قال الدكتور عمار على حسن، عضو الأمانة العامة لقائمة «صحوة مصر»، إن القائمة أعلنت انسحابها من الانتخابات البرلمانية، اعتراضاً على حكم القضاء بإلزام المرشحين بإعادة الكشف الطبى، وعدم طعن اللجنة العليا للانتخابات.
وأوضح عمار، في حواره مع «المصرى اليوم»، أن هناك ضغوطاً تعرَّض لها مرشحو القائمة لتركها، مؤكدا أن قرار الانسحاب من الانتخابات لا يعنى المقاطعة، داعياً المواطنين إلى التصويت والمشاركة فيها للحد من تغوُّل نفوذ المال السياسى، وفيما يلى نص الحوار:
■ بداية.. ما الأسباب التي دفعتكم للانسحاب من الانتخابات، وهل كانت هناك محاولة للعدول عن القرار؟
- حكم القضاء الإدارى بإلزام المرشحين القدامى بإعادة الكشف الطبى وعدم طعن اللجنة العليا للانتخابات على الحكم، وتعنتها في عدم مد أجل الانتخابات لإعطاء المرشحين فرصة، فضلاً عن الأعباء المالية لقيمة الكشف، كانت أهم أسباب الانسحاب، رغم كون الفحوص الطبية سارية المفعول بخلاف صحيفة الحالة الجنائية التي تنقضى صلاحيتها بمرور 3 أشهر على تحريرها، كما كان هناك تخبط في القرارات، ومنها تقدم عدد من المرشحين في اليوم الأول للانتخابات بالكشف الطبى القديم، وفقاً لقرار اللجنة العليا، وهو ما يؤكد عدم وجود مساواة بين المرشحين، وفى اليوم الأخير من تلقى طلبات الترشيح قمنا بتقديم طعن، لكنه قوبل بالرفض.
■ لماذا أعلنتم عن أسماء القوائم بالتزامن مع غلق باب الترشيح؟
- بعض القوائم المنافسة وأتباع السلطة وأبواقها تحدثوا ليل نهار عن أننا فشلنا في استكمال القوائم، وأبلغ رد أننا تقدمنا بـ3 قوائم في الانتخابات الماضية من مجموع 4 قوائم، ومن المنطقى أننا لم نكن نعجز عن استكمال القوائم الأربع بعد مُضى ما يقرب من 6 أشهر على تأجيل الانتخابات، وللعلم فإن اختيار المرشحين الأساسيين والاحتياطيين هذه المرة كان أفضل بكثير من حيث الخبرة، وتم تعزيزها جميعاً بكفاءات وطنية، وجميعهم لم يكونوا في يوم من الأيام منذ عهد مبارك وصولاً لحكم الرئيس عبدالفتاح السيسى ألعوبة في يد أي سلطة.
■ لكن الأسباب التي أعلنتم عنها طالت أيضاً قوائم أخرى ومرشحين على الفردى؟
- لم نتعود منذ ممارستنا السياسة والعمل العام على أن نكون مفعولاً به، وبالتالى اعترضنا على عدم طعن هيئة قضايا الدولة على الحكم، فضلاً عن الأعباء المادية التي تكبدها المرشحون، وكانوا سيتحملونها إذا ما شاركنا في الانتخابات، والجميع يعلم أن قائمة «صحوة مصر» فقيرة، ورفضنا انضمام أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال الفاسدين، وهناك أسباب أخرى للعرقلة، وقد لمسنا جزءاً منها في السابق، حيث قام بعض رجال الأمن بالاتصال ببعض المرشحين واستخدام أسلوب العصا والجزرة وإغرائهم بأن لديهم فرصاً كبيرة للترشح على المقاعد الفردية والقوائم الأخرى، فيما لم ينصع المرشحون، وهناك مشكلة أخرى ظهرت حالياً بأن هناك مؤشراً يدل على أن السلطة ليست جادة في إجراء الانتخابات في ظل مئات الطعون المنتظرة، والتى تدفع العملية الانتخابية في مهب الريح، وكنا على صواب عندما أعلنا الانسحاب في الوقت الذي وجدنا فيه بعض المرشحين في القوائم والفردى أبدوا تذمرهم من القرارات، لكنهم آثروا السلامة وبلعوا ألسنتهم، لكن صحوة مصر أبت وأخذت مبادرة الانسحاب، بعدما ظهر أن يد اللجنة العليا للانتخابات عاجزة، وهيئة قضايا الدولة متواطئة في عدم الطعن.
■ عودة لقيمة الكشف الطبى، البعض يقول إنه لو كان لمرشحيكم حماس لخوض الانتخابات لدفعوها، خاصة أن القيمة لا تقارن بنفقات الدعاية الانتخابية.. ما ردك؟
- أختلف مع هذا الرأى، وهنا أتساءل: لو سرق لص منى 10 جنيهات، تتساوى عندى مع من يسرق مليون جنيه، ومن يتحدث بأن قيمة الكشف الطبى بسيطة أقول له بالفعل إنها لا تساوى شيئاً لمن تعودوا على الإنفاق بعشرات الملايين طمعاً في كرسى بالبرلمان، وللمؤمنين بأن الغنى هو من يجب وصوله للبرلمان دون الفقير، وهذه انتكاسة أصابت وضربت الحياة السياسية.
■ هل تلقيتم اتصالات بعد قرار الانسحاب؟
- على المستوى الشخصى، وأغلب أعضاء القائمة لم يتلقوا أي اتصالات، بما يعنى أن الحكومة تعاملت مع الأمر باستهتار، متجاهلين تمثيل التيار المدنى الديمقراطى الأقرب للثورة في القوائم، وهنا علامة استفهام حول رغبة الدولة وحرصها على مشاركة السلفيين الآن، كما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير مع جماعة الإخوان، وكأن الكل يعادى التيار المدنى ويتطابق مع ما كنت أقوله في وقت سابق بأن السلطة إذا ما خُيِّرت بين التيار الدينى والتيار المدنى لاختارت الدينى الأقرب إليها، في ظل استطاعة أجهزة الأمن تطويع الجماعات الدينية وأتباعها من خلال إبرام الصفقات باعتبارها أسهل من التيار المدنى، الذي يجدون صعوبة في التعامل معه.
■ تحدثتم عن أن هناك ضغوطاً تعرضتم لها.. فما هي؟
- في المرة السابقة تعرض الكثير من المرشحين للضغوط من أجهزة الأمن، وقد تلقى اللواء نجيب عبدالسلام، قائد الحرس الجمهورى الأسبق، نحو 42 اتصالاً للعدول عن الترشح وخوض الانتخابات على قائمة «صحوة مصر»، وظل الأمر يتصاعد مع السيدة سامية الشيخ، والدة الشهيد محمد الجندى، ومن الطبيعى أن من يتدخل في بداية الانتخابات يظل يتدخل حتى إعلان النتيجة.
■ هل يعنى الانسحاب من الانتخابات الدعوة لمقاطعتها؟
- الانسحاب جاء اعتراضاً على القرارات، ورغم ذلك ندعو جماهير الشعب للتصويت.