تمكن نادي ريـال مدريد الإسباني من الفوز على شاختار دونيتسك الأوكراني برباعية نظيفة، في الجولة الأولى بدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، على ملعب سانتياجو برنابيو، معقل الريـال، في مباراة شهدت بعض الجدل التحكيمي، بسبب احتساب ركلتي جزاء مثيرتين للشكوك وطرد أحد لاعبي شاختار، ولكن اللقاء كشف في نفس الوقت عن بعض الحقائق:
- الحرية الهجومية:
تواجد ثلاثي الـ«بي بي سي» المتمثل في الويلزي جاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة والبرتغالي كريستيانو رونالدو في الملعب معًا خلال مباراة الثلاثاء لمدة 27 دقيقة، قبل إصابة الأول ونزول الكرواتي ماتيو كوفاسيتش بدلًا منه.
لم يكن أي من لاعبي هذا الثلاثي خلال تلك الفترة مقيدًا بمركز معين، حيث كانت هنالك حرية تامة في تبادل المراكز بينهم، وأيضًا «إيسكو»، فتارة يلعب «رونالدو» كرأس حربة ويدخل «بنزيمة» في اليمين وأسفلهم «بيل»، الذي بدوره كان يدخل أحيانًا للجانب الأيمن ويلعب «بنزيمة» كمهاجم صريح مع احتلال «رونالدو» للجانب الأيسر.
ويعد هذا الأمر تكرار لمباراة إسبانيول الأخيرة في الدوري الإسباني، والتي فاز فيها الريـال بسداسية، وإشارة حول الفلسفة الهجومية التي ينوي المدير الفني رفائيل بنيتيز إلى تطبيقها مع الفريق، والتي أكد أنه يفضلها في أكثر من مؤتمر صحفي.
- «رونالدو» لا يفكر فقط في نفسه:
على الرغم من أن البرتغالي سجل ثلاثة أهداف «اثنين من ركلة جزاء وواحد بالرأس من متابعة للتسديدات»، إلا أنه ظهر جليًا خلال المباراة أنه تطور من ناحية اللعب الجماعي، مثال على هذا كرة الشوط الأول، حينما كانت أمامه مساحة للانطلاق والتسديد، ولكنه مررها بينية متقنة لـ«بنزيمة» لينفرد بالمرمى، حيث راوغ الأخير الحارس «بياتوف» وسددها بشكل غريب فوق العارضة.
تكرر الأمر في الشوط الثاني في كرة علوية على حدود منطقة الجزاء، حيث كان يمكن لـ«كريستيانو» استلامه على صدره والمراوغة، ولكنه مررها بالرأس لـ«بنزيمة»، الذي سددها من مرة واحدة على الطائر ولكن «بياتوف» أبعدها.
3- «إيسكو» يحتاج لتقويم:
لا شك في أن «إيسكو» واحد من أفضل المواهب في كرة القدم الإسبانية حاليًا، ولكن خلال المباراة ظهر أنه يحب الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم، وهو الأمر الذي ربما يؤدي في النهاية لقطع الكرة منه أو إهدار فرصة صناعة هدف أمام التحركات الجيدة من قبل «بنزيمة» و«رونالدو».
سيحتاج «بنيتيز» للتنبيه على «إيسكو» بخصوص هذه المسألة، لأن هناك مباريات لا يتحمل طابعها مثل هذا الأمر، فيما أن اللاعب نفسه عليه إدراك أن إصابة خاميس رودريجيز تمثل له فرصة ذهبية لإثبات أنه الأجدر باللعب أساسيًا، خاصة وأن اللاعب الكولومبي يتميز عنه تكتيكيًا في هذه المسألة كما أنه أكثر تهديفًا منه.
4- الاصابات تحتاج لوقفة:
على الرغم من الفوز الكبير، إلا أن الريـال خرج من المباراة بخسائر مهمة، تمثلت في إصابة «بيل» وسرخيو راموس ورفائيل فاران، حيث يأتي هذا بجانب دانيلو وخاميس المصابين قبل المباراة من الأساس.
لا يزال الموسم في بدايته، ومن الممكن أن تكون هذه الاصابات بسبب الجولة المرهقة التي نفذها الفريق خلال فترة الإعداد أو بسبب تدخلات عنيفة، ولكن أيًا كان السبب فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيقدر الجهاز الطبي على مواجهة الأمر أم سيتكرر ما حدث الموسم الماضي؟
الحديث هنا عن الجهاز الطبي، لأن الموسم الماضي كان يشهد نزاعًا خفيًا بين اللاعبين المصابين، ومنهم سرخيو راموس ولوكا مودريتش، مع طبيب الفريق خيسوس أولمو، الذي لا تروق لهم برامجه العلاجية ويتمهمونه بنقص الخبرة.
وكان رئيس النادي فلورنتينو بيريز قد رفض طلب اللاعبين قبل بداية الموسم بتغيير الدكتور «أولمو»، وهو الأمر الذي فسرته وسائل إعلام إسبانية حينها لكونه مقربًا منه بصفة شخصية.