ابق فأنت الأمل!! حمدي رزق الأربعاء 16-09-2015 21:33

ولو صحَّ أن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة طالب جميع مديريات الوزارة بالمحافظات بدعوة الأئمة لتنظيم مظاهرات ووقفات تطالب ببقائه فى منصبه بالحكومة الجديدة، تحت شعار «ابق فأنت الأمل» تبقى خيبة الأمل راكبة جمل!!

ليس هكذا تُورد الإبل، وليس هكذا يكون طريق البقاء فى الوزارة، لو تظاهر إمام واحد يوم الجمعة، ولو رفع أحدهم شعار «ابق فأنت الأمل» فى مواجهة التشكيل الوزارى حتماً ولابد من محاكمة وزير الأوقاف بقانون التظاهر، وزير يحرِّض على التظاهر لا يستحق البقاء ثانية فى منصبه، ولو كان مُرسلاً من السماء!!

يخطئ الدكتور جمعة خطأً جسيماً لو كان قد دفع فى مثل هذه الوقفات، جريمة أن يُجيِّش وزير الأوقاف الأئمة تحت جناحه، ويستخدم العمائم فى غرض زائل، لا الوزير باقٍ ولا هو الأمل، الوزير إن بقى فقط لأنه أثبت نجاعةً فى تطهير المنابر من أئمة الضلال، ولأنه كان شجاعاً فى مواجهة عصابات الإرهاب، متجاوزاً بكثير كثيراً من العمائم التى تُمسك العصا من المنتصف، ولم تَثْبُت قدر ساعة فى معركة تجديد الخطاب الدينى، ولم تُطهّر حتى تحت مقاعدها من نجس الإخوان.

خطيئة جمعة فقط لا غير أنه فى غفلة سمح للذئب محمد فودة أن يتسلل إلى مكتبه، المحيِّر أن الوزير جمعة قارئ بشكل جيد للخريطة الإعلامية، ويوزع مواعيده الصحفية والإعلامية بعقل ورشادة، ومعلوماتى أنه يصعب اختراق مكتبه، ولكن فودة قصة تانية، فصولها محزنة، فودة يملك من ألاعيب شيحة ما يعجز عنه شيحة نفسه، ويُمتِّن أعماله بالصور، وصوره مع الوزير جمعة متناثرة فى الأرجاء، فودة اخترق وزارة محلب من الوريد إلى الوريد.

خطيئة جمعة فى الجلوس إلى شخص رد سجون، ولو صحَّ خبر زميلنا الموهوب «محمد عنتر» فى «الشروق» أنه حرَّض الأئمة فى مديريات الأوقاف بالمحافظات على التظاهر احتجاجاً، وابق فأنت الأمل، فهذه جريمة، يعاقب عليها الوزير سواء بقى أو رحل، لو حرَّض جمعة جمهرة وزارته على التظاهر ليبقى باعتباره الأمل، لكانت نهايته.

سيادة الوزير، متى كان اختيار الوزراء بضغط الأئمة والوعاظ ومديرى المديريات ومفتشى الوعظ؟ أخشى أن يوزّع الدكتور جمعة على الأئمة خطبة موحدة، عنوانها «ابق فأنت الأمل»، ويزعق بها أئمة المساجد يوم الجمعة المقبل، ويرفع الأئمة أيدى الضراعة إلى السماء ليبقى الوزير باعتباره نصيراً للإسلام والمسلمين، والجمعة المقبلة جمعة الحج العظيم، وأبواب السماء مفتوحة، بعدها يخرج المصلون زرافات إلى مقر شركة «إنبى»، حيث يجرى التشكيل الوزارى، مهللين مكبرين، وابق فأنت الأمل.

بصراحة شعار عاطفى يدغدغ المشاعر ويحطم القلوب، وأنت الأمل والمنى والدنيا والأحلام، مثلاً يعنى لو الدكتور جمعة خرج من الوزارة ضاع الأمل، خاب الرجاء، انتكست الوزارة، شخصياً أتمنى أن يبقى الوزير جمعة لسبب لا يخفى عن السامعين، شجاعته فى مواجهة الإخوان والتابعين، كان صنديداً لا يخشى ميليشيات الإخوان، ولا تهديدات السلفيين.

وأعلم كم الضغوط التى تحملها الوزير جمعة غير عابئ بمخاتلات مرجعيات دينية كانوا يختانون أنفسهم فى المضاجع الإخوانية، ولكن منه لله فودة، جاب الوزير أرضاً، فودة خلَّص على خمس وزراء على الأقل، شبح فودة يطارد حتى المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء «المكلف» فى المنام، شبح فودة ماثل فى التشكيل الوزارى، إن خرج الوزير جمعة لا تسألن عن السبب، فودة هو السبب.. يا فرحة الإخوان والسلفيين.