يبدأ البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، الذي أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه وشباب الجامعات، الأحد الماضي، تلقي طلبات التسجيل في دوراته للشباب في المرحلة العمرية من ٢٠ إلى ٣٠ سنة، الأحد المقبل، الموافق ٢٠ سبتمبر الجاري.
وقال مصدر رئاسي، إن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب ليس وعاء سياسيا، ولا يهدف إلى خلق كوادر سياسية فحسب، مؤكدا أنه برنامج تدريبي يسعى لتأهيل الشباب بمختلف فئاته وفي جميع المجالات، لتكوين كوادر شبابية قادرة على الإدارة في مجالات السياسة والصحة والتعليم والإعلام والبحث العلمي والثقافة وغيرها.
وأضاف المصدر، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن البرنامج يقبل الشباب أيًا كان انتماؤهم السياسي، ويُخرّج شبابًا يمكن أن ينضم لأي حزب، سواء كان مؤيدا أو معارضا، مشيرا إلى أن الشباب ليسوا قطاعا أو فئة واحدة.
وأكد المصدر أن اهتمام الرئيس السيسي بالشباب بدأ منذ فترة ترشحه للرئاسة، مشيرا إلى أن السيسي كان مهتما بالتواصل مع مختلف القطاعات الشبابية، بغض النظر عن انتمائهم السياسي، موضحا أنه يتم التعامل مع الشباب وفقًا للتخصص والفئات، لذلك التقى الرئيس السيسي مع شباب الباحثين وشباب المبتكرين في التكنولوجيا، وشباب الإعلاميين، وشباب رجال الأعمال، وأبناء الجاليات المصرية في الخارج، وشباب المبادرات المجتمعية.
وقال المصدر: إن «الرئيس السيسي كلف المجالس التخصصية في مارس الماضي بإعداد برنامج تأهيلي للشباب، يهدف إلى تأهيل الشباب للقيادة، وخلق قاعدة بيانات تضم الشباب المؤهل في جميع المجالات»، مؤكدًا أن البرنامج هو نتاج فكرة الرئيس السيسي وسيعمل تحت إشراف الرئاسة، قائلاً: إن «هذا البرنامج هو هدية السيسي للشباب، وهو بمثابة قناة السويس الجديدة للشباب».
وشدّد المصدر على أنه سيتم تطبيق مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص أمام جميع المتقدمين، مشيرًا إلى أنه تم التعاقد مع أكبر شركة عالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات ودعم اتخاذ القرار للقيام بتحليل البيانات دون محاباة لأحد، موضحًا أنه سيكون التمثيل النسبي للمحافظات وفقًا لعدد الشباب في كل محافظة، كما سيتم تدريب 2500 شاب وفتاة خلال أول عام عبر 10 دورات، وستكون مدة الدورة الواحدة 8 أشهر، على أن يزيد عدد الدورات اعتبارا من العام الثاني ليصل إلى 12 دورة سنوياً، وتبدأ أول دورة منتصف أكتوبر المقبل.
وأوضح المصدر أن المقر الرئيسى للتأهيل سيكون في مبنى المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية بالقاهرة، الذي يتضمن قاعات للتدريب مجهزة على أعلى مستوى من الوسائل النظرية والسمعية، كما سيتم تحصيل بعض المحاضرات العملية والنظرية في أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، وكلية العلوم والإدارة وأكاديمية السادات وجامعة القاهرة، كما سينتقل المتدربون إلى مدينة الإسكندرية في كليتى الدفاع الجوي والبحرية، موضحاً أن إقامة المغتربين ستكون في الأماكن المحددة التابعة لوزارة الشباب، وعلى نفقة البرنامج.
وحول شرط السن، قال المصدر: إن تعريفات الشباب عالمياً مختلفة من بلد لآخر، وتصل إلى 22 سنة، وأن البرنامج قد حرص على الارتفاع بالسن إلى 30 سنة، بحيث يتم استيعاب وتأهيل الشباب الذي يبدأ حياته العملية، وتم توسيع المشاركة لتشمل الحاصلين على المؤهلات فوق المتوسطة، بجانب الحاصلين على المؤهلات العليا، وذلك بعدما تم اكتشاف أن العديد من الأبحاث العلمية والابتكارات قدمها طلاب المعاهد».
وأشار إلى أهمية شرط حسن السير والسلوك في المتقدمين، وعدم اتهامهم سابقاً في جرائم مخلة بالشرف، وذلك لأن العقوبات التي تلحق بهم سواء لجرائم السرقة، والتبديد، وخيانة الأمانة، وحيازة المخدرات، تؤدي إلى حرمانهم من المناصب القيادية، منوهاً بأن الجرائم السياسية لا تندرج تحت الجرئم المخلة بالشرف.
وأضاف المصدر أنه «تم الاطلاع على كل التجارب في إعداد البرنامج، من بينها برنامج كلية الإدارة في فرنسا، حتى تبلورت رؤية البرنامج ليهدف إلى إنشاء قاعدة قوية من الشباب تكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى، من خلال تدريبهم عبر الوسائل النظرية والتطبيقية ونماذج المحاكاة وإعداد المشروعات».
وأوضح المصدر أن رئاسة الجمهورية قامت بعمل آلية للتواصل بين الشباب ومؤسسات الدولة المختلفة من أجل رعايتهم، قائلا: إن «لقاءات الرئيس بالشباب أسفرت عن زيادة موازنة البحث العلمى للشباب والباحثين إلى الضِّعف، كما تم إنشاء أكاديمية لشباب الباحثين تضم حالياً 700 باحث يعملون في مشروعات النانوتكنولوجى والطب والهندسة، كما قام الرئيس بدعم مبادرة (اسمعونا) عن طريق صندوق تحيا مصر، وتم إنشاء وحدة لدعم ورعاية الشباب بالخارج في وزارة الشباب».
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، إن «عدد زوار موقع البرنامج في اليوم الأول من إطلاقه بلغ ٣٠ ألفًا و٧٥٣ فردًا، وكانت أكثر المحافظات إقبالًا هي محافظة القاهرة بنسبة ٤٦٪ من الزائرين، تلتها محافظة الإسكندرية بنسبة ٩٪، ثم الجيزة بنسبة ٨٪، وكانت المنصورة هي أكثر مدن الوجه البحري إقبالًا بنسبة ٣.٥٪، بينما احتلت سوهاج المركز الأول على مستوى الصعيد بنسبة ١٪، وزار الموقع عدد من المصريين من الدول العربية والأجنبية، وبلغ عدد الزوار من السعودية ٣٪ من الزائرين، و١٪ من الإمارات».