قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتييجة، إنه لا توجد فرصة حقيقية لإعادة ملء السد العالي مرة ثانية، بعد اكتمال مشروع سد النهضة الإثيوبي، لافتا إلى امتلاءه جزئيا فقط أثناء سنوات الفيضانات العالية، وسيتعرض السد للتفريغ أثناء دورات الجفاف.
وأضاف «رسلان»، في تصريحات صحفية، الأربعاء، أنّ أضرار سد النهضة ليست فقط أثناء سنوات الملء الأول ولكنّها ستكون دائمة، منها بوار مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وانخفاض منسوب المياه الجوفية، وزيادة تداخل مياه البحر في الدلتا وتملح أراضيها، وانكشاف العديد من مأخذ محطات مياه الشرب والمصانع الواقعة على نهر النيل وفرعيه، وزيادة تلوث مياه النهر والترع والمصارف والبحيرات الشمالية وتهديد الثروة السمكية.
وتابع، أن التداعيات الأخرى لسد النهضة تتمثل في تشجيع بقية دول حوض على تنفيذ مشاريع السدود الكبرى والمتوسطة، وإنشاء أثيوبيا بقية سدودها، وانضمام جنوب السودان إلى اتفاقية عنتيبى وتنفيذ مشاريع استقطاب فواقد النهر بتمويل ودعم دولي لبيع المياه لمصر، وتوسع السودان في الزراعات على مياه النيل الأزرق خصما من حصة مصر المائية، وليس مستبعدا انضمام السودان لاتفاقية عنتيبى وتنصلها من اتفاقية 1959.
وأوضح، أن البعض يزعم أن البند الخاص من إعلان المبادئ والذي يحدد فترة 15 شهرا للانتهاء من الدراسات والتوافق حول سنوات التخزين وسياسات التشغيل، لصالح مصر لتجنب المماطلات الأثيوبية، لافتا إلى أن هذا غير صحيح لأنّ البند لم يحدد موعدا لبدء الدراسات، وهو جوهر المشكلة الحالية، مشيرا إلى أن إثيوبيا تحظي بدعم من بعض القوى الدولية والإقليمية لأسباب متباينة، وساعد على ذلك قصور الأداء المصري في تناول الملف.