تعيد إلى الأذهان أزمة السيول التي تعرَّضت لها مدن البحر الأحمر قبل يومين، ومن قبلها بأسابيع محافظتا أسوان والأقصر، تكرار الأزمة كل عام، وذكرى كارثة السيول التي وقعت قبل عامين في محافظات الصعيد، وأدت لتضرر نحو 4300 أسرة، بالإضافة لمحافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء اللتين أدت السيول فيهما العام الماضى إلى الإضرار بأكثر من 2700 منزل، منها أكثر من 1400 منزل أصابها الانهيار أو التصدع.
وقبل موسم السيول في العام الحالى، قامت «المصرى اليوم» بحصر جميع الوعود الحكومية والمبالغ المرصودة لتفادى الأزمة السنوية، على لسان الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، وقامت بثلاث زيارات ميدانية لأكثر الأماكن المضارة بالسيول في صعيد مصر خلال السنوات الماضية، والتى شملت: أسيوط، وسوهاج، وأسوان، بعد أن أعلنت المحافظات عن حالة التأهب القصوى والاستنفار لموجهة أي سيول محتملة أو أمطار غزيرة قبل حلول العام، لرصد استعداد المحافظات ووكلاء الرى والزراعة والمجالس المحلية بالمحافظات، ومتابعة حالة المخرات وسدود الإعاقة، وصرف التعويضات عن سيول العام قبل الماضى.
تحذر هيئة الأرصاد الجوية كل عام من احتمالية تعرض مناطق الصعيد وسيناء والبحر الأحمر لموجة من السيول، فتقدم الحكومة ممثلة فى وزارتى الموارد المائية والرى والتنمية المحلية وعوداً بعدم تأثير السيول على المواطنين وممتلكاتهم، وتذيل تصريحاتهم بالعزم على تخصيص ملايين الجنيهات تفادياً للسيول. المزيد
فوق مصرف السيل، أو «ترعة كيما»، كما يطلق عليها الأهالى، وقف عادل ماهر قرشى، من أبناء محافظة أسوان المقيمين بجوار مجرى السيل الرئيسى في المحافظة، ليتابع بأسى أثناء رحلة العمل اليومية تصاعد الروائح الكريهة من مجرى السيل، ويشاهد بعينيه بقايا المخلفات المنزلية، والصرف الصحى الملقى في المخر، والمتجه بسهولة ويسر نحو نهر النيل. المزيد
أمطار غزيرة غمرت منزله، وعواصف شديدة كادت أن تقتلعه، صاحبها نزول للسيول من فوق سفح سلسلة جبال البحر الأحمر، ليصل ارتفاع المياه أمام منزله بقرية نزلة عمارة، التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، إلى متر ونصف، واستمرت داخل المنزل ليومين دون تدخل أي من المسؤولين. المزيد
أمام منزلها المكون من طابقين، والذى مازالت جدرانه تحمل آثار سيول العام الماضى، جلست سعدية فاروق بجوار أطفالها الأربعة مع والدتها العجوز. تقول «أنا كنت بجوز بنتى، والسيل لما جيه خد كل الجهاز المنزلى، واضطرينا نتداين عشان نعرف نجوز البنت»، تقول سعدية، وهى تقوم بالعد على أصابعها التي فقدت نعومتها بسبب العمل في الزراعة مع زوجها لتشير لحجم التلفيات المنزلية الناتجة عن السيل، والتى شملت مراتب النوم، وأدوات الطعام، والثلاجة والتلفاز، وصناديق حفظ الملابس، والذهب. «الذهب بتاعى كله راح مع السيل» تقول سعدية بحزن شديد وهى تنظر إلى يديها، وتتوقف لتشير إلى المنزل: «محدش ادانى أي تعويض عن السيل، والناس الغنية بس اللى ليها ظهر هيا اللى خدت تعويض. المزيد