أكد ياسر شعبان، سفير مصر فى المكسيك، أن المكسيك مهتمة بشدة بحادث الواحات؛ لأنه تواكب مع عيد الاستقلال، مشيراً إلى أن الرئيس المكسيكى أوفد إلى القاهرة وزيرة خارجيته مع أسر الضحايا مستقلين طائرته الرئاسية عشية ليلة الاحتفال، ولدى الحكومة المكسيكية ثقافة إشعار المواطن المكسيكى بأهميته، ومن المهم بالنسبة للحكومة هناك أن يثبتوا لشعبهم أنه لا تهاون فى حقوقه بغض النظر عن الدولة التى يتعامل معها. وقال شعبان، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، إن الحكومة المكسيكية لم تطلب المشاركة فى التحقيقات حول الحادث، ولكن مشاركة طبيب شرعى مكسيكى للمساعدة فى التعرف على هوية الضحايا، وطلبوا الاطلاع على نتائج التحقيقات، وكلما كان ذلك سريعاً كان أفضل بالنسبة لهم.. وإلى نص الحوار.
■ ما أثر حادث الواحات فى المكسيك؟
- علمتُ بالحادث الساعة 6 مساء الأحد الماضى، كنت فى حالة شديدة الأسى والحزن لأنى مدرك أن قواتنا تقوم بدور رائع لحماية حدودنا والنجاحات تتوالى، وهذا حقنا المطلق لحماية حدودنا، وشعرت بالحزن لأن المكسيكيين شعب طيب ويحبون مصر، والتاريخ المصرى يتم تدريسه منذ المرحلة الإعدادية وحتى الجامعة إذا كان الدارس سيتخصص فى التاريخ، ومصر هى القبلة السياحية الثقافية الأولى للسائح المكسيكى، و36 ألف سائح زاروا مصر فى 2010، وكان المستهدف هو زيادة عدد السائحين المكسيكيين العام الحالى إلى 10 آلاف سائح، وهو ما يدر دخلاً نحو 10 ملايين دولار، بعدما هبط العدد بعد الثورة بشكل كبير جداً، وقفز إلى ذهنى كيفية التعامل مع الأزمة على المستويين المكسيكى والمصرى، وإيصال المسؤولين فى كلا البلدين ببعضهما لاستيضاح الصورة لأننى مطالب بذلك من الجانب المكسيكى، وهو ما تم، وبدأت تلقى اتصالات من وزارة الخارجية المكسيكية من النائب الأول لوزيرة الخارجية.
■ ماذا دار فى أول اتصال بينك وبين الخارجية المكسيكية بعد الحادث؟
- أول اتصال كان من النائب الأول لوزيرة الخارجية، وكان الهدف التعرف على أعداد الضحايا وتفصيلات الحادث، بهدف تقديم تقرير للرأى العام المكسيكى، والطلب الثانى يتعلق بضرورة تحقيق اتصال بين وزيرى الخارجية فى كلا البلدين، والطلب الثالث كان لقائى معهم مبكراً فى اليوم التالى لكى نبحث ما سنقوله سوياً لتوحيد لغة التخاطب مع الشعبين المصرى والمكسيكى، وهو ما يعكس حرصهم على العلاقات القوية مع مصر، وقابلونى قبل انعقاد مؤتمر صحفى للوزيرة، وتحقق كل ما طلبوه، وبعد هذه الخطوات بدأت الصورة تتغير، والوزيرة قالت لى إنهم لمسوا من خلال اتصال وزير الخارجية المصرى جدية التحقيقات وتشكيل لجنة تحقيق، وأخبرتنى أنها ستسلمنى مكاتبة بشكل رسمى تطالب فيها الحكومة المصرية بإجراء تحقيق فى الواقعة وعرض النتائج، وكذلك طلبت منى إبلاغ السلطات المصرية بكل أنواعها سواء الطب الشرعى أو الداخلية والخارجية وغيرها تقديم كافة المساعدات لطاقم العمل القنصلى المكسيكى فى مصر، والطاقم الذى سيصل القاهرة فى وقت لاحق، وأكدت لها تلبية هذه الطلبات.
■ ما مدى الاهتمام الشعبى المكسيكى بالحادث؟
- التناول الإعلامى الواسع بكافة أشكاله المستبق للأحداث جذب اهتمام المواطن المكسيكى بشكل مبالغ فيه، وتم استخدام توصيفات مبالغ فيها مثل «قتل مواطنين مكسيكيين فى مصر على يد قوات الأمن المصرية» و«السائحون المكسيكيون يقضون نحبهم خلال استمتاعهم بإجازتهم الصغيرة»، كلها عناوين للعب على وتر الحس الإنسانى لجذب عواطف الجمهور، ولكنهم كانوا حريصين على رأى الجانب المصرى بأن هذا الحادث وقع فى منطقة محظورة غير مسموح التواجد فيها، ولكنها لم تكن فى العناوين الرئيسية، وكل أعضاء السفارة عملوا بسرعة شديدة لنصل إلى أكبر عدد من وكالات الأنباء والصحف المكسيكية، وعرضوا علىَّ تنظيم مؤتمر صحفى بمقر وزارة الخارجية المكسيكية ووافقت على الفور لأنها فرصة يجب استغلالها لتصحيح الصورة، وقدمت بياناً باسم السفارة حمل التفاصيل المتاحة عن الحادث، وأكدت فيه جدية الحكومة المصرية وتحقيقاتها فى الأزمة وتشكيل لجنة أزمة برئاسة رئيس مجلس الوزراء واستعدادنا بالكامل لتقديم كل الدعم، وأكدت لوسائل الإعلام المكسيكية أننا نتشارك فى كل شىء، ومنها العادات والتقاليد، حتى الذين ماتوا بينهم مصريون، وبالتالى الدم واحد، وقمت بتوديع وزيرة الخارجية وأهالى الضحايا فى المطار وهم متجهون للقاهرة، والسفارة المصرية فتحت أبوابها طوال الليل لإنهاء جوازات السفر والتأشيرات لدخول الوفد وأسر الضحايا، لأن رئيس الجمهورية المكسيكى خصص طائرته الثانية لوزيرة الخارجية للذهاب إلى القاهرة، وهو ما ساهم فى تخفيف لغة التناول الإعلامى.
■ ما تأثير ذلك على السياحة المكسيكية فى مصر؟
- كنت أتوقع حدوث أزمة، لكن بعد الحادث تلقينا جوازات سفر للحصول على تأشيرات للسياحة فى مصر، لكن الحادث بالتأكيد سيؤثر بالسلب وسيعيد تفكير السائحين فى الأمر، ولكننا قادرون على تجاوز هذه الأمور، لأن السفارة لا تعمل فى جزر منعزلة، نتشارك مع هيئة تنشيط السياحة ونقيم مهرجانات ثقافية كل 3 شهور ونتواصل مع شركات السياحة، الأولويات بالنسبة للسفارة هى رعاية الجالية الموجودة هنا والاستثمار والتجارة والسياحة.
■ بأى التعبيرات الدبلوماسية عبرت الخارجية المكسيكية عن الحادث؟
- وسائل الإعلام العربية قالت إن الرسالة التليفونية الأولى تضمنت إدانة للحادث، وعلى العكس أول اتصال بينى وبين الخارجية المكسيكية لم يتضمن أى شىء سوى استفسار فقط وكان سؤالهم «أخبرونا ما هو الوضع لديكم على الأرض؟»، وهذا كلام موضوعى يريد معرفة ما حدث ثم يقرر ماذا سيفعل، لكن المذكرة المكتوبة التى أرسلوها لنا كانت تتضمن «انزعاجاً» مما حدث، وهناك فرق فى الدبلوماسية بين الانزعاج والغضب والإدانة.
■ ما تقييمك لاهتمام السلطات الرسمية فى كلا البلدين (مصر والمكسيك) بالحادث؟
- الجانب المكسيكى مهتم بالحادث لأنه تواكب مع عيد الاستقلال المكسيكى، أمس، وبينما كان الرئيس المكسيكى وحكومته يجهزون أنفسهم للتواصل مع شعبهم للاحتفال بالعيد الـ205 للاستقلال، قُتل مواطنوه فى دولة أخرى يحبها المكسيكيون، وهناك قوات أمن فى القضية، وهنا يصبح من الصعب التصرف فى الأمر، وإيفاد وزيرة الخارجية وأسر الضحايا بالطائرة الرئاسية عشية ليلة الاحتفال للقاهرة، وهو أكبر دليل على اهتمامهم، إذ إن لدى الحكومة المكسيكية ثقافة إشعار المواطن المكسيكى بأهميته لدى حكومته، ومهم جداً بالنسبة لهم أن يثبتوا لشعبهم أنه لا تهاون فى حقوقه بغض النظر عن الدولة التى يتعامل معها، والاحتفال لم يتم إلغاءؤه، وذهبت إليه مساء أمس الأول، وحضرت العرض العسكرى صباح أمس، أما الجانب المصرى فكان رائعاً، الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصل بنظيره المكسيكى وقدم تعازيه فى الحادث، وهو أعلى مستويات التقدير وهذا له أثر شديد الأهمية، وزير الخارجية سامح شكرى اتصل بنظيرته المكسيكية، ونواب الوزير ومساعدوه على تواصل، والحكومة المصرية تعاملت على أعلى مستوى، وهذا يلقى كل التقدير من الجانب المكسيكى ويرسخ مصداقية الجانب المصرى فى التعامل بشكل جدى مع التحقيقات فى الحادث وإبلاغهم بكافة نتائج التحقيقات.
■ هل طلبوا مشاركة محققين مكسيكيين فى التحقيقات أم الاطلاع فقط على نتائج التحقيقات؟
- لا لم يطلبوا مشاركة محققين، طلبوا فقط مشاركة طبيب شرعى مكسيكى للمساعدة فى التعرف على هوية الضحايا، وطلبوا الاطلاع على نتائج التحقيقات، وكلما كان ذلك سريعاً كان أفضل بالنسبة لهم.
■ هل سيحصل هؤلاء الضحايا على تعويضات مادية؟
- هذا أمر لا أستطيع إقراره، يجب أن تقدم لجنة التحقيق تقريرها وتحدد المتسبب فى الحادث، والجانب المكسيكى لم يطلب تعويضات، وعقود السياحة الدولية والسفر تشمل تأميناً على السائحين، ويتوقف الأمر على وقوع المسؤولية على أحد الطرفين، بعدها يتم اتخاذ ما يلزم وفقاً للقانون، ونقلت نتائج التحقيقات المبدئية بشكل شفهى، وعندما أنقل شيئاً بشكل مكتوب يجب أن يأتى لى مكتوباً من مصر.
■ كم عدد الوفد الذى يزور مصر مع وزيرة الخارجية المكسيكية؟
- الوفد مكون من الوزيرة وأسر الضحايا، وعددهم 26 وتولت السفارة المكسيكية فى مصر ترتيب إقامتهم فى القاهرة.
■هل السياح ضحايا الواحات حصلوا على تأشيرات رسمية من السفارة المصرية فى مكسيكو؟
- بالطبع حصلوا على تأشيرات.
■ متى يصل المصابون وجثامين المكسيكيين إلى المكسيك؟
- ليست لدىَّ معلومة.
■ التصاريح التى نشرتها الشركة المنظمة للرحلة فى مصر «ويندوز أوف إيجيبت» كان مكتوباً بها 10 أفراد كولومبيين والجنسية مكسيكى، ما هو تفسيرك لهذا الأمر؟
- هذا يدل على أن هناك خللاً أو استهتاراً، أو أن هناك خطأ حدث فى كتابة البيانات، لكن هذا ليس له أى معنى، وغير صحيح أن يكون الشخص كولومبياً والجنسية مكسيكى «مفيش حاجة اسمها كده».