث هنا عن سقوط الأندية الإنجليزية، في حين كان تشيلسي هو «الحسنة الوحيدة» في إفتتاح الجولة للكرة الإنجليزية، أسقط ضيفه مكابي تل أبيب الإسرائيلي، برباعية نظيفة، وحقق أول فوز هذا الموسم على ملعب ستامفورد بريدج، وحقق إنطلاقة قوية في دوري الأبطال .
بداية سقوط الفرق الإنجليزية جائت من ملعب الاتحاد، ملعب المتصدر ومكتسح بطولة البرميرليج حاليًا، مانشستر سيتي .
وبالرغم من قوة اسم المنافس، بطل إيطاليا يوفنتوس، إلا أن وضع الفريقين مختلف تماماً في جدول ترتيب بطولة الدوري المحلية لكل فريق، مانشستر سيتي يتصدر بطولة البرميرليج برصيد 100% إنتصارات، يصطدم بصاحب النقطة اليتيمة من 3 جولات في الكالتشيو الإيطالي، يوفنتوس .
اليوفي بدأ اللقاء بشكل جيد وظهر بشكل قوي وصلب في حين ظهر أصحاب الأرض بكل متوتر في بداية اللقاء وكأن مسلسل الخيبة الأوروبية السنوي للفريق عالق بأذهان لاعبيه وجماهيره التي لم تحضر بشكل كامل في مدرجات ملعب الإتحاد على الرغم من أهمية المباراة .
بمرور الوقت تحسن مانشستر سيتي وتحكم في المباراة، وفي الشوط الثاني نجح في تسجيل هدف «غير شرعي» (بحسب إعتراف مدرب الفريق بيليجريني)، لكن الفريق أضاع فرصة تعزيز التقدم قبل أن ينتفض بطل إيطاليا ويسجل هدفين متتاليين يصدم بهم صاحب الأرض ويلحق به أولى الهزائم في أولى جولات البطولة .
السقوط الثاني كان في هولندا، وتحديدًا ملعب فيليبس ستاديون، ملعب بطل الدوري الهولندي، الذي استضاف العائد لدوري الأبطال مانشستر يونايتد .
للإنصاف، مانشستر يونايتد لم يستحق الهزيمة، أضاع العديد من الفرص، أهدى صاحب الأرض الفرص للتسجيل بسبب أخطاء دفاعية، لكن الهزيمة تظل هزيمة في النهاية، صاحبها مشهد حزين لكرة القدم بإصابة الظهير الأيسر لوك شاو بكسر مضاعف في الساق اليمنى نتيجة تدخل مدافع إيندهوفن، المكسيكي مورينو .
آخر سقوط إنجليزي هذه الجولة كان سقوط مدوي وغير مفهوم لأرسنال، فإذا كان سقوط ثنائي مانشستر جاء أمام أبطال بطولات محلية كبرى (الدوري الإيطالي والهولندي)، فإن سقوط أرسنال جاء أمام فريق دينامو زغرب، بطل الدوري المحلي في كرواتيا، الفريق الذي لم يسجل سوى هدف يتيم في بطولة دوري الأبطال الموسم الماضي، سجل هدفين في مرمى أرسنال في إفتتاح مباريات المجموعة وحقق أول فوز للفريق الكرواتي على ممثل إنجليزي في تاريخ الفريق.
أرسنال تعامل بإستخفاف مع المباراة، أراح العديد من اللاعبين، دخل المباراة بدون وسط ملعب بأتم معنى الكلمة، ثم زاد الطين بلة عندما نال المهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو البطاقة الحمراء بعد مرور 40 دقيقة من زمن بداية المباراة، وكأن الفرنسي يريد زيادة «المحبة» بينه وبين جماهير أرسنال التي طالما ترصدت للمهاجم الفرنسي صاحب الأداء الهجومي المخيب مقارنة بأساطير ولاعبي النادي السابقين.
3 خيبات مختلفة، اشتركوا جميعًا في نفس النتيجة، سقوط 2-1.
البطولة الأغنى والتي تقدم أرقام مادية خيالية لأنديتها (البرميرليج) على ما يبدو أنها أفسدت تفكير وعقلية المدربين والفرق في دوري الأبطال.
سقوط مانشستر سيتي يُعد سقوط فني، لأن الفريق امتلك المباراة وتقدم فعلياً بهدف في الشوط الثاني، لكن مدربهم التشيلي فشل في مجاراة نظيره الإيطالي تكتيكيًا وكبدته الأخطاء الدفاعية هزيمة مدوية في افتتاح البطولة، لكن يُعاب على الفريق عدم الحفاظ على تقدمه وتنظيم صفوفه بشكل أفضل في مواجهة الخصم، الفريق الذي أنفق أكثر من 150 مليون باوند في الصفقات (بالتحديد 203 مليون يورو) أي تقريباً 40% مما أنفقته فرق الدوري الإيطالي أجمع (551 مليون يورو) .
سقوط مانشستر يونايتد وكما سبق أن ذكرنا هو سقوط غير مستحق، الفريق لعب بشكل جيد ولاحت له العديد من الفرص، بالقطع يُعاب عليه كإسم كبير إهدار تقدم بهدف للهزيمة بأثنين، بالإضافة لفارق الإمكانيات الفنية الكبير بين أسماء الفريقين من حيث اللاعبين والمدربين، إلا أن كل هذا لم يشفع لليونايتد أمام شجاعة المنافس الذي أستثمر فرصه بشكل هائل بعكس ضيفه الذي أضاع العديد من الأهداف بسبب تألق حارس المرمى أو رعونة اللاعبين في إنهاء الفرص.
لا داعي لذكر أن مانشستر يونايتد قد أنفق أكثر مما أنفقت جميع فرق الدوري الهولندي تقريبًا في موسم الإنتقالات الماضي.
أخيرًا أرسنال الذي قام مدربه الفرنسي بتحقيق رقم جديد في دوري الأبطال، وهو أكثر مدرب يتعرض للهزائم في البطولة الرئيسية (دوري المجموعات والأدوار الإقصائية المتقدمة) بعدد 50 مباراة عن فترته مع كل من أرسنال وموناكو الفرنسي.
هزيمة ارسنال أمام دينامو زغرب جعلت الأمور تبدو أكثر سوءً للبرميرليج، نحن نتحدث عن أول حالة فوز في تاريخ النادي الكرواتي على نادي إنجليزي، حدث فريد وغير متوقع بالمرة، حتى مع التعامل المتخاذل من فينجر ولاعبيه وعلى رأسهم المهاجم الفرنسي جيرو الذي منح الحكم كل الفرص الممكنة كي يخرج له البطاقة الحمراء، التي قد تبدو غير مستحقة بعض الشىء وبالأخص في الإنذار الثاني، لكن لا اللاعب ولا المدرب تعاملا بشكل ذكي مع الموقف، وكانت أحد أسباب هزيمة الفريق في المباراة هي اللعب بـ10 لاعبين بالإضافة للإدارة الفنية السيئة من المدرب الفرنسي العجوز.
جزء كبير من هزيمة أرسنال قد يتلخص في جدول مباريات الدوري الإنجليزي، حيث يلتقي أرسنال يوم السبت بحامل اللقب تشيلسي في ملعب الأخير، إراحة فينجر لبعض العناصر والنجوم المهمين للفريق جاء بسبب الجدول المزدحم والصعب، ومن هنا يتضح لنا أولية التعامل للمدرب المحنك والخبير الذي تعامل بشكل سىء مع خصمه الكرواتي وهو يفكر في مباراته القادمة في بطولة الدوري، وكانت النتيجة أسوأ مما يمكن.
الجولة الأولى ليست نهاية العالم، وقد تكون البداية الكارثية هي صفعة لإيقاظ فرق إنجلترا التي عليها ان تدرك أن عالم كرة القدم لا يتلخص في الدوري المحلي فقط، وأن كثرة أموال البطولة المحلية مع الإدارة الفنية «السيئة» قد يتسببان في فقدان مقعد بدوري الأبطال .