اعتدنا خلال فترة ولاية فتحي مبروك الحالية مع فريق النادي الأهلي إجراء أول التغييرات في الشوط الثاني من المباراة، بداية من الدقيقة 60، مهما كانت نتيجة المباراة.
لم يغير مبروك تلك القناعات، ولكن تدخل «الحظ» في مباراة بتروجت وتعرض حسام غالي، لاعب الوسط، لتجدد الإصابة، ليتخذ فتحي مبروك قرارًا قلب الطاولة على فريق بتروجت الذي سيطر واستحوذ على الشوط الأول حتى إجراء الأهلي هذا التغيير بنزول مؤمن زكريا بدلًا من حسام غالي.. لولا هذا التغيير لما أحرز الأهلي هدفيه الأول والثاني في اللقاء، لماذا؟
لعب الاهلي بطريقة 4-2-3-1 منذ بداية اللقاء بتواجد شريف إكرامي أمامه الرباعي باسم على، سعد سمير، محمد نجيب، حسين السيد، ثم الثنائي حسام عاشور وحسام غالي، أمامهما الثلاثي رمصان صبحي يمينًا ووليد سليمان يسارًا وعبدالله السعيد في العمق، وفي الأمام عمرو جمال، ولكن مع خروج غالي عاد السعيد بجوار عاشور ومؤمن في العمق أمامهما.
ومن الطبيعي تعرض رمضان صبحي ووليد سليمان للرقابة من قبل ظهيري بتروجت وبقى مؤمن يلعب بحرية في عمق الملعب، ولكنه قرر أن يقلب المباراة ويُحدث الفارق بفضل تحركات نموذجية، أحدها في اليمين خلف رمضان صبحي، أقصد مراقب رمضان صبحي، وهو ظهير أيسر بتروجت أسامة محمد ليضرب دفاع بتروجت ويمرر الكرة للسعيد الذي مررها لرمضان ليراوغ بمهارة فردية كبيرة ويحرز هدف التعادل، بالطبع السعيد لا يستطيع الانطلاق في المساحات خلف ظهيري الخصم لانه لا يملك سرعات لاعب مثل مؤمن زكريا. (شاهد في الصورة مؤمن تحرك أمام رمضان صبحي وصنع الهدف)
وفي الهدف الثاني للاعب حسين السيد، شاهد أيضًا نفس التحرك من مؤمن زكريا قادمًا من مركزه بالعمق ولكن هذه المرة خلف ظهير أيمن بتروجت ليقوما بعمل تمريرة ثنائية ثم يراوغ حسين ويسددها في البعيدة.. إذاً تغيير غالي بمؤمن تسبب في هدفي الأهلي الأول والثاني بشكل مباشر. (شاهد رمضان يتحرك للطرف أمام حسين السيد وخلفهما رمضان صبحي)
في كرة القدم هناك نوعان من ظهير الجنب، أحدهما يفضل اللعب على الخط وإرسال العرضيات المتقنة مثل صبري رحيل، وهناك نوع آخر يعشق الاختراقات للعمق والتصويب من داخل منطقة الجزاء مثل حسين السيد ومحمد بركات من قبل.
بالفعل كان مبروك قد أجرى التغيير الأول اضطراريًا في الشوط الاول لذا قام بتأخير التغيير الثاني للدقيقة 72 والذي جاء متزامنًا مع الهدف الثاني بخروج وليد سليمان ونزول عماد متعب، وغيّر طريقة اللعب إلى 4-2-2-2، وفي الدقائق الأخيرة فضل مبروك تأمين وسط ملعبه بإشراك أحمد فتحي بدلًا من عمرو جمال ليعود لطريقة 4-2-3-1 مرة أخرى، ونجح فتحي في إحراز الهدف الثالث بعد جملة فنية بدأها وختمها أحمد فتحي بقدميه اليمني واليسرى.
نجح الأهلي في تحقيق الفوز رغم الأداء غير المقبول من قبل لاعبيه، واقترب من تحقيق اللقب الغائب عن خزائن الفريق منذ 2007، لكن هل سيمر من مباراة النهائي بنفس الأداء؟